خلطة سرية لسلطان بن فهد أعادت الكأس للرياض

الطريق للمونديال عبر بوابة الكويت

حافظ المنتخب السعودي على لقبه كبطل لكأس الخليج التي سبق له الفوز بها في الدورتين الثانية عشرة والخامسة عشرة بعد ان اضاف اللقب الثالث بفوزه بالكأس الذهبية في الدورة السادسة عشرة التي اقيمت على استاد الكويت في الكويت بعد تصدره البطولة التي ضمت الى جانبه منتخبات الامارات وقطر والبحرين والكويت وعمان واليمن.
استعداد عادي
جاء استعداد الاخضر للبطولة في نظر الجميع انه اقل من عادي لمنتخب يسعى للمحافظة على لقبه وسيواجه ستة منتخبات خليجية تطمع في الفوز باللقب وشهد مستوى البعض منها تطورا ملحوظا في الآونة الاخيرة وليس اكبر دليل على ذلك سوى وصولها جميعا باستثناء اليمن الى نهائيات كأس امم آسيا التي ستقام في الصين خلال الفترة من 17 يوليو الى 7 اغسطس 2004م المقبل.
واكتفى المنتخب السعودي باقامة معسكر قصير في الدمام تخللته مباراتان وديتان مع استونيا واذربيجان تعادل في الاولى بهدف لمثله وفي الثانية فاز بهدف نظيف.
وبالتأكيد ان الجميع لا يختلف على ان قوة الدوري السعودي - افضل دوري عربي - والمشاركات الخارجية لاقوى انديته وهي تمثل معظم عناصره واحتكاكها مع اندية اخرى هي اقوى اعداد للاخضر خاصة ان اللاعبين يدخلون من خلال منافساتها اجواء المباريات والبطولات ناهيك عن كون مشاركة الاخضر في دورة الخليج لم تخرج عن اطار كونها اعدادا لفرقة المستقبل لمونديال 2006 الذي سيقام في المانيا.
وقد اكد مدرب المنتخب السعودي المدرب الهولندي فاندرليم جليا ذلك من خلال اتاحته فرصة المشاركة لأكثر من لاعب رافضا ان يكون هناك النجم الواحد او السوبر ستار او نجم الشباك كما يطلق عليه فشاهدنا اكثر من لاعب يشارك به في البطولة ليقف على مستوى لاعبيه جميعا ليؤكد بعد نظره انه اكثر من تحقيق كأسها واضعا في ذهنه انه يجب ان يكون مستوى الاحتياطي في مستوى زميله الاساسي لايجاد المنافسة بين لاعبيه لتمثيل الاخضر وبالتالي كان ذلك هو المكسب الحقيقي للاخضر الذي طرزه نجومه بالذهب مؤكدين ان الكرة السعودية تسير في المسار الصحيح وفق ماتم التخطيط له من قبل اتحاد الكرة السعودية ليضاف انجاز جديد لها مؤكدا علو كعبها.
وجه السعد رأس البعثة
رأس الامير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بعثة المنتخب السعودي في تأكيد منه لثقته بلاعبي الاخضر ومقدرتهم بمشيئة الله تعالى على مواصلة تحقيق الانجازات وحصد الالقاب فلم يكن غريبا الفوز باللقب ووجه السعد سلطان الفهد يرأس البعثة والذي رفض الترشيحات المبكرة التي كان يسعى من خلالها البعض لممارسة دور التخدير الاعلامي فقد استوعب رجال الاخضر الدرس جيدا وعلى رأسهم الامير سلطان مؤكدا ان الفوز حق مشروع للجميع فأطلق سموه عبارته المشهورة (الكرة لا تزال في الملعب) بعد كل فوز يحققه المنتخب السعودي او نتيجة ايجابية ولكن ذلك لم يمنعه من التصريح عن ثقته وتفاؤله بنجوم الاخضر ومقدرتهم على مواصلة ترويض الكأس الخليجية والعودة بها مجددا للرياض.
الإمارات بداية الغيث
بدأت رحلة دفاع المنتخب السعودي عن لقبه بمواجهة الامارات ولكونها مباراة افتتاحية للمنتخبين فهي بالتأكيد لم تكن تخضع لمعايير فنية خاصة ان التحركات السرية التي سبقت اللقاء والخطط التي وضعت من اجل تحقيق نتيجة ايجابية مع بداية المشوار تحولت الى ارض الواقع في المستطيل الاخضر فالكل يسعى لحصد نقاطها لتكون غيثا له في السير نحو المنافسة على اللقب.
وابتدأ المشوار الاخضر بنزال الامارات فتجاوزه المنتخب السعودي بفوز مستحق بهدفين دون مقابل حملا توقيع الشلهوب من ركلة جزاء ورضا تكر برأسية رائعة.
