لا زلت أتذكره بنشوة استضافته لنا كمحبين لنادي النصر وكان عمري حينها لا يتجاوز 18 عاما ببساطته المعهودة وحماسه الصادق، وقصة الزيارة بإيجاز حينما انتهت مباراة "الديربي" بين الهلال والنصر، وكان حينها الأخير فائزا غمرتنا وملأت قلوبنا الفرحة توجهنا لمنزله بالناصرية على الرغم أننا لم نكن على يقين بأننا سنحظى بالموافقة بالدخول وذلك لسببين أحدها ليس لنا علاقة بالإعلام والصحافة والسبب الآخر لم تكن هناك علاقة تربطنا بالأمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله أو بجلسائه لكن نشوة وجنون وحماس الشباب دفعتنا للذهاب وبالفعل نزلنا وطلبنا الدخول واستوقفنا حارس القصر للاستفسار فقلنا له نحن مجرد محبين ونود السلام وتهنئة الامير عبدالرحمن بن سعود وسنغادر فورا ، وبالفعل ماهي سوى دقيقتين وقال لنا تفضلوا "الأمير بانتظاركم في الصالون" وببساطة وأريحية الأب العطوف المتفهم قام وتبادل التحية معنا كأبناء وأنجال صغار، على الرغم من التفاوت الكبير في السن والنضج والقامة، وأخذ يتبادل معنا الحديث، ويسألنا عن أجواء المباراة وكأننا ضمن إدارة الفريق، وكنا مرتبكين والعرق يتساقط والخجل مظاهره لم تعد خافية فالمهم أنها ليلة "غالية في حياتي" لا أنساها ما حيت ربما لأنها في سن الانفعال والحماس والعاطفة ومع رجل كان يمثل اهتمام غير مسبوق في حياتي الرياضية إن لم تكن محور حياتي كلها. تمكنت الرياضة السعودية من الصعود والرقي عبر مراحل قاد زمامها رجال كبار مخلصون بدءا من الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله ثم خالد الفيصل ثم فيصل بن فهد رحمه الله فالأمير سلطان بن فهد ثم الآن معقود الأمل بالله تعالى ثم بناصية الأمير نواف بن فيصل، هؤلاء تدرج تأثيرهم وتنوعت إنجازاتهم وعطاؤهم حتى بلغت الرياضة السعودية مبلغها الحالي والذي نأمل أن تقوم في المرحلة المقبلة وفق منهجية علمية تعتمد على الدراسات والتجارب والخطط المنظمة لنلحق بالدول المتقدمة رياضياً. شخصية الأمير عبدالرحمن بن سعود كان لها تأثير داخلي ووطني وخليجي وعربي ذو نكهة مختلفة خصوصا في استثارة المنافسين مما دعا المتابعين والمهتمين والإعلاميين لأن يحبونه ويثنونه على إخلاصه وعطائه، فالتصريحات الإعلامية التي كان يعلن عنها قبْيل المباراة واللقاء والنزال أعطت حلاوة وإثارة ولهفة لم تكن حاضرة إلى اليوم بشهادة المتابعين والمحللين. وربما كان وجوده بين "دكة الاحتياط" داعماً وموجهاً يعطي اللقاء أهمية وإثارة وروعة فكاريزماه تعد نادرة في المبسم والايتكيت والحديث والتفاعل والتعليق حتى شربت الماء كانت محل اهتمام المتابعين والجماهير والمحبين. كان على الرغم من عشقه لناديه النصر حريص جداً على اللحمة الوطنية في المحافل الخليجية والعربية والدولية. دعاني لتسطير هذه الأحرف على الرغم من ابتعادي كثيرا عن الكرة ومشاهدتها ومتابعتها وحلت محلها اهتمامات أخرى هو ما أسمعه وأقرأه عن حال النصر الذي كان في عهده وبالتفاف أعضاء شرف النادي الكبار قدوة في التعاون والوحدة والتعاضد، أخذ يتراجع في الإنجازات والبطولات والأداء حتى يئس محبو هذا النادي العريق لنيل بطولة أو إنجاز يروي ظمأ عطشها الذي طال انتظاره. أدعو أبناء الفقيد ومحبيه والجهاز الإعلامي في النصر أن يبادروا بتوثيق لقاءات وتصريحات ومقابلات ومواقف المرحوم الغالي "نكهة الرياضة السعودية" صاحب العبارة المعهودة : "الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية" والأخرى:" النصر بمن حضر " . لأنه تاريخ ويجب أن تحظى الأجيال المقبلة بالاطلاع عليه. *المرشد الطلابي بالمرحلة الابتدائية بمدارس الرياض