روسيا: زيارة بلينكن للصين تهدف لتمزيق العلاقات بين موسكو وبكين    الأخضر السعودي 18 عاماً يخسر من مالي    الإبراهيم: تشجيع الابتكار وتطوير رأس المال البشري يسرعان النمو الاقتصادي    الإبراهيم: إستراتيجياتنا تحدث نقلة اقتصادية هيكلية    «الرابطة» تُدين استمرار الاحتلال ارتكاب جرائم الحرب في غزة    النفط يستقر فوق 88 دولاراً.. وأسهم أمريكا تتراجع    الراقي في اختبار مدرسة الوسطى.. الوحدة والفيحاء يواجهان الحزم والطائي    ميندي وهندي والنابت مهددون بالغياب عن الأهلي    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    أدوات الفكر في القرآن    4 نصائح طبية عند استعمال كريم الوقاية من الشمس    الملك يغادر المستشفى بعد استكمال فحوصات روتينية    بيع "لوحة الآنسة ليسر" للرسام كليمت بمبلغ 32 مليون يورو    الأوبرا قنطرة إبداع    الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز يرعى حفل تخريج طلبة «كلية الأعمال» في جامعة الفيصل    في ذكرى انطلاقة الرؤية.. مسيرة طموحة لوطن عظيم    "5 ضوابط" جديدة بمحمية "الإمام تركي"    اللهيبي تُطلق ملتقى «نافس وشركاء النجاح»    اللي فاهمين الشُّهرة غلط !    لا تستعجلوا على الأول الابتدائي    سوناك وشولتس يتعهّدان دعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر" (تحديث)    مساعد رئيس مجلس الشورى تلتقي بوفد من كبار مساعدي ومستشاري أعضاء الكونغرس الأمريكي    مين السبب في الحب ؟!    مشاهدات مليارية !    أهلاً بالأربعين..    هلاليون هزموا الزعيم    النفع الصوري    حياكة الذهب    حزب الله يطلق عشرات الصواريخ على إسرائيل ردّاً على مقتل مدنيين    إجراء أول عملية استبدال ركبة عبر «اليوم الواحد»    زراعة 2130 شجرةً في طريق الملك فهد بالخبراء    166 مليار ريال سوق الاتصالات والتقنية بالسعودية    مسبح يبتلع عروساً ليلة زفافها    "إكس" تطلق تطبيقاً للتلفاز الذكي    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    انطلاق "التوجيه المهني" للخريجين والخريجات بالطائف    "أم التنانين" يزور نظامنا الشمسي    اكتشاف بكتيريا قاتلة بمحطة الفضاء الدولية    «سدايا» تطور مهارات قيادات 8 جهات حكومية    961 مليونا ً لمستفيدي «سكني»    أمير الشرقية: القيادة تولي العلم والتنمية البشرية رعاية خاصة    تحت رعاية وزير الداخلية.. "أمن المنشآت" تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    دورة تأهيلية ل138 مستفيداً ومستفيدةً من برنامج الإعداد للابتعاث    مقصد للرحالة والمؤرخين على مرِّ العصور.. سدوس.. علامة تاريخية في جزيرة العرب    رسالة فنية    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    الإسباني "خوسيلو" على رادار أندية الدوري السعودي    عيدية كرة القدم    تجهيز السعوديين للجنائز «مجاناً» يعجب معتمري دول العالم    جاسم أحمد الجاسم عضو اتحاد القدم السابق ل"البلاد": الهلال يغرد خارج السرب.. وحديث المجالس وضع" هجر" في مهب الريح    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    بعضها يربك نتائج تحاليل الدم.. مختصون يحذرون من التناول العشوائي للمكملات والفيتامينات    تجاهلت عضة كلب فماتت بعد شهرين    