شريط فيديو يكشف ارتكاب جنود أمريكيين ممارسات فاضحة ضد أسرى عراقيين

بثت شبكة "سي بي اس" التلفزيونية الاميركية ليل الاربعاء الخميس صورا تظهر جنودا اميركيين يسيئون معاملة اسرى عراقيين، مؤكدة ان تحقيقا للجيش كشف تفشي هذه الظاهرة.
وكان مساعد قائد العمليات العسكرية في العراق الجنرال مارك كيميت قد اضطر للاعتراف في مؤتمر صحافي من بغداد بالواقعة وقال ان ستة عسكريين احيلوا الى المحاكمة لاساءتهم معاملة اسرى عراقيين.
وزعم الجيش الاميركي انه عثر على الصور التي تظهر جنودا اميركيين يسيئون معاملة اسرى في سجن ابو غريب قرب بغداد، قبل اسابيع رغم ان السجن تحت الادارة المباشرة للقوات الامريكية.
وأعلن أن 17 جنديا كانوا يعملون في الشهر الماضي كحراس أبعدوا من الخدمة. ولكن تفاصيل إساءة المعاملة لم تنشر.
ويفيد برنامج (60 دقيقة) في شبكة سي بي إس بأن الصور التي توضح المعاملة السيئة بدأ تداولها هذا الاسبوع مما دفع الشبكة إلى متابعة القصة التي قدمتها على مدى أسبوعين بناء على طلب البنتاجون.
وتوضح الصور جنودا أمريكيين بملابسهم يقفون مع أسرى عراقيين عراة في أوضاع مختلفة ومن بينهم أسرى عراقيون عراة يجثون فوق بعضهم في شكل هرمى وتقف خلفهم جندية أمريكية. ويظهر في صورة أخرى عراقيون عراة في وضع لممارسة الجنس فيما بينهم. وفي معظم الصور يقف الامريكيون يتفرجون وهم يضحكون أو يومئون أو يشيرون لشئ.
وفي صورة أخرى في حوزة الجيش يظهر أحد المعتقلين ملفوفا حول أعضائه التناسلية أسلاك. وأخرى تبين كلبا يهاجم أسيرا عراقيا.
وقالت سي بي إس إن التحقيق بدأ عندما حصل أحد الجنود على الصور من صديقه وأعطاها لقادته. وأشارت الشبكة إلى أن الجيش أصدر تقريرا مريرا بعد التحقيق.
ويعتقد أن جميع هذه العناصر العسكرية تتبع الكتيبة 800 من قوات الشرطة العسكرية الامريكية والتي كانت تقوم بمهام حراسة سجن "أبو غريب" في بغداد.
وقالت شبكة تلفزيون سي بي اس ان التحقيق الذي جرى في اعقاب ذلك خلص الى انه كانت هناك مشاكل من الجنرال المكلف شؤون السجن الى الشرطة العسكرية المكلفة الاشراف على الاسرى دون ان توضح ماهية هذه المشاكل
وبدا في احدى الصور اسير عراقي ارغم، بحسب الجيش، على الوقوف على صندوق ورأسه مغطى ويداه مقيدتان وقيل له ان التيار الكهربائي سيصعقه اذا سقط عن الصندوق. وتشير صورة اخرى الى عدد كبير من المعتقلين في مكان واحد وكتب على جسد احدهم شتيمة بالانكليزية. وردا على سؤال للصحافي الشهير دان راذر في برنامج (ستون دقيقة)، اعرب الجنرال كيميت نائب قائد قوات الاحتلال الامريكية في العراق عن "اصابته بالذهول. وعلق قائلا انهم زملاؤنا، اناس نعمل معهم كل يوم، يمثلوننا ويرتدون الزي نفسه الذي نرتديه.. نأمل ان يلقى جنودنا معاملة جيدة من العدو. اذا كنا عاجزين عن تقديم المثال حول كيفية معاملة الناس بكرامة واحترام، فكيف يمكننا الطلب من الدول الاخرى القيام بذلك؟.لكنه اضاف انها اقلية صغيرة، اقل من 12 من اصل 150 الف جندي في العراق مما يطرح سؤالا عن مدى معرفة القادة العسكريين الامريكيين في العراق لما يفعله جنودهم ام انهم يعرفون ذلك وينكرونه او هم متورطون فيه. في اطار البرنامج ظهرت صورة للسرجنت تشيب فريدريك وهو يجلس على احد الاسرى وروى الجندي المذكور في رسالة الكترونية الى عائلته، بحسب سي بي اس، نساهم في حملهم على الكلام بما تيسر. واكد الجنرال كيميت في مؤتمره الصحافي انه تم توجيه التهمة بارتكاب مخالفات جنائية الى الجنود الستة. وقال ان التهم وجهت اليهم في ختام تحقيق بدأ في يناير بعد تلقي شكاوى قدمها جندي في التحالف. واضاف ان الائتلاف يأخذ على محمل الجد كل المعلومات التي تتحدث عن تجاوزات محتملة.
وتابع اننا ملتزمون بمعاملة كل الاشخاص المعتقلين بكرامة واحترام، وعلى الجنود التصرف بشكل انساني وبما يتطابق مع معاهدات جنيف. ونشر الجيش الاميركي منذ نهاية فبراير لائحة بثلاثة عشر جنديا اميركيا على الاقل في العراق مثلوا امام محكمة عسكرية بتهم مثل السكر والسرقة واساءة معاملة الاسرى او محاولة الفرار. وتم ابعاد سبعة منهم من الجيش، بينما صدرت احكام بالسجن تراوحت بين ستة اشهر وسنتين على الآخرين.
وكانت حالات مماثلة لجنود بريطانيين قد كشف عنها مؤخرا.