ودعنا رمضان.. وغادرنا حاملا معه سجلات اعمالنا وصحائفنا، فمنا من اغتنم ايامه ولياليه بقراءة القرآن واداء العمرة والعبادة والدعاء وفعل الخير، ومنهم من غفل وتفلت منه الشهر الكريم دون سقيا روحية او جسدية. تقول لي احدى المعتمرات مع زوجها: إنهما اصطحبا معهما احد الاجانب وزوجته من الذين اسلموا حديثا، وذهبوا للعمرة عن طريق البر.. وطوال الرحلة مرت عليهم مواقف وتساؤلات عجزوا عن تفسيرها للرجل وزوجته، ومنها: عدم توفر استراحات مناسبة تليق بالانسان, وكذلك دورات مياه نظيفة تعكس مدى اهمية النظافة في حياة المسلم وكان المسلم الاجنبي يقول: ان دورات المياه هذه تعافها حتى الحيوانات طبعا مقارنة بما لديهم في الغرب من استراحات ودورات مياه نظيفة وبراقة تغريك باستخدامها. افتراش المئات وربما الآلاف من البشر ساحات الحرم واتخاذها مسكنا ومناما فترى الملابس والحقائب معلقة على ابواب الحرم وجدرانه؟ اضافة الى لجوء بعضهم (للطرارة)!! وكان (المسلمان الجديدان) يتساءلان: لماذا هنا؟ ولماذا لا يكون لهم اماكن يسكنونها اثناء اقامتهم؟!! وطبعا لا يوجد رد مناسب، والمعروف ان دول العالم تشترط على السياح القادمين لها توافر مبالغ مادية تكفي لاقامتهم اضافة الى تحديد مكان او عنوان لا قامتهم. أليس الاجدر بالمملكة ان تحذو حذو هذه الدول فيما يتعلق بالسياحة الدينية؟. ان وجود مثل هذه الجماعات في الحرم وبالشكل العشوائي الحالي يسيء للحرم وللمملكة ويظهر المسلمين كأنهم مرتزقة، أليس من حق الحرم ان نوفر له ما يليق بمكانته من احترام وتقدير؟ الملاحظة الثالثة التي ذكرتها الصديقة هي سوء احوال مرافق مسجد الميقات خاصة الحمامات ودورات المياه التي تفتقد النظافة والماء الدافيء خاصة في فصل الشتاء حيث يحرم الآلاف من المسجد بنية الحج او العمرة فلا يجدون ماء طيبا يتطهرون به، ومعظمهم يستخدم السيارات وباصات النقل الجماعي اثناء السفر، ويكونون في اشد الحاجة للاستحمام للتخلص من وعثاء السفر كي يؤدوا مناسكهم وهم في اطيب حال. اذا كنا نحرص على توصيل كتب معاني القرآن المترجمة الى اقصى بقاع المعمورة أليس من الاجدر ان نوفر ابسط خدمات الراحة والنظافة لزوار البيت الحرام. نعم تساؤلات... لا اجد اجابة عليها! وداعا رمضان.. وأهلا بالعيد وعساكم من عواده