قطاع القحمة الصحي يُنظّم فعالية "الأسبوع العالمي للتحصينات"    أمير عسير يواسي أسرة آل جفشر    أمير حائل يرفع الشكر والامتنان للقيادة على منح متضرري «طابة» تعويضات السكن    المجمع الفقهي الإسلامي يصدر قرارات وبيانات في عددٍ من القضايا والمستجدات في ختام دورته ال 23 clock-icon الثلاثاء 1445/10/14    أمير تبوك: عهد الملك سلمان زاهر بالنهضة الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تكريم خادم الحرمين الشريفين للعلماء ليس له منافس إقليميا وعالميا
الدكتور عمرو القطب ل اليوم :
نشر في اليوم يوم 08 - 11 - 2004

جاء تكريم صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني مؤخرا لعدد من أساتذة الجامعات السعودية الذين حصلوا على براءات اختراع من جامعات ومراكز بحوث في الولايات المتحدة وأوروبا بمثابة تتويج لعطاءات هؤلاء النخب من علمائنا الذين يستحقون منا كل التقدير والإجلال . ومن ضمن من تم تكريمهم خلال هذه المناسبة الدكتور عمرو محمد خالد القطب أستاذ مشارك بقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران , وهذا الاسم لا بد أن نتذكره جيدا , لأن ما يمتلكه من اختراعات - تحت البحث والتطوير- لمحرك حراري يعمل بأكثر من وقود وكذلك تقنية الأسطح المتحركة لأجنحة الطائرة,هي أحد مفاتيح التقنية الاقتصادية غير الناضبة التي استشعرتها قيادتنا الحكيمة ,من خلال استثمار العقول البشرية عبر رعايتها وتشجيعها وتكريمها على حد تعبير ضيف هذا اللقاء الدكتور عمرو القطب .. وإلى نص الحوار :
شرارة البداية
@ ماذا يعني لكم تكريم سمو ولي العهد مع بقية زملائكم من أساتذة الجامعات ؟
* في الواقع تكريم صاحب السمو الملكي ولي العهد لنخبة من إخواني الأساتذة من الجامعات السعودية يعتبر مبادرة أعتقد أنها ذات مستوى عال من التكريم والدعم المعنوي . بالتأكيد الدعم المعنوي بهذا المستوى لا أعتقد أن له منافسا على المستوى الإقليمي إن لم يكن له منافس على المستوى العالمي , وهذه دلالة على الاهتمام البالغ والوعي لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين بأهمية الاستثمار في التقنية , وأن البداية تأتي من خلال استثمار العقول البشرية أولا , والاستثمار في العقول البشرية يبدأ بتكريمها , وتشجيعها , وإعطائها الدفع المعنوي , واعتقد هذا ما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين الآن , وتعتبر هذه شرارة البداية إن شاء الله من حيث التطور نحو الأفضل والأرقى بإذن الله لمملكتنا الغالية .
مؤشر قوي
@ يبدو أنك تشير إلى أن الشرارة ستثير البقية إيجابا إلى مزيد من المنافسة في مجال الاكتشافات والاختراع ؟
* بالطبع , الكل يتطلع إلى السياسات العليا لحكومة خادم الحرمين الشريفين , والمبادرة هذه التي حصل فيها التكريم أرى أنها أعطت مؤشرا قويا للمواطنين أن الحكومة الآن مهتمة جدا بتطوير التقنية وحيازتها بعد أن كنا مستخدمين ومستهلكين لها . نحن نريد الآن أن نبدأ في أن نكون من صفوف الدول التي تبدأ في عملية نقل وتطوير التقنية , وطبعا المثل الأعلى لنا في هذا المقام يتمثل في مبادرة سمو ولي العهد لتحذو جميع القطاعات والمؤسسات الخاصة والقطاعات الصناعية والاستثمارية في الدولة بما قام به وتهتم بهذه الأمور .
