الديب: إيرادات الميزانية السعودية تعكس قوة الاقتصاد وكفاءة الإنفاق    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الأمير بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله-    جثمان الأمير بدر بن عبدالمحسن يوارى الثرى    محافظ الطائف يرأس أجتماع المجلس المحلي    قروض صديقة للبيئة من بنك التنمية الاجتماعية    13 مليون عامل و1.2 مليون منشأة بالمملكة    اصطدام سيارة بإحدى بوابات البيت الأبيض ومقتل سائقها    قربان: قطاع الحياة الفطرية يوفر فرصًا استثمارية ضخمة في السياحة البيئية    "الأرصاد" ينبه من هطول أمطار على منطقة الرياض    المملكة تستضيف اجتماعيّ المجلس التنفيذي والمؤتمر العام ل"الألكسو"    كلوب: مدرب ليفربول المقبل لن يواجه صعوبات    منتدى المشاريع العالمي في يونيو المقبل بالرياض    التجارة غير النفطية تواصل النمو في أبريل    فرص واعدة لصُناع الأفلام في المملكة    نائب أمير الشرقية يستقبل مدير عام هيئة التراث بالمنطقة    ميسي يسجل ثلاثة أرقام قياسية جديدة في الدوري الأمريكي    هل وصلت حرب غزة إلى طريق مسدود؟    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تطلق جولتها القرائية الخامسة    تدخل عاجل ينقذ حياة سيدة في عنيزة    كاسترو يكشف موقف تاليسكا وغريب من مواجهة الهلال    20 ألف مستفيد من خدمات مستشفى الأسياح    ( مسيرة أرفى ) تعلن عن إنطلاق فعاليات شهر التصلب المتعدد    "باحث": لا يوجد أدلة على أن الاستمطار يحدث هطول أمطار شديد    الأمم المتحدة تكشف: آلاف السودانيين يفرون يوميا من جحيم الحرب    "تعليم تبوك" و"أرامكو" يطلقان حملة توعوية للوقاية من الحرائق    المملكة تعين وتروي المحتاجين حول العالم    "ميدياثون الحج والعمرة" يختتم أعماله    تنمية جازان تفعل برنامجًا ترفيهيًا في جزر فرسان    رونالدو: لا أركض وراء الأرقام القياسية    توقعات بهطول أمطار رعدية خفيفة على معظم مناطق المملكة    اللحوم والبقوليات تسبب "النقرس"    السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها    القبيلة.. وتعدد الهويات الوطنية    مسؤولون وفنانون وشعراء ينعون الراحل    البدر «أنسن العاطفة» و«حلّق بالوطن» وحدّث الأغنية    آه يا رمل وهبايب.. تدفن جروح الحبايب.. ورحت يا بدر التمام    تعديلات واستثناءات في لائحة ضريبة التصرفات العقارية    بأمر خادم الحرمين.. تعيين 261 عضواً بمرتبة مُلازم تحقيق في النيابة العامة    «المظالم» يخفض مدد التقاضي و«التنفيذ» تتوعد المماطلين    السعودية.. دور حيوي وتفكير إستراتيجي    عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.. طريق الاستقلال !    معالي الفاسد !    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية    الذهب يتأرجح مع تزايد المخاوف بشأن أسعار الفائدة    تقدير الجهود السعودية لاستقرار السوق العالمية.. المملكة تعزز تعاونها مع أوزبكستان وأذربيجان في الطاقة    رعى حفل التخرج الجامعي.. أمير الرياض يدشن مشروعات تنموية في شقراء    تحت رعاية ولي العهد.. وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل ويشهد حفل التخرج    موسكو: «الأطلسي» يستعد لصراع محتمل    الهلال يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة الأهلي    منح تصاريح دخول العاصمة المقدسة    الطائي يتعادل مع الخليج سلبياً في دوري روشن    بتنظيم وزارة الرياضة .. "الأحد" إقامة المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي    يجنبهم التعرض ل «التنمر».. مختصون: التدخل المبكر ينقذ «قصار القامة»    النملة والهدهد    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منتدى الإعلام العربي يبدأ أعماله بالحديث عن الحرب ..وحضور نسائي سعودي
بحضور شوردر وأكثر من 500 إعلامي وإعلامية
نشر في اليوم يوم 09 - 10 - 2003

افتتح يوم أمس الأول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع بدولة الإمارات العربية المتحدة أعمال الدورة الثالثة لمنتدى الإعلام العربي بحضور المستشار الألماني غيرهارد شوردر وأكثر من 500 شخصية إعلامية بارزة من مختلف دول العالم إضافة إلى شخصيات سياسية للمشاركة في أعمال المنتدى المنعقد في دبي في المدة ما بين 7- 8 من شهر أكتوبر الجاري تحت عنوان (الإعلام والحرب).
كما حضر حفل الافتتاح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة لدولة الإمارات العربية المتحدة وحشد من كبار الشخصيات.
