ومن العوامل التي تسهم في ايجاد جو من العنف المنزلي: الطفل نفسه.. فالأطفال غير مسئولين شخصياً عن الإساءة التي توجه ضدهم من قبل أحد الوالدين أو كليهما. ولكن يجب أن ندرك أن هناك بعض السلوكيات أو الخصائص لدى بعض الأطفال، التي قد تساعد أو تزيد احتمالات التعرض للإساءة الجسدية.ففي بعض الأسر، يتعرض جميع الأطفال للإساءة، لكن هناك أسرا أخرى يتعرض طفل واحد فقط للإساءة. أما البحوث التي حاولت التعرف على الأطفال الذين هم عرضة أكثر من غيرهم للضرب والعقاب، فقد لاحظت أن هناك بعض الخصائص السلوكية لدى الأطفال التي تزيد الاحتمالات للإساءة كونها توجد رد فعل من قبل الوالدين الذين قد تعرضوا للإساءة هم شخصياً. 1- عدم الرغبة في قدوم الطفل، كحمل خاطئ، حمل متعسر أو ولادة متعسرة، أو أن الطفل لم يكن يحمل الجنس الذي يرغب فيه الوالدان ( كأن تكون بنتاً وليس ولداً والعكس). 2- الأطفال الذين عانى والداهم كثيراً أثناء رعايتهم المبكرة، كأن يكون الطفل غير مكتمل النمو أثناء الولادة، كثرة البكاء أثناء الصغر، عدم الاستجابة للوالدين، الأطفال الذين يأكلون بنهم، أو الأطفال المعاقون الذين يولدون ويحتاجون لرعاية خاصة. 3- الأطفال المعاقون أو بطيئو النمو أو الأطفال الذين يعضون أو الذين يصعب تدريبهم للاستغناء عن الحفاض والتدرب على استخدام دورة المياه، أو الأطفال الذين لديهم نشاط زائد. 4- الأطفال الذين يعتقد أنهم مختلفون. وقد يكون الاختلاف حقيقياً كأن يكون صاحب إعاقة جسدية، أو اختلاف حسب وجهة نظر الوالد المسيء كأن يعتقد أن طفلة أقل جاذبية أو أقل ذكاء من الأطفال الآخرين. 5- الأطفال الذين يتعرضون للإساءة يحملون في داخلهم صورة سيئة وسلبية وقد يشعرون بالرفض وأنهم عديمي الفائدة، ومن ثم يصبح سلوكهم أكثر إثارة للغضب والعقاب وخيبة الأمل من قبل الوالدين، ومن ثم يستمرون في الإساءة الجسدية لذلك الطفل. عامل البيئة معظم الأسر التي تحدث لديها الإساءة تعيش في بيئة متوترة جداً فالكثير من الباحثين يرون أن الإساءة الجسدية قد ازدادت كون المجتمع الحديث يعيش في ضغوط من ناحية التركيبة الاجتماعية والانسيابية والاقتصادية . وتشمل البيئة المتوترة : الفقر، والمشاكل المادية، والانعزال والعلاقات الأسرية، أو المساندة من قبل الأسرة . كذلك البطالة، المشاكل الأسرية بين الزوجين وكذلك المشاكل الصحية. وترتبط جميع هذه العوامل بصعوبة رعاية الأطفال فهي توجد ضغطاً إضافيا ومتطلبات على الأسرة وقد توجد جواً تصبح فيه الإساءة الجسدية محتملة . كما تساهم نظرة المجتمع إلى الأطفال وقيمتهم، وأهمية دور الوالدين وتقبل العنف تجاه المرأة أو العقاب الجسدي للأطفال في الأوضاع التي قد يصبح الأطفال فيها أكثر عرضة للإساءة الجسدية . إن هذه العوامل كل على حدة أو مشتركة تساعد على توسيع إدراكنا إلى ماهية الإساءة الجسدية للأطفال وقدرتنا على التصرف لحماية الأطفال ويبدأ ذلك بالتبليغ عن الإساءة الجسدية ترجمة من http: // www.secasa.com.au/index.php/ family /11/95/3