تخصص مزدوج
@ بودنا أن نتعرف عليك عن قرب من حيث بداية دراساتك العليا , وكيف توجهت إلى دراسة تخصصك الحالي في الهندسة الميكانيكية وحصولك على تخصص آخر في هندسة الطيران والفضاء ؟
* في الحقيقة ,أثناء دراسة البكالوريوس والماجستير في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن كنت مهتما بالإضافة إلى تخصص الهندسة الميكانيكية بهندسة الطيران والفضاء , وأخذت معظم الكورسات , وكانت لدي الكورسات الاستثنائية والاختيارية التي كانت في مجال الطيران والفضاء , حتى بحث التخرج للماجستير كانت الأطروحة في مجال هندسة الطيران والفضاء . ثم بعد ذلك ذهبت في عام 1992م إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتحقت بجامعة ألباما , حيث التحقت بقسم الهندسة الميكانيكية وهندسة الطيران والفضاء , وتخصصت في الهندسة الميكانيكية وأيضا في هندسة الطيران والفضاء , وكانت أطروحة الدكتوراة عن استقرار المحركات التوربينية والمضخات التوربينية لمحركات المكوك الفضائي.
@ هل توجهك لهذا التخصص الدقيق هو لعدم توافره بالجامعة آنذاك ؟
* تخصصي الدقيق كان في مجال أنظمة الدفع للمحركات المستخدمة في الطائرات والصواريخ , وهذا التخصص ليس منتشرا بكثرة ,كما أن عدد المتخصصين فيه قليل جدا .
@ أعتقد أيضا أن قسم علوم الطيران والفضاء لم يكن موجودا بالجامعة في تلك الفترة ؟
* صحيح , كان القسم مجرد برنامج ضمن قسم الهندسة الميكانيكية , والآن استقل منذ سنتين تقريبا , وأصبح قسما مستقلا يتوقع أن يكون له شأن كبير في المستقبل بإذن الله .
هندسة الطيران
@ هذا التخصص في نظرك لكي نتعرف عليه ما أهميته ؟
* أنت تتحدث عن قسم الطيران والفضاء . طبعا , كثير من الجامعات في الولايات المتحدة بالأخص , قسم الطيران والفضاء فيها يكون موازيا أو تحت مظلة الهندسة الميكانيكية , فقسم الهندسة الميكانيكية يعتبر مظلة أكبر , لأنه يضم تحته تخصصات متعددة , تبدأ من تخصص أنظمة التبريد , والانتقال الحراري , والطاقات بأنواعها , مثل الطاقة الشمسية , والطاقة الهوائية , والطاقة المائية , والطاقة الحرارية , أيضا هناك تخصص الاهتزازات ضمن مجال الصيانة والتصاميم , كذلك هناك تخصص التصاميم , وتخصص التصنيع , أي هناك تخصصات متفرعة في الهندسة الميكانيكية . وفي كثير من الجامعات يعتبر قسم الطيران جزءا من قسم الهندسة الميكانيكية لما بينهما من تشابه كبير , وتواز في العلوم , فجزء كبير من علوم هندسة الطيران والفضاء منشؤها من الهندسة الميكانيكية , لكن بحكم أن هندسة الطيران والفضاء الآن قسم مستقل فهذا يعطيه دعما لكي يعمل برامجه الخاصة في الماجستير , ويركز في تخصصات تفيد الوطن.
تخصصات التقنية
@ مستقبل هذا التخصص كيف تراه , وهل ما زال أمامكم مشوار طويل لمساندته بأقسام أخرى ؟
* منذ زمن بعيد بدأت العلوم محدودة ومختلطة , ثم بدأ التخصص , وبدأت مثل الهندسة الميكانيكية تصبح فرعا . أيضا , الآن الهندسة الميكانيكية بدأت فيها فروع أكثر دقة , مثل هندسة التصنيع , والهندسة الحرارية , وهندسة المواد , لذا كل تطور يعتمد على الحاجة . لكن الآن بدأنا نعود لعمل التخصصات التي تحتوي على أكثر من تخصص مجموع في بعضه البعض . وهذا بسبب أن الاتجاه العام لتطوير التقنيات بدأ يحتاج للإلمام بعدة تخصصات في وقت واحد , فتخصص واحد دقيق, أحيانا , لا يكفي لتطوير تقنية محددة في مجال معين . فعملية الدمج والانفصال , والانفصال والدمج , كل هذه العمليات تتبع لحالات خاصة وإلى الحاجة الوقتية لهذا الموضوع .
