سمائل واحدة من ولايات المنطقة الداخلية في سلطنة عمان، وتعتبر إحدى واحاتها الخضراء وإحدى أكثر الولايات التي لعبت دوراً مهماً في مجمل الأحداث السابقة في السلطنة. وهي تتميز مثلها مثل بقية مدن المنطقة الداخلية بوجود عدد كبير من القلاع والحصون التاريخية. وقد لعبت دوراً كبيراً في نشر الحضارة الإسلامية، حيث ينتسب إليها الصحابي الجليل مازن بن غضوبة الذي كان أول من أسلم من أهل عمان.ويحيط بسمائل من كل جانب سلسلة من الجبال الشاهقة، ويلعب واديها الذي سمي باسمها دوراً كبيراً في انقسام سلسلة جبال الحجر إلى قسمين، سلسلة جبال الحجر الغربي، وهي عبارة عن عدد من الجبال يعلوها الجبل الأخضر، وسلسلة جبال القراء وأعلاها جبل سمان.وتتصل سمائل بولاية بربر من الشمال بولاية ازكي من الجنوب بولاية نخل من الغرب وأخيراً بولاية الضيبي من الشرق. وعن أصل تسميتها يقول بعض الباحثين إن اسمها في الأصل سمائيل. ويطلق على سمائل اسم الفيحاء ولعله جاء لكثرة مياهها. كما تسمى أيضاً حلقوم عمان، وقنطرة السفار. وكان لسمائل بابان، أحدهما في أعلاها والثاني في أسفلها وإذا أغلقا امتنع دخولها. وتشتهر سمائل بكثرة أفلاجها وأكبرها شأناً السمري وكان يروي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وهناك أفلاج المحيدث والمريفع والحيلي والفرسخي والدغالي وبلفاعي وأبوغول والقلعي وغيرها. وتكثر في هذه الولاياة القلاع والحصون والأبراج وهي تقارب حوالي المائة وخمسة عشر حصناً وقلعة، وأهمها حصن سمائل الشاهق المبني في أحد المرتفعات الجبلية ووسط المدينة، وهناك قلعة الشهباء وبرج الدواء وغيرها. كما تتميز سمائل بوجود ثلاثة أسواق رئيسية قديمة وهي أسواق العلاية السفالة وسوق الخوبار وحالياً يوجد سوق المدرة. وحصن سمائل قديم ولا يعرف أحد من هو بانيه، وإن كان هناك الكثير من الملوك والائمة قد أعادوا ترميمه ويمتد عبر واجهة منحدرة لصخرة معزولة شديدة الانحدار ولها واجهة رأسية نحو الوادي يعلوها الحصن الذي هو عبارة عن برج دائري كبير مشيد بالحجارة عند أعلى نقطة. وهناك أسوار عالية تحيط بمنطقة الحصن الواسعة. ويوجد في الحصن بئران محفورتان في الصخر، إضافة إلى مسجد صغير ومخزن. كما يجاور الحصن سوق مسور. من الأماكن المميزة والمعروفة (بيت سمائل السفلي) وهو محصن ويقع في وادي سمائل، وقد شيد على منحدر. ويتكون البيت من طابقين وله برجا مراقبة دائريان. ويعتقد أن سعيد بن سلطان قد ولد في بيت سمائل الذي شيده والده وهو الذي أمر لاحقاً بإجراء التعديلات نظراً للأهمية الكبيرة لهذه المنطقة وموقعها الاستراتيجي. ويوجد في هذا البيت عدد من الغرف والردهات وبعض الأبواب المنقوشة المزخرفة التي يقال إنها جُلبت من زنجبار. ومن القلاع أيضاً هناك قلعة الشهباء الموجودة على رأس علاية سمائل وبناها الشيخ عبدالله سعيد الخليلي. وتفخر سمائل بأنها أول بلد دخله الإسلام في عمان، حيث كان مازن بن غضوبة أول من أسلم من أهل عمان وجاء بمشعل الإسلام والإيمان عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وله مسجد في سمائل وهو مسجد مازن المعروف بمسجد المضمار وقد تم تجديده مؤخراً بحيث بقي محافظاً على مكانته وشكله العام، وهو من المساجد المهمة في السلطنة، نظراً لمكانة مازن بن غضوبة عند أهل عمان. في الصناعات التقليدية تشتهر سمائل بصناعة النسيج، حيث كانت زراعة القطن مزدهرة. كذلك كانت ومازالت الصناعات الخوصية كالسمة والقفير والظرف الخوضي الذي يحفظ فيه التمر (الجراب)، إضافة إلى عملية تصنيع تمور الميسلي التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. ومن الصناعات الأخرى دباغة الجلود. شهرة سمائل بالفيحاء لم تكن إلا ناتجة عن كثرة واحاتها الخضراء. وتنتشر في سمائل زراعة النخيل، خصوصاً نخلة الفرض التي اختيرت لتكون شعاراً لهذه الولاية. كما تشتهر بزراعة المانجو والليمون والموز والسفرجل والعنب والمحاصيل الموسمية كالبصل والثوم.