وقال الشيخ محمد في كلمته أمام المنتدى: (لا أريد الرد عن السؤال التقليدي عن المستقبل لأن المستقبل هو ما نبنيه الآن)، وتساءل سموه قائلا: (هل استطاع الإعلام العربي أن يطور نفسه؟) وتابع قائلا: (الجواب هو ما تعلمونه أنتم أيها الحضور، وماذا نستطيع أن نقول عما يمر به العالم العربي، فقد أصبح يصدر الأخبار السلبية)ثم استشهد بأبيات من الشعر قائلا: (وش ينفع التاريح ماضي وتبدد /نبنيه يوم بيوم حال بعد حال).
وقال: (أنتم تعلمون من آخر لقاء معكم، جرت أحداث كثيرة، ولا أريد أن أستخدم السرد التاريخي (لأندريه جروميكو))وجرت مياه كثيرة في نهر الفولغا (فذلك في ذمة التاريخ.. ولم يحن إنحسار الفرات عن جبل من ذهب، ولم يعلن نهر العاصي عصيانه، والرابطة المقدسة بين الفرات والنيل، لا يعلمها إلا القليل، ومع أننا شعوب تعيش من مادة النار إلا أننا نظن أن المياه ستشعل حروب المستقبل، ونسأل من عرشه على الماء أن يطفئها، فهل تداعت علينا الأمم؟ وهل أصبحنا كغثاء السيل)ثم استشهد بقول زعيم عربي (إننا لسنا أمة.. إننا مشروع أمة).
وتابع متسائلا (هل نستطيع أن نطرح هذا المشروع (شركة مساهمة) رأس مالها الإنسان العربي؟).
وشدد في ختام كلمته على المسؤولية الواقعة على عاتق الإعلام العربي موجها حديثه للإعلاميين قائلا: (قدركم أنكم شركاء فاعلين في مجال الأحداث، إن مسؤوليتكم في عصرنا هذا، أثقل وأخطر من أي وقت مضى، بعد أن بات تأثير الإعلام ونفوذه على تفكير الناس ومشاعرهم، أقوى من أي مؤثرات أخرى)، ثم استنكر سموه العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية وأثنى على الموقف السوري بإحالة الأمور إلى مجلس الأمن وتحليها بضبط النفس.
المستشار الألماني
ثم تحدث المستشار الألماني غيرهارد شوردر في الكلمة الرئيسة له أمام المنتدى شدد فيها على قيمة حرية التعبير على أنها أساس لتعبئة إمكانات المجتمع وحشد الجهود وشحذ الطاقات وشرط لمشاركة الشعوب في صنع الرفاهية وصياغة الأدوار واتخاذ القرار.
من ناحية أخرى، ألمح المستشار الألماني إلى ضرورة تحقيق التفاهم بين الشرق والغرب والوصول إلى صيغ تضمن فعالية هذا التفاهم ونجاحه خصوصاً على مستوى الأنماط الحياتية مطالبا بضرورة تضافر الجهود لتعميق قنوات التواصل وتعزيز روح التسامح بين الأديان المختلفة كأحد الشروط المهمة لتسوية النزاعات في المنطقة العربية والعالم أجمع.
ونبه شوردر إلى دور التكنولوجيا الاتصالات وقدرتها على تطوير صناعة الإعلام العربي بما لذلك من انعكاس إيجابي على جمهور المتلقين يعزز فرصتهم في الحصول على رسالة إعلامية جيدة ويمكنهم من الاختيار والمفاضلة بين المنتجات الإعلامية المختلفة المطروحة في المنطقة مشددا على أهمية المنافسة في تحسين المنتج الإعلامي وخدمة قضية الديمقراطية في حين تشكل تلك التعددية الإعلامية تحديا حقيقيا للحكام والقائمين على شؤون الدول العربية الذين يواجهون انتقادات ربما يكون بعضها غير مبرر وربما تمثل أيضا تحديا واضحا للصفوة الاجتماعية العربية.
وأعرب المستشار الألماني عن ثقته في أن حرية التعبير أيضا تمثل تحديا للقائمين على العمل الإعلامي في العالم العربي حيث طالب الإعلاميين العرب بالعمل على ممارسة حقهم في حرية التعبير بأسلوب متزن يتسم بالحيادية ويبتعد عن المزايدة السياسية كما طالبهم بتجنب محاولات غرس بذور الفرقة بين العالمين العربي والغربي على المستويات كافة.
وقال المستشار الألماني إن بلاده تولي اهتماما خاصا بتطوير محاور التفاهم وبناء جسور الحوار مع العالم العربي مشيرا إلى أن الحوار هو الوسيلة المثلى لإماطة الأفكار المخلوطة والتغلب على الأحكام المسبقة وتعزيز التواصل بين الجانبين العربي والألماني بما يخدم مصالح الطرفين اللذين يتمتعان برصيد ضخم من التراث الثقافي والفكري حيث أشاد بإسهامات الحضارة الإسلامية في تاريخ الإنسانية.