اختراع المحرك
@ نعود لبراءة الاختراع التي حصلت عليها , حدثنا عنها ؟
* طبعا , لدي براءتا اختراع حتى الآن , الأولى كانت عن محرك حراري جديد يعمل بأكثر من وقود , بوقود بديل , وهو محرك حراري يستخدم في إنتاج وتوليد الطاقة , أو محرك لتحريك السيارات والمركبات , أو الطائرات الصغيرة كبديل للمحرك الأسطواني الذي فيه مكابس . ويمكن أن يستخدم هذا المحرك في مجالات عدة , ومن مميزاته أنه يستهلك الوقود البترولي , وفي نفس الوقت يعمل على الهيدروجين , أي أنه محرك يمكن أن يستخدم أكثر من وقود في نفس الوقت. وهذا الاختراع بدأت فيه عام 1993م حيث قدمت براءة الاختراع في هذه السنة. الاختراع الثاني بدأت فيه عام 1998م , وكان في مجال هندسة الطيران حول تقنية الأسطح المتحركة للأجنحة . طبعا , هذه التقنية بدأت منذ زمن طويل , وتم العمل فيها في الولايات المتحدة وفي أوروبا , وهذا الاختراع فيه مجالات كثيرة , لكن نحن طبقنا في هذا الجناح أسطحا مختلفة تتجه باتجاهات مختلفة , وليس اتجاه واحد , مما يعطيها ميزة قدرة رفع عالية , وفي نفس الوقت أداء مرتفع , ومعامل جذب منخفض, وقد حصلنا على براءة الاختراع في أوائل عام 2003م.
الاختراع طور البحث
@ هل كانت هناك شركات حاولت أن تحصل على براءة الاختراع ؟
* حقيقة , في الوقت الحالي لا , لأن تقنية الاختراع في طور التطوير والبحث الآن . بالطبع , في الولايات المتحدة ومعظم الدول الآن في أوروبا يمكن للشخص أن يقدم على براءة اختراع لفكرة معينة , ولا يشترط أن يكون نموذجا أو شيئا مصنعا , يعني أنت لو كانت عندك فكرة معينة لجهاز معين يمكن أن يعمل بشرط أن تكون الفكرة عملية من الناحية النظرية , وبالقوانين المتعارف عليها هندسيا , لأنه في نفس مكاتب براءات الاختراع يوجد مختبرون متخصصون في نفس المجال الذي تم فيه التقديم على براءة الاختراع , وهم يستطيعون أن يحكموا أن هذه الفكرة يمكن أن تعمل أو لا . فإذا كانت الفكرة يمكن أن تعمل فستستطيع أن تحصل على براءة الاختراع قبل أن تصنع النموذج , وهذا أمر جيد في هذا الوقت , لأنك أحيانا تحتاج إلى أن تحمي اختراعك مقدما , ودائما تكون الأسبقية لنفس المتقدم أولا . فلا يشترط أن يكون عندك نموذج مثبت عمليا , حيث إذا استطعت أن تثبته نظريا , يمكن التقديم على براءة الاختراع . طبعا , نحن لدينا في نظام التقنية تقسيم للاختراعات والابتكارات , فهناك نوع يسمى الاختراع المجازف , أي المجازفة عالية , وهذا اختراع يعتبر من أكثر الاختراعات تكلفة مالية , كما يعتبر تطويرا حادا أو شديدا للتقنية , ويتطلب مبالغ كبيرة وفيه خطورة كبيرة , ولكن المردود المتوقع يكون عاليا جدا . فالمخاطرة دائما توازي المردود المحتمل , فإذا المخاطرة عالية احتمال الربح جدا .
وهناك ابتكارات تكون المخاطرة فيها ليست شديدة , وتحتاج إلى تقنية عالية جدا , وتستمر لفترة طويلة جدا , وتحتاج إلى صرف مزيد من الأموال لفترة طويلة بغية الحصول على ابتكار معين أو تطوير تقنية معينة . طبعا , الأول الذي هو المخاطر أو رأس المال المخاطر هو الذي يتجه هذا الاتجاه في دعم هذه البحوث وشرائها , وهناك النوع الثاني الذي تكلمنا عنه وهو التقنيات أو الاختراعات التي تحتاج إلى بحوث طويلة الأمد . بالتأكيد , هناك ابتكارات أخرى قد لا تحتاج إلى تطوير كثير ومردودها المالي ليس عاليا , ولكن المخاطرة فيها قليلة , والاستثمار قليل , والمردود ليس عاليا جدا .