تعثر بالتعادل مع قطر
وفي المواجهة الثانية للمنتخب السعودي واجه خصما عنيدا يعتمد كثيرا على النهج الدفاعي وذلك خلال نزاله مع قطر الذي انتهى بالتعادل الابيض بعد ان شهد اهدار محمد الشلهوب ركلة جزاء.
عبور جسر البحرين
وكانت الجولة الثالثة قد فرضت على المنتخب السعودي مواجهة من العيار الثقيل مع البحرين المنافس الاقوى الذي شهد مستواه تطورا ملحوظا في الآونة الاخيرة وحصل على جائزة من الاتحاد الآسيوي كأفضل منتخب متطور لعام 2003 وكان لابد من عبور جسر البحرين لتأكيد الجدارة والتمسك بالصدارة.
وخلال اللقاء فاجأ المدرب الهولندي فاندرليم مدرب المنتخب السعودي بتشكيلة مختلفة تماما عن التي خاض بها اللقاءين الافتتاحيين مع الامارات وقطر بعد ان ضخ دماء جديدة مشكلت (40%) من عناصر الاخضر ودون شك كان اول المتفاجئين مدرب البحرين المدرب الكرواتي ستريشكو.
وشهدت المباراة حرمان المنتخب السعودي من هدف صحيح وعلى الطريقة العالمية (دبل كيك) بقدم المتألق ياسر القحطاني الذي اتفق الجميع على صحته ماعدا الحكم المجري الذي حرم الاخضر من التقدم الا ان ذلك لم يمنع نجومه من مواصلة المشوار وتحقيق فوز ثمين بهدف دون مقابل بتسديدة رائعة بقدم ابراهيم السويد لم يشاهدها الحارس البحريني الا وهي تعانق شباكه.
أخطاء تساهم في تعادل الكويت مع الأخضر
وفي مواجهة الكويت المدعوم بسلاحي الارض والجمهور فرط المنتخب السعودي في فوز كان في متناول يدي لاعبيه بعد ان فرض سيطرته الميدانية على اللقاء وكان بامكانه الخروج بنتيجة كبيرة لولا تألق الحارس الكويتي شهاب كنكوني ولم يكن الهدف اليتيم الذي احرزه محمد الشلهوب كفيلا بفوز المنتخب السعودي فقد ساهمت الاخطاء التي حدثت من المدرب فاندرليم في التغييرات في نهاية اللقاء في تحقيق الكويت التعادل ولا شك ان تلك المواجهة وضع تحتها اتحاد الكرة السعودية خطا احمر وتمت مناقشة المدرب فاندرليم عن تلك الاخطاء وسبل علاجها لعدم تكرارها مستقبلا.
عمان ونقاط الأمان
وفي النزال قبل الاخير كانت هناك مواجهة مع منتخب عمان الذي شهد هو الآخر تطورا ملحوظا في مستوى واداء لاعبيه فلم يعد ذلك الحمل الوديع وكان اللقاء بمثابة مفترق الطرق للاخضر نحو منصة التتويج والفوز يعني اصابة اكثر من عصفور بحجر واحد فهو يساهم في توسيع الفارق بينه وبين اقرب منافسيه لاسيما انه سيكون على حساب واحد من المرشحين لنيل اللقب اضافة الى انه سيقربه كثيرا من المحافظة على اللقب ورغم ان المنتخب العماني اكد حضوره القوي بتسجيله هدف السبق الا ان ذلك لم يحل دون طموحات لاعبي الاخضر في خطف نقاط المباراة فعادل محمد نور النتيجة قبل ان يضيف زميله ياسر القحطاني الهدف الثاني.
مواجهة الحسم مع اليمن
ودخل لاعبو المنتخب السعودي مواجهة الحسم مع اليمن بشعار الفوز لانه الخيار الوحيد لمواصلة محافظتهم على اللقب فكان احترام الخصم وعدم التقليل من قدراته هما الطريق المؤدي للفوز وحقق المعادلة ونجح في تخطي اليمن نحو منصة التتويج بالذهب بعد فوزه بهدفين دون مقابل سجلهما النجم المتألق ياسر القحطاني ليترجم من خلالها جهود زملائه ويؤكد تمسكهم باللقب واحقيتهم بالكأس الخليجية فكانت الحصيلة اربعة انتصارات وتعادلين واحتلاله المركز الاول بعد ان حسم الصدارة لصالحه قبل نهاية البطولة لتتنافس بقية المنتخبات على المراكز من الثاني الى السابع رافعا لوحة تحمل (عفوا المركز الاول للسعودية).