وقال السيد شوردر إن الجانبين العربي والألماني تجمع بينهما رغبة حميمة في تحقيق السلام والعدالة والتسامح ملمحا إلى مسؤولية الطرفين في الوصول إلى بر السلام الاجتماعي والاقتصادي في وقت يموج فيه العالم بالتغيرات المتلاحقة وتجتاحه ظاهرة العولمة.
وقد تطرق المستشار الألماني إلى الموقف في العراق والمنطقة حيث شدد على دور الإعلام في إنشاء مجتمع ديمقراطي في حين يولي المجتمع الدولي اهتماماً كبيراً بقضية إعادة إعمار العراق وتعجيل جهود إعادة الإعمار وتهيئة المناخ لتحقيق الاستقرار السياسي في المنطقة بما يقتضيه ذلك من تضافر الجهود لإيجاد جدول زمني محدد لنقل مسؤولية الحكم للعراقيين على ان يتضمن هذا الجدول توقيت صياغة الدستور وإجراء انتخابات حرة على أن تلعب الأمم المتحدة دورا رئيسا في إعادة الحياة إلى هيئتها الطبيعية في العراق والمساهمة في إعادة إعماره، مؤكدا استعداد ألمانيا لتقديم المساعدات الفنية والإنسانية اللازمة لدعم هذا الجهد والمشاركة في تدريب القوات العراقية والشرطة العراقية للمساعدة في تحقيق استقرار الأوضاع الأمنية.
ودعا المستشار الألماني الدول العربية المجاورة للعراق إلى الالتزام بالمشاركة في جهود إعادة إعمار العراق موجها الدعوة إلى رجال الأعلام العرب إلى التزام الموضوعية والحياد التام في نقل الواقع مؤكدا على قدرة الإعلام على تبديل صورة العداوة بين الأمم والشعوب وإمكانية لعب الإعلام دورا فعالا في تسوية النزاعات ومكافحة الإرهاب والعنف داخل المنطقة والمساعدة على الخروج من دائرة العنف المفرغة.
واختتم المستشار الألماني غيرهارد شوردر كلمته بالإعراب عن سعادته لما لمسه من رغبة صادقة في العالم العربي لتعميق قنوات التعاون مع الاتحاد الأوروربي الذي يبحث بدوره عن شركاء أقوياء بما في ذلك من دول مجلس التعاون الخليجي والمنظمات الأقليمية الأخرى.
وزير الإعلام الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد حيا في مطلع كلمته أمام المنتدى ذكرى الإعلاميين الذين سقطوا في هذه الحرب، وقال: (لقد ماتوا وهم يؤدون واجبَهم، ماتوا بشرف.. لقد أظهر زملاؤُكم، سواءَ من رحل منهم أومن أُصيب، مهنيةً عالية وغير عادية وبعضُهم وصل إلى أقصى درجات التضحية).
ثم تحدث حول ما حققته وسائلُ الإعلام العربية من نقاط إيجابية وإنجازات مهمة شهدت لها وسائلُ الإعلام الغربية (وأثارت حفيظة بعضها) وأحس بها الجمهورُ العربي أثناء الحرب وبعدها، بل على ما لم تتمكن من تحقيقه وعلى ما اعترى عملَها من سلبيات.
وقال: (إن تقديمَ المعلومات والبيانات الوافية بحيث يتمكن الجمهور من التمييز بين الحقائق ووجهات النظر أو الآراء، يُعد من الواجبات الرئيسية للإعلام. هذه من المسلّمات النظرية التي نعرفها جميعاً. ولكن لننظر ماذا حدث في مدة ما قبل الحرب. لقد جَهِدت الحكوماتُ العربية، بشكل عام، وكذلك المنظمةُ العربية الإقليمية، على تجاهل الواقع في تعاطيها مع التطورات المتسارعة، واستعاضت عنها بالتصريحات الفضفاضة والمضلِّلة التي وجدت طريقَها لوسائل الإعلام العربية دون تمحيصٍ أو تقويمٍ أو نقد).
وتابع قائلا: (لسنا معنيين الآن بالطريقة التي تعاملت بها الدولُ العربية مع الحرب ومقدماتِها وتداعياتِها، إذ أن هذا شأنُ الحكومات العربية ومنظمتِها الإقليمية، وعليها أن تستخلصَ منها العبر. لكن، علينا نحن، في الإعلام العربي، أن نقفَ وِقفةً موضوعية وألا يمنعنَا شيء عن النقد الذاتي لمسيرتنا والتقويم السليم لها بحيث نصلُ إلى إعلامٍ عربي يُعلِمُ ولا يُضلِّل، ويُفسَّر ولا يشوَّه).
نقول ذلك، لأننا نرى أن إعلامنَا لا يزال، وإلى حدٍ كبير، يستخدم الخطابَ ذاتَه، وكأن ما جرى كان مجردَّ حدثٍ عابر بينما كان في الحقيقة سقوطاً لنظام وانهياراً لدولة ولسلسلة من المفاهيم والأفكار والتصورات.