كما أن هناك تقنية يعتبرونها تقنية مهملة , لأن المردود المحتمل ضعيف , وتعتبر تقنية منخفضة قليلا , وتحتاج إلى صرف عال في نفس الوقت . إذن هناك ثلاثة أنواع من التقنيات التي يصلح الاستثمار فيها .
الأسطح المتحركة
@ هل أنت الآن في طور الاستمرار لتطوير براءة الاختراع الخاصة بك ؟
* براءة الاختراع الثانية الخاصة بالجناح ذي الأسطح المتحركة ما زالت في طور البحث العلمي , وأتوقع أن يحتاج إلى عدة سنوات قبل أن نستطيع أن نصل إلى منتج عملي بالإمكان تطبيقه على أرض الواقع . بالنسبة للاختراع الأول , هناك مستثمر شريك معي فيه وهو سمو الأمير بندر بن عبد الله آل سعود رئيس شركة صروف العالمية , وهذا الاختراع هو المحرك الذي يتم تطويره في الوقت الراهن في معاهد بحوث في ألمانيا , وهو من نوع المخاطرة الشديدة , وفيه مردود محتمل أن يكون عاليا .
أول مستثمر سعودي
@ طبعا سمو الأمير بندر من المستثمرين القلائل في المملكة في مجال التقنية ؟
* بداية استثمارات سمو الأمير بندر بن عبد الله كانت في شركات عالمية خارج المملكة ومع علماء أجانب , وللعلم فهو أول مستثمر سعودي استطعت أن أحصل على ثقته , وكانت ثقة غالية بالنسبة لي , بالإضافة إلى أننا الآن دخلنا في شراكة مع بعضنا البعض ولله الحمد , وفي القريب العاجل إن شاء الله سيكون هناك منتج مفيد ومفخرة للمملكة العربية السعودية .
الاختراع والبراءة
@ أهمية التطوير التقني والبحث العلمي ودور براءات الاختراع في دعم الاقتصاد الوطني , بالتأكيد هذه قضايا تشكل لك أهمية كبيرة ..كيف تنظر إليها كعالم ومخترع ؟
* أولاً أحب أن أبين الفرق بين معنى اختراع , ومعنى براءة اختراع . في الواقع , هما مختلفان , فالاختراع هو فكرة جديدة لعمل منتج معين , أو لتصنيع منتج معين أو طريقة أخرى للتصنيع , أو منتج جديد مختلف عن المنتجات الأخرى . طبعا , هذه فكرة تكون عند الشخص إذا لم ينشرها على المستوى العام في الصحف , أو في محافل عامة , يمكن أن يحتفظ بالفكرة ويوثقها , ويقدم ما يسمى براءة اختراع . وبراءة الاختراع هذه هي عبارة عن صك لحماية الفكرة ولتحديد حقوق المخترع ومداها , أي مدى حقوق المخترع في الفكرة نفسها , وبالطبع , هذه تعطيه أولوية للاستثمار في الاختراع , من حيث بيعه , أو ترخيصه , أو استثماره شخصيا . فمعظم الشركات الآن مثل IBM كانت في السنتين الماضيتين تقدم أكثر من ألفي براءة اختراع سنويا , وطبعا هناك فرق بين الشركات التي تقدم على براءات اختراع وأشخاص أي أفراد , فالشركات لها مآرب مختلفة كثيرة ومتعددة , ولكن بالنسبة للأفراد المخترعين.. فبراءة الاختراع التي يتقدمون عليها في مكتب براءة الاختراع سواء في المملكة أو في أي دولة أخرى تعطيه الأولوية والأحقية في الاستثمار في هذه الفكرة ماديا , وتحجب عن أي شخص آخر بالاستثمار في هذه الفكرة دون الرجوع لصاحب الكرة الذي هو صاحب براءة الاختراع , أي أن صاحب البراءة هو الصك القانوني للاستثمار في اختراعه , أي يعطي البعد الاقتصادي والقانوني للاختراع . براءات الاختراع تعتبر مؤشرا على عملية تطوير التقنية , والهدف دائما من الاختراعات هو تطوير تقنية معينة يصدر منها اختراع أو عدة اختراعات , فيمكن لتقنية واحدة أن تكون منها مئات الاختراعات لحماية تقنية معينة . وهذه الاختراعات في الغالب تعمل على التطوير أو إيجاد شيء جديد أو تطوير شيء موجود , والبراءات هذه تحمي قانونيا واقتصاديا البراءة الأساسية للاختراع