ويظل الحديث عن فقيد الرياضة والشباب.. فقيد الوطن الأمير عبدالرحمن بن سعود - يرحمه الله - ... هذا الرجل الذي تميزت خطوات حياته بالكثير من العطاء في مجالات عدة لعل أبرزها الرياضة والشباب.. ولا ننسى أيضا إسهاماته في الصالونات الأدبية عندما كان منزله مقرا لأحد الصالونات الأدبية التي كان من فرسانها الأساتذة عبدالله الشهيل وراشد فهد الراشد وعبدالله نور وعبدالعزيز العمران وغيرهم كثيرون.. والحديث عن الأمير عبدالرحمن بن سعود يطول ويطول كما قلت كان - يرحمه الله - (مزيجا) من كل شيء... لقد استوقفني ذلك المشهد الكبير والكبير في المسجد أول أمس الجمعة ونحن نؤدي الصلاة عليه في مدينة الرياض وكيف غص المسجد بمئات الناس بين مسئولين ومحبين وجميعهم في الوداع الأخير للراحل عبدالرحمن بن سعود.. وكان المشهد الأخير في المقبرة عندما وقف اخوانه وأبناؤه ومحبوه في وداعه الأخير.. استوقفتني تلك الدموع والكلمات الصادقة التي جاءت على لسان الأمير مشاري بن سعود والأمير نايف بن سعود وهما يتقبلان العزاء.. والجميع كان بالفعل يتقبل العزاء في فقيد الوطن.. وعندما أتحدث عن هذين الرجلين فحسب فلأن حديثا كان ذات يوم بيني وبينهما عن هذا الرجل... شريط طويل من الأحاديث التي مازالت في الذاكرة... عن الفقيد عبدالرحمن بن سعود وسيظل الحديث عنه مستمرا... حتى الذين كانوا يختلفون معه سواء في أروقة نادي النصر أو خلافه سيتذكرون أبا خالد بكل اعتزاز... لصراحته وعفويته وطهارة قلبه.. ابو خالد... كان واحدا من الرموز الرياضية العربية... كان واحدا من فرسان الإعلام الرياضي... أوراق كثيرة لا يمكن اختصارها في مثل هذه السطور عن رجل بحجم تجربة وعطاء الفقيد... من بين تلك الأوراق ذلك الحديث الذي دار بيني وبين الأمير مشاري بن سعود قبل عدة أشهر عن هذا الرجل وحماسه وعن عطائه المستمر للوطن... والرياضة وبالتحديد لناديه النصر... كان الأمير مشاري يخشى على صحة سموه... كان سمو الأمير مشاري يعتز بخطوات الأمير عبدالرحمن بن سعود وحماسه وتفاعله مع كل ما يطرح في الوسط الرياضي لكن كان يخاف عليه... ومثل هذه المشاعر والأحاسيس كانت بيني وبين الأمير نايف بن سعود الذي تحدث الكثير والكثير عن اعتزازه بالأمير الراحل وعن تفاعله وحماسه... وأن البعض يفهم طروحات الأمير عبدالرحمن خطأ... بينما الأمير ابو خالد نقي وصادق ومخلص ومحب... ليس لناديه فحسب... بل للوطن والرياضة. رحمة الله عليك يا أبا خالد... فقد فقدنا أخا وصديقا... فقدنا فارسا رياضيا... فقدنا شاعرا غنائيا... فقدنا رائدا من رواد الصالونات الأدبية... فقدنا رجلا محبا لدينه ومليكه ووطنه... عزاؤنا ما نشهده الآن من تدفق بشري محب لك يا أبا خالد في منزل شقيقك الذي قاسمك ذات يوم مسئولية نادي النصر.. والذي دمعت عيناه كثيرا لفراقك. رحمك الله يا أبا خالد.. والعزاء لكل الرياضيين.. ولأفراد أسرتك الذين أحبوك... وكانت دموعهم أمس تسبق كلماتهم.