وقال: (وفي السياق نفسِه من نقد الذات، دعوني أشرُ إلى اتجاهٍ أخذ يسود في فضائياتنا العربية عبر خطاب يقوم على ما يمكن أن نصفه بالقول المعروف هكذا يريد الجمهور. هذا ما يريد أن يسمع. ولتذهب الموضوعيةُ والتوازن والنظرة المتمعنة والهادئة والمتفحصة للجحيم - لا أيها السيدات والسادة ليست هذه رسالةَ الإعلام.. إننا ندعو المحللين والمعلقين ومقدمي البرامج ومعدّيها إلى مراجعة الذات وتصحيح النهج والمسار. جمهورُنا العربي يستحقُ أن يَسمعَ الحقائق ويُخاطَبَ بعقلانية وهدوء، وبلغةٍ لا تثُير الغرائز وتشحنُ العواطف،بل تنيرُ الطريق وتسلِّطُ الضوء على المطّبات وتبينُّ الأخطاء وتساعد على كيفية تجاوزِها وتصحيحها دون أن يعني ذلك أن يَنحى الإعلامُ منحىَ القولبةِ والتلقين).
وتابع قائلا: (استمراراً في هذه المكاشفة، فإنني أرى، أن هناك مَيلاً لدى بعض المحللّين والمعلقين العرب للتعميم دونِ التخصيص، وفي الوقت نفسه، فانهم يَجاهدون لتعليق كل الأخطاءِ والكوارث والمصائب على شماّعةٍ خارجية. علينا أن نعترف بأخطائِنا حتى يمكن إصلاحُها، علينا أن نقولَ للمخطئء. أنت مخطئ. وكذلك، فإن علينا أن لا نستسهلَ التعميم بحيثء نأخذُ نقطةً بعينها ونسحبُها على مجتمعٍ أو دولة).
وقال: (إن علينا أن نقبلَ بأن هناك أخطاء ونقاط ضعف في حكوماتنا ومجتمعاتِنا وهي وحدُها المسؤولة عن اخفاقاتِها كما أنها هي المسؤولة عن نجاحاتِها. إذا وصل إعلامُنا إلى هذا المستوى فإنه سيسهِمُ بالفعل في تكوين رأيٍ عامٍ مستنيرء وفاعلٍ ومؤثر، ان لنا كبيرَ الأمل بأن يُشِّكلَ هذا المنتدى أرضيةً صالحة لمناقشة هذا الموضوع بعمقٍ وموضوعية وصولاً إلى وعيٍ أفضل يدفعُ بإعلامنا إلى الأمام وإلى أن يقوم بدوره المهني السليم في نقل صورةٍ صادقة ومتوازنة عن الأحداث التي نعيشُها حتى لا تتكرر الأخطاءُ التي وقعنا بها. بهذه النقلة النوعية فقط يمكن لإعلامنا العربي أن يُلبي احتياجاتِ شعوبِنا وحقِها في المعرفة الصادقة. إن هذا لن يتحققَ إلا بكم ومن قبلِكم).
واختتم حديثه قائلا: (آن الأوان أيها السيدات والسادة لأن نواجه الواقعَ بأخطائه وثغراته. إنني على ثقة بأن في هذه القاعة وخارجها نساءٌ ورجال قادرون على تحمَّلِ هذه المسؤوليةِ الجسيمة).
واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة لكريس كريمر الرئيس التنفيذي لشبكة سي إن إن العالمية قال فيها: (لا أعتقد أن صناعتنا، صناعة الإعلام، كان لها سابقاً ما لها الآن من تأثير عميق على عقول الناس في العالم ومشاعرهم)مشيرا إلى أهمية الموضوعية في العمل الصحفي قائلا: (أعتقد أن القيم والمعتقدات هي الجانب المهم لأي مقدم أخبار).
وقال كريمر: (أريد أن أشارككم فيما كنا نفعله في سي إن إن العالمية في هذه الأسابيع والشهور الطويلة والمخيفة قبل الحرب على العراق، حيث بدا أن فرص الحرب محتومة، قررت التحدث إلى كل فرد من محررينا وقمت بتذكيرهم بمسؤولياتهم، ومع اقتراب الحرب في الربيع الماضي أبلغت موظفي سي إن إن أن هذه ستكون أكبر أزمة يقومون بتغطيتها. ورفضت أن أستخدم كلمة خبر صحافي، إن ما حدث في العراق وفي هذه المنطقة ليس خبراً صحافياً. إنها أزمة. ولا يجب الإقلال من شأنها).