وما يتفرع عنها , كما أن هذه البراءات تعطي الشركات عنصر المنافسة . طبعا , هناك اختراعات تهم أمن البلاد سواء اختراعات في المجال العسكري أو غيرها , لكن لها بعدا عسكريا , فجميع براءات الاختراع إذا قدمت إلى مكاتب براءات الاختراع تمر بلجنة غالبا تكون من أمن الدولة , حيث تتفحص الاختراع إذا كانت له تطبيقات أمنية تهم البلد فتأخذ مسارا آخر غير المسار التجاري . نحن في الدولة نحتاج جميع هذه المسارات , سواء في أمن الدولة أو المجال الاقتصادي , لأنه الآن مثل البترول ومشتقاته كلها أمور مستهلكة , وسوف تنضب على المدى البعيد , لكن الاستثمار في العقول البشرية الناتج تقريبا لها يعتبر ما لا نهاية . فكلما كان عندك عقول أكثر تستثمر فيها كانت المردود عاليا أي أنه ليس هناك استهلاك , بل مجرد إنتاج فقط . وعلى سبيل المثال , فنلندا اخترعت الهاتف الجوال (نوكيا) الذي هو أشهر جوال عالميا , وهنا نجد رغم أنها المخترعة والمالكة للتقنية لهذا الجوال لا تصنع حتى عشرة من المائة من جوالات نوكيا التي نشاهدها لدينا , فهي تصنع في دول أخرى منتشرة في العالم , وهي تملك حقوق الاختراع , وتملك الحقوق المادية والقانونية , وترخص شركات أخرى لتصنيعها , ومعظم المردود العائد المادي للتقنية يكون للمخترع وليس للمصنع .
نوع التقنية
@ كيف يمكن أن نستثمر في التقنية لتطويرها محليا , وفي رأيك بماذا نبدأ أولا ؟
* هذا سؤال مهم جدا , إذا نظرنا على سبيل المثال إلى الدول التي سبقتنا بقليل مثل كوريا الجنوبية نجد أنها بدأت منذ حوالي عشرين سنة تستثمر في التقنية . طبعا , الموارد محدودة للاستثمار في التقنية , والفجوة كبيرة , فأنت تريد أن تصل بأسرع طريقة لهدف معين . في هذه الحال , لا بد أن تكون الوسيلة كما هو الحال في كوريا الجنوبية حيث عملت على تخصيص خمسة مليارات دولار سنويا تستثمر في مجال البحث العلمي من حيث دعم هذا المجال , أي ما يوازي عشرين مليارا سنويا , وهذا الرقم يمثل 3% من الناتج القومي لكوريا . ما أود أن أقوله هو أن الاستثمار في التقنية له مردود على مستوى قريب المدى وبعيد المدى , ويعتمد على نوع التقنية التي تعمل فيها . في البداية , لا بد أن تكون لديك أوليات , منها ما التقنيات ذات الأولوية العالية جدا , وهذه يحددها مجموعة من العلماء والمفكرين بالإضافة إلى المتخصصين في الصناعة والتسويق , ومن مراكز البحوث . نحن لدينا برامج موجودة في المملكة مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية , وقد وضعوا بعض الأولويات ووضعوا استراتيجيات لبعض التقنيات , ولكن هناك أكثر من أداة يمكن أن تعمل في نفس الوقت مع بعضها البعض , مثلما يسمى مسارات التقنية لتحدد بالتحديد ما هي بالتفصيل التقنيات , أو البحوث التي يفترض أن نبدأ فيها , أو نهتم بها ونحددها , ونرى أين الفجوات عالميا , فكل تقنية عالمية فيها فجوات , وأمريكا ليست آله كما يقول أحد العلماء , فالفجوات هذه تعتبر نقاط ضعف في تقنيات معينة تستطيع أنت أن تستثمر فيها وأن تصبح أفضل منهم , فهي موجودة وكثيرة , وأنت لا تستثمر في تقنية أو تحديثها لتكون محلية فقط , ولكن المفروض أن تستثمر في تقنية عالمية لتبدأ في التصدير . فكوريا بدأت قبل عشرين سنة تستورد تقنية في البتروكيماويات, والآن هي تصدر التقنية حيث وجدت أين الفجوات واستغلتها واستثمرت فيها وطورت التقنية . بالطبع , جميع الدول المتقدمة تعتمد هذه الأساليب وتطوير التقنية فيها .
