منذ فترة قصيرة حدث تغيير جذري في أحد الشوارع الرئيسية في قلب المنطقة المركزية بالدمام ألا وهو شارع الملك سعود (يرحمه الله) حيث تم تحديد اتجاه واحد للسير فيه مع القيام بتجميل الشارع بأرصفة عريضة على حساب قلة المواقف التي كانت متوافرة للمتسوقين على الجانبين يوم أن كان الشارع ذا اتجاهين. وقد قامت بذلك بلدية الدمام مشكورة اجتهادا ولكن دون الرجوع لرأي الجهات المعنية بالأمر وهم التجار بالإضافة إلى إدارة مرور الدمام التي ازداد حجم مسئولياتها في المنطقة لتنظيم السير والتقليل من الازدحام والارتباك في المنطقة. وقد ذكر المواطن محمد مغرم الغامدي أن تغيير اتجاهات الشوارع في الدمام هو تغيير اجتهادي يشكر عليه جميع من ساهم فيه فالتغيير من طبيعة البشر .وقد حدث هذا التغيير لنفس الشارع منذ ما يقارب خمسا وثلاثين عاما حيث أصبح الشارع باتجاه واحد ولكن استمراره على تلك الحالة كان لمدة قصيرة جداً حيث إنه الشارع المحوري في السوق، وها هو الآن يعود للاتجاه الواحد بعد هذه المدة مما أحدث ارتباكاً في السوق وفوضى مرورية وأصبح محل الاتجاهات المتطوعة من الشارع أرصفة جميلة جدا.ً بالفعل الجمال مطلوب ولكن ليس كل شيء خصوصا إذا قسناه بالضرر على المتسوقين وأصحاب المحلات الذين بدأ البعض منهم يفكر في تصفية نشاطه، كما أن هذه الأرصفة الجميلة أتاحت الفرصة للوافدين للبيع والشراء عليها فرأيناهم وهم يفترشون بضائعهم ويبيعونها على هذه الأرصفة بالمجان بينما أصحاب المحلات المستأجرة بمبالغ باهظة يطالعونهم بحسرة، وقد طال الإرباك مراقبي البلدية أيضا فبدلا من مطاردة عدد قليل من بائعي الأرصفة فقد تزايدت الأعداد ونتمنى كمواطنين إعادة النظر في قضية شارع الملك سعود وشوارع العدامة التي أصبحت جميعاً للخروج من السوق فقط. أما أبو بدر وهو أحد أصحاب المحلات فقد ذكر أيضا أنه عايش تغيير اتجاه السير في الشارع قبل أكثر من ثلاثين عاماً حيث فشلت التجربة وأعيد الشارع كما كان بعد تذمر التجار من الوضع، أما الآن فالكل يتذمر بحسرة فالتجار بدأوا التقبيل والتصفية والمتسوقون أصبحوا لا يجدون مواقف كافية فهربوا إلى أماكن أخرى للتسوق أكثر راحة، بينما يتصيد الباعة على الأرصفة البقية الباقية من المتسوقين لشراء البضائع المقلدة التي يبيعونها بأرخص الأثمان حيث لا إيجار ينتظرهم ولا رواتب موظفين. ونتمنى بالفعل النظر في إعادة الشارع كما كان باتجاهين لتخفيف الازدحام وانسياب الحركة في المنطقة فالأرصفة الواسعة مكانها الحقيقي في الكورنيش حيث ان المتنزهين وليس داخل السوق. من ناحية أخرى فقد علمت (اليوم) أن إدارة المرور بالدمام لم يعجبها ما حدث للشارع وأبدت عدة ملاحظات للبلدية ولكن .. هل فعلا سيبقى الحال على ما هو عليه؟!!