القيادة تثمن الإنجاز
اجرى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وولي عهده الامين الامير عبدالله ابن عبدالعزيز وامير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز وامير منطقة مكة المكرمة الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز اتصالا برئيس البعثة السعودية المشاركة في دورة الخليج السادسة عشرة الامير سلطان بن فهد وتهنئته بالانجاز السعودي ونقلها الى بقية افراد البعثة الاثر الطيب لدى الجميع الذي يؤكد مجددا الدعم اللامحدود الذي يشهده قطاع الرياضة والشباب من القيادة السعودية وان ما تحقق من انجازات لم يكن الا بفضل الله ثم ما توليه الحكومة السعودية الرشيدة من اهتمام ورعاية بشبابها.
أبطال الإنجاز
جاء تحقيق المنتخب السعودي كأس الخليج السادسة عشرة بتضافر الجهود بعد توفيق الله سبحانه وتعالى وتعاون الجميع لتحقيق الهدف المنشود سواء من قبل رئيس البعثة الامير سلطان بن فهد الذي حرص على تذليل كافة الصعاب في سبيل تحقيق الانجاز وكذلك المشرف العام على المنتخب السعودي الامير تركي بن خالد ونائبه محمد النويصر واداري المنتخب السعودي عبدالله الجربوع وابراهيم الدهمش والجهاز الفني بقيادة المدرب الهولندي جيرارد فاندرليم واللاعبون: مبروك زايد ورضا تكر وخميس العويران ومحمد نور ومناف بوشقير وحمد المنتشري وسعيد الودعاني وسعود كريري وعبدالله الواكد ومحمد الشلهوب واحمد الدوخي وعمر الغامدي وبندر تميم وعبدالعزيز الجنوبي وناصر الحلوي ومحمد شريفي وسعود الخيبري ونايف القاضي وطلال المشعل وابراهيم السويد وسعيد الحربي ويسري الباشا وياسر القحطاني وعبداللطيف الغنام واسامة المولد.
وكان مزيج من لاعبي الخبرة والشباب وكانت ايضا فرصة لمشاركة بعض الوجوه لاول مرة في دورات الخليج وشهدت تألق اكثر من نجم سعودي سيكون مكسبا للاخضر خلال مشاركته القادمة وابرزت المشاركة عدة نجوم سعودية يأتي في مقدمتهم ياسر القحطاني الذي اطلق عليه عريس الحفلة بعد تسجيله هدفي الفوز في اليمن وكذلك تثبيت رضا تكر لاقدامه في الدفاع السعودي وتأكيد مبروك زايد ان حراسة الاخضر في امان وبرز قائد الأوركسترا السعودية خميس العويران بشكل لافت للانظار وكذلك محمد نور وحمد المنتشري والشلهوب وغيرهم.
عدم ملاءمة الأرضية والأمطار
لم تكن ارضية استاد الكويت محل رضا من جميع اعضاء المنتخبات المشاركة في البطولة وزاد من عدم ملاءمتها تأثرها بهطول الامطار خلال البطولة على ارض الملعب مما كان له تأثير عليها والتي اعاقت الجميع عن تقديم المستوى المتوقع منهم خوفا من حدوث اصابات.
الا ان الشيء المكتسب من واقعية ارض استاد الكويت وهطول الامطار خلال مباريات الدورة الخليجية كان بمثابة استعداد من نوع آخر للاعبي المنتخبات وعلى وجه الخصوص المنتخب السعودي للتعود على مثل هذه الاجواء التي ستكون قريبة من الاجواء التي ستكون عليها ملاعب الصين اثناء استضافتها نهائيات كأس امم آسيا.
الجمهور السعودي
كان للحضور الجماهيري للمنتخب السعودي ومساندتهم للاعبي الاخضر الاثر الكبير لدى الجميع بعد ان تكبدوا مشقة العناء وقطعوا المسافات من اجل مؤازرة المنتخب السعودي والوقوف بجانبه الا ان تلك المشقة خفف منها تحقيق المنتخب السعودي الكأس فهو لم يخيب آمال جماهيره العريضة التي رددت (غلطان يا معاند الاخضر) لتزف الجماهير السعودية ابطالها في شوارع الكويت وتكمل البقية التي عاشت بمشاعرهم داخل السعودية الافراح والاهازيج بعد ان اطلق لاعبو الاخضر العنان لهم عقب الفوز على اليمن في ختام مبارياته.
فاصلة أخيرة
بقي ان نشير الى ان الانجاز السعودي بالفوز بكأس الخليج وللمرة الثالثة في تاريخه ما هو الا حلقة في منظومة الذهب السعودية بالانجازات المشهود لها على كافة الاصعدة التي لا يمكن البتة تغطية شمس حقيقتها الذهبية بغربال.
الأمير سلطان بن فهد يرفع كأس خليجي (16)
ياسر والدوخي وبندر.. وتحية للجمهور بالكأس الخليجية