وتابع قائلا: طلبت من موظفي سي إن إن الإلمام بعمق بما يحدث في المنطقة. وقمت بتذكيرهم، مع أنه لاداعي لتذكيرهم بذلك، بأن سي إن إن ليست بوقاً لأي حكومة- حكومة الولايات المتحدة أو الحكومة البريطانية أو أي حكومة أخرى. وأبلغتهم بأن الحرب ستكون مثيرة للجدل بشكل كبير ومرفوضة جماهيريا في العديد من الأماكن. وطلبت منهم مراعاة الدبلوماسية والاهتمام بكل جزء من الحرب المضادة والجدل المؤيد للحرب والمعارض لها. كما طلبت منهم التحدث إلى الناس بوجهات نظر لا تحظى بالشعبية. وحتى بوجهات نظر غير مستساغة، وهذا هو السبب الذي جعل من تغطيتنا الواسعة مثيرة للجدل والخلاف، وهو أيضاً السبب الذي دفع بمذيعينا ومراسلينا، عندما بدأت الحرب، إلى تحدي تأكيدات السياسيين والخبراء العسكريين، الذين رأيناهم يتحدون مراسلينا الذين يغطون الحرب. ومن بين هؤلاء كان أولئك الصحافيون المرافقون لقوات التحالف والبالغ عددهم 600أو نحو ذلك من المراسلين والمصورين والمصورات الذين رافقوا القوات الأمريكية والبريطانية.
وقال كريمر: (أعتقد أن وسائل الإعلام العربية الجديدة قد أطلقت صوتا جماعيا سيكون مهما لشعوب هذه المنطقة ولأولئك الذين من خارج المنطقة، إنها بمثابة ضوء جديد يلمع في المنطقة، شكل جديد من الاستنارة بالنسبة لملايين المشاهدين العرب حول العالم).
شهدت الجلسة الثانية من جلسات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي مشاركة اتسمت في مجملها بنقض أوضاع الإعلام العربي والعالمي على حد سواء حيث أشار المشاركون في الجلسة إلى الدور الخطير الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الأيدولوجيات لدى الشعوب وتوجيههم إلى تبني تيارات فكرية معينة.
تحدث خلال الجلسة الثانية الكاتب والسياسي د. عزمي بشارة والكاتب الأمريكي داني ستكتشر والإعلامي الفرنسي بول ماري دولا جورس ود. محمد السيد السعيد مدير مكتب الأهرام في واشنطن.
و قد استهل الإعلامي الفرنسي بول ماري دولا جورس الحديث خلال تلك الجلسة حيث اتسمت كلمته بالنقد اللاذع للإعلام الغربي والإعلام الأمريكي على وجه الخصوص في حين تطرق إلى ملابسات الأحداث التي سبقت اندلاع الحرب الأمريكية على العراق وتناول الأوضاع في العراق قبيل الحرب وما تضمنته من جولات تفتيش على أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة.
وعزا الإعلامي الفرنسي الحرب على العراق في الأساس إلى الاتهامات التي وجهها الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى العراق ومزاعمه بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وقال إن الرئيس الأمريكي فشل في إثبات مزاعمه للمجتمع الدولي عندما سعى إلى تأمين الدعم المالي والعسكري لحملته على العراق وتقديم مبررات واضحة وواقعية لتلك الحرب حيث لم تستند الإدارة الأمريكية سوى إلى أدلة دامغة ومؤكدة على ذلك.
وأكد جورس أن الفشل الأمريكي بات واضحا أمام المجتمع الدولي الذي دفع بأن تلك الحجج واهية وغير كافية لشن الحرب على العراق مشيرا إلى إذعان العراق لمطالب المجتمع الدولي ممثلا في منظمة الأمم المتحدة أكثر من مرة حيث قبل العراق بعودة المفتشيين الدوليين كما قبل بتدمير صواريخ الصمود على الرغم من كونها صورايخ قصيرة المدى وغيرها من الإشارات التي أبداها للتعاون في هذا المجال متضمنا موقفه من طلب الأمم المتحدة التحقيق مع العلماء العراقيين على الرغم مما رأته الحكومة العراقية من إمكانية استغلال الولايات المتحدة لهؤلاء العلماء عن طريق إخضاعهم للضغط والتهديد وكل ذلك من أجل تفادي رحى الحرب التي دأبت الولايات المتحدة على تكريث الجهود لها.
وشدد المتحدث الفرنسي على دور الإعلام الغربي في الإعداد والترويج لهذه الحرب بما روجه من أحاديث عن علاقة العراق بتنظيم القاعدة ودعمه للإرهاب ولامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل.
وخلال مشاركته خلال الجلسة الثانية ، استهل الدكتور محمد السيد السعيد كلمته بالتذكير بما جاء في ميثاق منظمة اليونسكو من أن ( الحرب تولد في عقول الرجال) وقال إن الإعلام هو صناعة قابلة للتوظيف والعسكرة موضحا أن الشعوب تدخل إلى الحروب ليس فقط بدافع المصالح ولكن أيضا بدافع الصور الذهنية والمعلومات النمطية والاستنتاجات الأحادية.
ودفع المتحدث المصري بإصابة الإعلام الجماهيري المعاصر بفيروس العنف وقال إن الحرب أصبحت جزءا من طبيعته مشيرا إلى أن الإعلام بهذا المعنى بات منشقا على ذاته وأصبح يميل إلى تنميط المعرفة والهيمنة على تمردها الأبدي.