إمكانية الاختراع
@ هل يمكن للشخص العادي الذي ليس لديه تعليم عال أو شهادة عليا أو يعمل في مراكز بحوث متخصصة أن يكون مخترعا ويحصل على براءة اختراع , وهل يمكن أن يستفيد ماديا , بمعنى أن يكون لاختراعاته مردود مادي كبير ؟
* لا شك في ذلك . نحن نتكلم عن تقنية معينة ليست ذات تقنيات علمية عالية , لأن هذا النوع يحدث في مراكز علمية متخصصة أو جامعات أو معاهد عليا تكون الأجهزة فيها متاحة , والتدريب الأكاديمي والعلمي متوافر لدى الشخص , فهذه المراكز نتوقع منها أن تخرج بابتكارات أو تقنيات ذات مستوى عال,. وهناك أشخاص لديهم ابتكارات عبارة عن أفكار بسيطة لكن مردودها المادي عال جدا , أي أفكار بسيطة ومهمة في نفس الوقت , حيث يأتي بفكرة جديدة ويبتكرها ثم يسجل براءة الاختراع , ويبدأ يستثمر فيها إما بترخيصها أو بيعها أو بعمل مصنع عليها . وعلى سبيل المثال من وقت قريب جدا , وفي خضم التسابق العنيف في مستوى التقنية في العالم أعرف شخصا في أمريكا اخترع كيس هواء صغيرا من البلاستيك , والاختراع عبارة عن تقسيم لها الكيس بجهاز حراري إلى أكياس متعددة في كيس هوائي واحد , وبدأ يستخدمه في عملية حشوها في الصناديق التي تشحن فيها الأشياء القابلة للكسر. طبعا هذه الطريقة أرخص بكثير من حشو الأوراق , وأنظف للبيئة جدا رغم أنها فكرة بسيطة جدا , والذي عملها وابتكرها شخص عادي , ولم يحتج فيها لتقنية أو تجارب , والآن الفكرة معتمدة في أمريكا والشخص أخذ براءة اختراع عليها ويجني أرباحا بالملايين. فهذه الفكرة منخفضة التكاليف أو منخفضة علميا , ومرتفعة ماديا , وفي المقابل هناك تقنيات عالية من الناحية الفنية والعلمية لكن مردودها منخفض , فليس بشرط أن تكون الفكرة ذات تقنية عالية لتكون عالية المردود , ولكن في الغالب تقنية الاختراع تكون ذات مردود مادي واقتصادي . وبالإضافة لبراءة الاختراع هناك Trade Secret أي الأسرار التجارية , مثل الكوكاكولا حيث الخلطة ليست معروفة وليست مسجلة براءة الاختراع الخاصة بها , ولكن هي سر من أسرار الشركة لدى صاحب الشركة , موجودة لديه في خزنة خاصة وهو الذي يطبقها وينفذها , أي يمكن القول انه يمكن الاستثمار في التقنية بعدة طرق .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.