بالرغم من كل الدعوات والحملات التي تشنها وزارة المياه والكهرباء لحث افراد المجتمع على ترشيد الاستهلاك بواسطة اللافتات القماشية واللوحات الضوئية والاصدارات الخاصة.. الا ان هناك فئة من المجتمع مازالت تنام في العسل وتعتقد ان استخدام المياه حرية شخصية وان القطرات القليلة التي تهدر في منازلهم لن تؤثر في مخزون المياه المتوافر للدولة حفظها الله والتي تسعى جاهدة لتوفير مخزون المياه الجوفية لحين الحاجة القصوى لاستخدام محطات تحلية المياه واقامة السدود وغيرها.. وكم يؤلمني فعلا ان أرى هدر المياه في شوارع الرياض لأن الفرق بين هنا وهناك ان مياههم (حلوة) ومياهنا (نصف حلوة)، واتمنى ان يستشعروا قيمة النعمة التي بين ايديهم بالسكن لمدة سنة واحدة في احد احياء الظهران التي يضطر سكانها الى تغيير انابيبهم وخلاطات دورات المياه كل عامين تقريبا بسبب تآكلها بالاملاح، اما البشرة والشعر فحدث ولا حرج.. عموما لم يكن ذلك سوى شيء في النفس أبى الا ان يخرج من باب (الغبطة) وليس (الحسد) والعياذ بالله. ولذلك اقول مبارك لاهل الاحساء وبقيق وعقبالنا قريبا إن شاء الله والا فحديثي في الاصل عن عدم التبذير في استخدام الماء لما ورد في الأثر (لا تسرف ولو كنت على نهر جار). ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة حيث كان يتوضأ في صاع من الماء ويغتسل في مد لشدة حرصه على توفيره والعناية به وقد قال عنه صلى الله عليه وسلم في ذكر فوائده التي لا تعد (الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء). واصبح اليابانيون والصينيون اليوم يعترفون بفوائد الماء بعد ان وضعوا استراتيجيات وخططا للمعالجة بالماء والماء فقط.. إذا الماء ليس سرا للحياة فقط بل هو كنز لا يقدر بثمن.. ولو عطش احدنا ثم شرب كؤوسا من اي نوع آخر من السوائل لما ارتوى حتى يشرب جرعة ماء.. بالاضافة الى ان الحاجة للماء لا يختص بها الانسان فقط بل جميع الاحياء على وجه البسيطة، ثم بعد هول الموقف يوم القيامة سنبحث جميعا عن الماء.. والماء فقط. واسأل الله تعالى ان يجعلني واياكم وكل محافظ على الماء ممن يشربون من حوض النبي صلى الله عليه وسلم شربة لانظمأ بعدها ابدا.. آخر سطر... كل ذي نعمة محسود.. ولكن الحسد يبدأ بصاحبه فيقتله..!!