وأضاف الدكتور السعيد أن أحد لا يمكنه أن ينكر أن أرقى فنون الإعلام المعاصر قد ولدت في قلب آتون الحرب وقال إن الإعلام الجماهيري هو ابن الحرب وأداته الأكثر فعالية التي تبث الجنون في الناس.
وألمح المتحدث إلى آلة الحرب الرهيبة التي لم تهدأ منذ أن أقيمت في المنطقة وأعملت فيها حرقا ودمارا لا يوصف لشعب أعزل هي الشعب الفلسطيني وقال إن تلك الآلة تكونت من ضفائر الإعلام الجنوني الأكثر شراسة وبدائية في التاريخ الحديث وهو الإيدولوجية الصهيونية.
و تطرق المتحدث إلى الحرب التي تم شنها على المسلمين من جانب الولايات المتحدة والحرب الثقافية ضد الحضارة الحديثة من جانب التيارات الدينية المتطرفة لتتهاوى أمام ذلك دعوة اليونسكو لتجديد اتجاهات النمو في حين أشار إلى إدراك الولايات المتحدة إلى هزيمتها في عقول الناس مؤكدا دور الإعلام العربي ومسئوليته عن جملة من التطورات بالغة الضرر في حقل الثقافة العربية خاصة الترويج إلى نظرية أن العرب مستهدفون من قبل الجميع.
و لخص الدكتور محمد السيد السعيد مسئولية الإعلام العربي في النقاط التالية:
* العمل على استرداد الموقع الفكري للمعرفة الحقة في الإعلام
* الالتزام بالأخلاقيات العالمية
* الترويج للسلام الذي ننشده والذي لا يؤمن بالهيمنة والظلم ولكن يؤمن بحق النضال من أجل التحرر وليس سلام القاعدين عن الحركة
* إدراك قيمة الرموز المشتركة والنظر إلى العالم باعتباره قابلا للانصهار في نسق أخلاقي واحد.
* مناهضة التعصب والأحادية ومحاولة إثراء العقول والضمائر ولا اقتيادها إلى القتل وبث الكراهية والعنف.
من جهته، قال الإعلامي الأمريكي داني سكتشر: إن وسائل الإعلام تمثل احدى المشكلات التي يواجهها العالم المعاصر وقال: إنه شخصيا يشعر بلحظات من الخجل والحزن كونه صحافيا مشيرا إلى أن الحرب على العراق مثلت خرقا واضحا لروح وميثاق الأمم المتحدة.
وذكر سكتشر زملاءه من الإعلاميين الذين تم استهدافهم في القصف خلال الحرب على العراق خاصة في أحد الفنادق التي عرف عنها كونها ملجأ للصحافيين والإعلاميين وقال: إن أسباب هذا الهجوم لا تزال غامضة وغير معلومة.
وأكد المتحدث الأمريكي أن هناك لا يزال العديد من الإعلاميين الشرفاء لا يزالون يحاولون جاهدين كشف خبايا الأمور والحقائق الغائبة وزيف حملات الترويج والتشنيع المغرضة مشيرا إلى أن الأجواء تحمل في طياتها نوعا من التوجس المشترك بين العرب والأمريكيين وقال: إن هناك العديد من التباينات الفكرية التي تفصل بين الجانبين.
وقال سكتشر إن الحكم الحقيقي على الإعلام لا يكون بما يغطيه من أحداث ولكن يكون بما يتجاهله منها مشيرا إلى الجدل الكبير المثار حول الإعلام الذي تحول إلى صناعة ضخمة في عالمنا المعاصر بما لذلك من تأثيرات على أخلاقيات العمل الإعلامي والصحفي بما لذلك من انعكاسات خطيرة في عدم إعلام المتلقين بالمعلومات كاملة وصحيحة مؤديا إلى خلط المفاهيم والأفكار.
وأكد الإعلامي الأمريكي أن الولايات المتحدة حاليا تشهد معارضة كبيرة لقرار الحرب على العراق بما تثيره تلك المعارضة من علامات استفهام كثيرة حول تلك الحرب.
وحول أخلاقيات الإعلام الأمريكي قال المتحدث إن سبعة من عمالقة مؤسسات الإعلام الأمريكي تحاول استغلال الموقف لصالحها الخاص حيث تحاول تلك المؤسسات عقد صفقات مع الإدارة الأمريكية.
و اختتم داني سكتشر كلمته بتوجيه الدعوة إلى الإعلام العربي للمشاركة في إقامة حوار بناء مع العالم لدعم الجهات الإعلامية المؤسسات البديلة القادرة على تقديم الحقيقة وقال إن العالم (به الكثير من القنوات الفضائية غير ال سي إن إن) مطالبا بدعم قواعد الإعلام المستقل والاهتمام بالقيم وأخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي.
