عزيزي رئيس التحرير عندما تفقد شخصاً عزيزاً تبكي عواطفك وتسيل أشجانك ويؤلمك البعد ويعصرك الفقد. وعندما تفقد شخصاً له فضل عليك فللحزن طعم آخر. نعم ربما لا تبكي عليه كبكاء والديه أو ولده وتذرف دموع الفراق وألمه، ولكنك ستبكي بدمع الحسرة والندم أن اغتال الزمن فرصتك لرد الجميل، وبذل الصلة، وتكريس الود وتأكيد الوفاء والمحبة، وهذه حالي مع من أفقدهم من أساتذتي ومشايخي ومن هؤلاء المربي الجليل الأستاذ/ صالح سليم معلم اللغة العربية الأسبق بثانوية الهفوف الذي وافاه الأجل بالأردن يوم الخميس الموافق 22/ 4/ 1425ه فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وخلف على ذريته بخير. هذا الرجل كان نموذجاً للمربي الناجح، فعلى الرغم مما تتحلى به قسائم وجهه من تقاطيب الحزم والصلابة ( مما يضفي على درسه الهيبة والوقار) إلا أنه يجعل من درسه محطة استراحة لطيفة بين دروس المواد العلمية الجافة المرهقة ذهنياً ونفسياً بطرفة يطلقها أو قصة يسردها أو تعليق ساخر بينه وبين بعض ذوي الفكاهة من الطلاب وما كان ذلك أبداً ينقص من زاد المعرفة الذي يقدمه لنا أو هبة الحكمة التي يعظنا بها. لقد كان هذا التوازن التربوي الذي يعجز عنه كثيرون اليوم فيقعون فريسة لأحد الطرفين اما الهزل المتسيب أو الشدة المنفرة، مهارة تربوية دربنا عليها أستاذنا الفاضل صالح سليم يرحمه الله خارج إطار المقرر الدراسي دون أن يخطط لذلك أو يرصده فتعلمنا منه مع اللغة العربية( قواعدها وآدابها) فن تعليمها وتدريسها ومهارة ضبط الصف، وأساليب التواصل الإنساني المحبب مع الطلاب المراهقين.. لقد كنت مدرستين في مدرسة يا صالح سليم, فرحمك الله وأسكنك فسيح جناته.. آمين. محمد بن إبراهيم الملحم المدير العام لتربية وتعليم البنات بالأحساء