فى الماضى و حتى وقت قريب كان الزواج من الأمور السهلة فى كل المجتمعات العربية وخاصة المجتمع السعودى . حيث ظل خلال العقود الخمسة الأخيرة بعيداً عن العقبات و التعقيدات و المغالاة . وذلك تمشياً مع تعليمات ديننا الحنيف الذى يحثنا على التيسير فى الزواج حتى ينعم الزوج و الزوجة بحياة سعيدة و مستقرة بما ينعكس بالخير على المجتمع بأسره. إلاً أن الزواج قد واجه خلال السنوات الأخيرة صعوبات عديدة من أهمها الغلاء وانخفاض مستوى الدخل و الظروف الاجتماعية ثم ظاهرة المغالاة فى المهور. وهى ظاهرة مستحدثة صنعها بعض الآباء و انتشرت بعد ذلك بين شرائح المجتمع من منطلق التقليد و المحاكاة و الوجاهة الاجتماعية. و نتج عن ذلك إحجام الشباب عن الزواج و بالتالى ارتفاع نسبة العنوسة بين البنات و العزوبية بين الشباب مما يهدد المجتمع بالإصابة ببعض الظواهر والسلوكيات المرفوضة .(اليوم) تطرح خلال السطور القادمة وجهات النظرالمختلفة حول تلك القضية الهامة لتحديد أسباب عزوف الشباب عن الزواج. وجاهة يقول فيصل المطيرى 30 عاماً: أن مشروع الزواج يواجه دائماً تعقيدات و أمورا غير منطقية المعروفة ب "المظاهر" ومنها التقليد و المغالاة فى تكاليف حفل الزفاف بما يتناسب مع حفلات الآخرين ارتفاع قيمة المهور التى تتجاوزفى بعض الأحيان 70 ألف ريال . مشيرأ إلى أن هذا المبلغ كبير جداً على الشباب وخاصة أصحاب الدخل المحدود والذين يمثلون نسبة كبيرة من المجتمع . و أضاف المطيرى قائلاً : كنت أحلم بالزواج و عمرى 25 عاماً و لم أتمكن من الزواج حتى الآن لأسباب كثيرة من أهمها ثبات و انخفاض دخلى الشهرى حيث يكفينى بمفردى و أنا أعزب بالكاد لمدة 10 أيام فقط . فكيف سيكون حالى و أنا متزوج فى ظل الاحتياجات المتلاحقة من إيجار مسكن و الطعام و الشراب و الملبس فضلاً عن الفواتير الشهرية المتلاحقة و تكاليف الولائم الخاصة لأهل الزوجة خلال الأيام الأولى للزواج . ومن هنا فإن مسألة الزواج قد تستغرق مني وقتاً طويلاً حتى أستطيع معايشتها بشكل حقيقى . زواج مبكر أما حمد الحمد " 21 عاماً " طالب جامعى ، فيؤكد أنه ينتظر حفل إتمام زواجه فور تخرجه من الجامعة حيث عقد نكاحه بطلب من أهله و موافقته الشخصية. وينصح الشباب بالزواج المبكر فى حالة توافر تكاليف الزواج المادية. و حول ما إذا كان سيجد عملاً بعد تخرجه من الجامعة و زواجه المبكر قال: عملى ينتظرنى براتب شهرى مناسب وهو ما دفعنى للزواج بهذه السرعة وفى المقابل لي فإن شقيقى الأكبرتجاوز ال 30 عاماً من العمر و لم يفكر فى الزواج حتى الآن لأسباب عديدة من أهمها أنه يريد أن يعيش حياة العزوبية بكل ما فيها قبل دخول (قفص الزوجية) و يرى أن الهم الاكبر بالفعل هو التجهيز للزواج و ليس الخوف من المادة. ويتفق رائد الحمدان 28 عاماً مع رأي فيصل المطيرى . مشيراً إلى أن ضعف الامكانيات المادية بالإضافة الى البطالة يمثلان السببين الرئيسيين لعزوف الشباب عن الزواج . فالشاب الأعزب لا يستطيع الإنفاق على نفسه لتوفير حياة متوسطة و عادية فماذا سيحدث عند الزواج الذى يتطلب الكثير من النفقات . وطالب أصحاب المشروعات العقارية بتخفيض اسعار إيجار الوحدات السكنية التى تمثل العقبة الكبرى عند الإقدام على الزواج . تخفيض ومن جانبه اكتفى توفيق العديل بمناشدة الآباء و أولياء الأمور التوقف عن خوض منافسات التفاخر والتباهي بالمغالاة فى المهور. وحذر من أنهم قد يدفعون ثمن ذلك غالياً.