وفي مداخلة لقيت استحسان الحضور ، قال السيد الدكتور عزمي بشارة، عضو الكنيست الإسرائيلي ، إن الإعلام ليس سلاحا للدمار الشامل ولكنه سلاح لانتاج الشمولية مؤكدا أن الإعلام هو الابن الشرعي للحرب وأنه شارك في تشكيل التطورات الأيدولوجية التي حملت الجماهير على تطوير الهوية.
وأضاف السيد بشارة: إن الإعلام الرسمي العربي فقد ثقة المتلقين وقال إن هذا يمثل خطورة في حد ذاته مؤكدا أن الخطورة الأعظم تكمن في اعتقاد وسائل الإعلام بأنها تملك حريتها وأنها تساعد في تشكيل آراء الناس وإشراكهم في صنع القرار.
وقال د. بشارة: إن من أخطر التهديدات التي تحيق بالإعلام العربي هو سواد فكرة (نحن)و (الآخر)، (الأخيار)و"الأشرار)في الفكر والخطاب الإعلامي العربي، موضحا أن الإعلام الغربي شريك أساسي في صنع ازدواجية المعايير وضرب مثال بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي لا يذكر له الإعلام الغربي أبدا أنه الفائز بجائزة نوبل للسلام والاكتفاء بتصويره كمتهم ومسئول عن كل الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال المتحدث إنه لا يوجد ما يسمى بالإعلام الحر وقال إن الإعلام الفلسطيني مثلا لا يمكن أن يكون حرا تحت وطأة الأحتلال بينما لا يمكن للإعلام الغربي الذي يأتي إلى الأراضي الفلسطينية مشحونا بوجهة النظر الإسرائيلية والمنظور الغربي للأحداث بل أكد أن الإعلام الغربي عندما يحاول انتقاد إسرائيل فهو في الواقع يساعدها على النجاة من نفسها.
وأوضح د. بشارة أنه من أهم الأخطاء التي يقع فيها العرب اعتقادهم بأنهم دائما على حق ولا يميلون أبدا إلى نقد الذات دافعا بافتقار العرب إلى وجود ذات واضحة يمكن انتقادها ومؤكدا خسارة الإعلام الرسمي العربي لمصداقيته في وقت توارت فيه شعارات القومية العربية التي كانت مسيطرة وسائدة في عقد السيتينيات.
بيتر ارنت: امريكا خسرت اعلاميا
من جهته وصف بيتر ارنت, اسطورة مراسلي الحرب الغربيين, الحرب الصراع الاخير في العراق بانه امتداد لحرب الخليج عام 1991 واكد انها (لم يكن لها داع ولم يكن لها ان تحدث).
وقال بيتر ارنت الحائز على جائزة بوليتزر, اكبر الجوائز العالمية في عالم الصحافة: (هذه هي حرب الثلاثة عشر عاما وانا ازعم انها حرب وقائية ولم يكن يتوجب على الولايات المتحدة ولابريطانيا اشعال فتيلها. ففي حالة الحرب العالمية الثانية, لم يملك العالم خيارا سوى خوض غمار الحرب التي كانت بمثابة الخيار الوحيد للنجاة, الا ان الحرب الاخيرة كانت سببا مباشرا في تأجيج مشاعر العالم العربي حيث انها افتقرت الى المبررات والاسباب التي تعلل اندلاعها.
واضاف المراسل الشهير الذي شارك في تغطية وقائع الحرب في العراق والذي لايزال يقيم فيها حتى الآن: ان الامر برمته كان بمثابة مسألة مصداقية وثقة حيث زعم رئيس الوزراء البريطاني ان العراق يمتلك اسلحة للدمار الشامل ومن الممكن ان يطلقها على بريطانيا خلال خمس واربعين دقيقة بينما قام وزير الخارجية الامريكي كولن باول بتقديم ملف كامل ضد العراق الى منظمة الامم المتحدة, ومن ثم لم تكن هناك فرصة سوى تصديق مزاعمهم.
من ناحية اخرى اشار ارنت الى دفاع العراق عن نفسه بنفي اتهام امتلاك اسلحة الدمار الشامل وقال: ان بامكانكم البحث في أي مكان شئتم داخل العراق عن تلك الاسلحة وهذا بالضبط ما فعلته الامم المتحدة الا ان صدام حسين لم يحظ باي قدر من المصداقية.
جاء ذلك خلال احدى ورشات العمل التي أقيمت في اطار فعاليات اليوم الاول من ايام منتدى الاعلام العربي في دبي الذي افتتح اعماله امس الفريق اول سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم, ولي عهد دبي وزير الدفاع, بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان, وزير الاعلام والثقافة بدولة الامارات وفخامة جرهارد شرويدر, مستشار جمهورية المانيا ولفيف من كبار رجال الدولة ورجال الاعلام والصحافة العرب والاجانب.
