قال المتحدث باسم الخارجية البريطانية باري ماترسون ان التدخل الإيراني في الساحات الإقليمية ظاهرة معروفة ومؤسفة. ميدان التحرير في ذروة الاحتجاجات ولم يكن تدخل إيران في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان وساحات أخرى من عوامل الاستقرار والسلام، ولكن كان دائماً من أجل خدمة مصالح إيران الضيقة واضاف في حديث ل" اليوم" : نشهد شرق أوسط جديدا على وشك الظهور، ولكن من الصعب تحديد معالمه بعد.
كيف ترون التصعيد الإيراني المستمر للمنطقة وتهديدها ؟ - التدخل الإيراني في كثير من الساحات الإقليمية ظاهرة معروفة ومؤسفة. ولم يكن تدخل إيران في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان وساحات أخرى من عوامل الاستقرار والسلام، بل كان دائماً من أجل خدمة مصالح إيران الضيقة. يرحب القادة الإيرانيون بالتغيرات في مصر وتونس والبحرين باعتبار أنها ثورات على نموذج الثورة الإسلامية في 1979، ولكن في نفس الوقت لا تتورع إيران عن قمع من يتطلع إلى نفس الحقوق والحريات داخل الأراضي الإيرانية، وتتهم المتظاهرين في سوريا بالعمالة لصالح أطراف خارجية ذات أهداف قذرة.
كيف ترون قضية الاستقرار والأمان في دول المنطقة خاصة بعد أن عصفت الأحداث الأخيرة بها؟ - طبعاً، ستكون للأحداث الأخيرة التي اكتسحت المنطقة تداعيات أمنية وسياسية مهمة , ولكن علينا الاعتراف بأن الأنظمة المستبدة السابقة التي مارست أنواعا من القمع والظلم والبطش ضد مواطنيها لم تأت بالاستقرار والتقدم، بل تولدت عنها نفس الأوبئة التي طالما كنا نخشاها"التطرف والإرهاب والكراهية للآخر". وعلى المدى الطويل فإن خير الأنظمة الحاكمة هي الحكومات الممثلة لشعوبها والمجسدة لتطلعاتهم، والتي نجاحها أو خسارتها في صناديق الاقتراع مرتبطان بقدرتها على الحكم لما هو في مصلحة شعوبها.
دعوة مجلس التعاون الخليجي لضم المغرب والأردن في تنظيم خليجي يتميز بالخصوصية ألا يجعل ذلك هذه الدعوة ربما نشازا في التكوين الخليجي؟ -تخلق هذه التحولات التاريخية فرصا ذهبية للعمل العربي الموحد والمنسق. خير ما يمكن أن نتمناه هو أن في أي أزمات إقليمية قد تقع مستقبلا، مهما تكون، لن نسمع دعوات لتدخل خارجي لأنه سيكون في العالم العربي دول فعّالة وقوية تتجاوب مع مطالب مواطنيها وقادرة على حل مشاكلها بنفسها عن طريق التعاون مع بعضها البعض. وبذلك تعد أي مبادرات للتنسيق السياسي والاقتصادي بين تلك الدول شيئاً جميلاً يستحق التأييد.
هل صحيح من وجهة نظركم بأن أمن الخليج لن يحميه سوى أبنائه؟ -مثلما أشرت في إجابتي الأخيرة، من المستحسن أن تتمتع دول المنطقة بالقدرات الضرورية من أجل معالجة مشاكلها بنفسها.
كيف تقرأون المشهد السياسي العربي القادم؟ - بالتأكيد نشهد شرق أوسط جديدا على وشك الظهور، ولكن من الصعب تحديد معالمه بعد. نشأت هذه الثورات على يد الشعوب أنفسها بدون تدخل خارجي، وهي تلك الشعوب التي تحدد بلورة رؤيتها وتواصل تحديد مصيرها بنفسها. ليس لدينا حق هنا في بريطانيا أو في بلدان خارج المنطقة بالإملاء عليهم فيما يخص مستقبلهم، ولكننا على أكمل استعداد للتعاون والمساعدة طالما كانت هناك رغبة لذلك من المواطنين هناك.
هل تعتقدون أن انضمام اليمن لمجلس التعاون، بعد أن هيكلت اقتصادها وتنحو نحو الاستقرار والأمن، هي الأكثر ترشيحا للانضمام للمجلس لاسيما أنها تشكل العمق الاستراتيجي للمنطقة؟ -إن أي سؤال من هذا النوع يوجه في نهاية المطاف لمجلس التعاون ولليمن. ولكن في المراحل المقبلة سيكون اليمن بحاجة إلى استمرار المساعدة الإقليمية، خصوصاً وأنه يواجه سلسلة من التحديات الاقتصادية والإنسانية. لذلك فإن توثيق العلاقات الخليجية اليمنية سيكون من الخطوات الرشيدة لمساعدة اليمن في المرحلة المقبلة.