وقال بيتر ارنت في معرض حديثه إنه لقي انتقادات حادة للغاية بسبب زيارته الى تلفزيون دبي لعدة دقائق معدودة خلال فترة الحرب على العراق واضاف موضحا: ان امتهان مهنة الصحافة يعني ضرورة التعرف على الجانب الآخر وافكاره وتوجهاته.
من ناحية اخرى, نوه بيتر ارنت بدور شبكة الاخبار الامريكية سي ان ان في ابراز دور المراسل الحربي وساهمت في تصدير رسائل الحرب في مقدمة العمل الاخباري التلفزيوني وقال: ( لقد تراجعت اهمية الرسائل الميدانية في مواقع الحروب الا ان نجاح شبكة سي ان ان في حرب الخليج الاولى حفز الآخرين على المنافسة وحثهم على متابعة التغطية الحية والنقل التلفزيوني المباشر من موقع الاحداث, فخلال الحرب الاولىكنت انا المراسل الغربي الوحيد في بغداد بينما اختار الجميع الرحيل الا ان الموقف تغير هذه المرة حيث بلغ عدد المراسلين في بغداد 37 مراسلا ولكنني بقيت ايضا المراسل الامريكي الوحيد في بغداد).
وبالعودة الى الموقف في العراق, قال بيتر ارنت: لا يزال العديدون يلقون حتفهم كل يوم وتبقى الفالوجة منطقة رئيسية للمواجهات العنيفة والدامية في حين لم يستبعد امكانية شن هجوم على اهداف اعلامية غربية داخل العراق مؤكدا ان حياة المدنيين العراقيين العاملين لدى مكاتب الاعلام الغربية المتواجدة في العراق مهددة بالخطر.
واوضح ارنت: ان هناك الآن نحو ست صحف جيدة وتوقع ان تشهد العراق خلال الشهور الستة المقبلة مولد محطات بث اعلامية جديدة وقال: (لقد اشتريت لتوي جهازا لاستقبال الاقمار الاصطناعية بمبلغ 105 دولارات واستقبل به الآن 350 محطة تلفزيونية و ارى ان الاعلام بات مصبوغا الى حد ما بالطابع العراقي الا ان الهيمنة الامريكية لاتزال بالقطع موجودة).
والمح المراسل الامريكي الشهير الى ان بلاده قد تمكنت من كسب الحرب العسكرية ضد العراق الا انه اكد خسارتها في الحرب الاعلامية وقال (لقد اصبح من المستحيل في يومنا هذا السيطرة على الاعلام او التحكم في توجهاته فلم تعد هناك كوابح لحرية التعبير في هذا العالم).
عزيزة المانع: الرجال اكثر حظا من النساء
كما اقيمت ورشة عمل تحدث عنوان (الاعلاميات العربيات.. الواقع والتحديات) برئاسة الدكتورة عزيزة المانع تمت خلالها مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بدور الاعلاميات العربيات في مواجهة ماتمر به الامة العربية، ومدى الحرية المتاحة لهن للقيام بالدور الذي تؤمن به وتسعى الى تحقيقه، الى جانب المشكلات التي تواجه الاعلامية العربية ومدى شعورها بالامن الجسدي والمعنوي على حد سواء.
وقالت الدكتورة المانع: تواجه الاعلاميات العربيات واقعا صعبا، حيث من السهل ان تقذف المرأة بمختلف الاتهامات والادعاءات دون ان تجد من يحميها او يساندها في الدفاع عن نفسها واشارت الى الاشكالية في موضوعية التغطية الاعلامية والصراع الموجود بين الواجب في تقديم تغطية موضوعية وبين العاطفة في دعم القضايا الاساسية والتضامن مع هموم الامة.
وشهدت ورشة العمل طرح العديد من وجهات النظر حول الموضوع وتفاوتت الآراء بين من يرى ان على المرأة ان تبذل المزيد من الجهود لتحقيق ذاتها، وبين قائل بان المرأة تواجه صعوبات كبيرة من قبل الرجل والمجتمع تمنعها من تحقيق طموحاتها.
واشار احد المشاركين الى ان المرأة لاتنقصها الكفاءة، كما لاتنقصها الفرصة حيث ان جميع القنوات العربية مفتوحة لاستقبال كافة الاعلاميات الراغبات بالعمل، في حين اكدت احدى المشاركات ان الاعلاميات العربيات تعانين من صعوبات تشمل عادات وتقاليد تمنع المرأة من الوصول الى ماتصبو الى تحقيقه.
وقال مشارك آخر ان المرأة تعاني من قسوة وظلم من قبل الرجل، وان علاج ذلك يتمثل في المزيد من الوعي والانفتاح ومزيد من اهتمام المرأة بذاتها، حيث ان المستوى الثقافي لدى الكثير من الاعلاميات العربيات لايصل الى الحد المأمول.
واكدت الدكتورة المانع ان الاعلاميين الرجال يحظون بفرصة اكبر في الذهاب ببعثات دراسية الى الخارج، وحضور الندوات والتغطيات الخاصة بالمناسبات الكبرى الرسمية مما يعطيهم مجالا اكبر لزيادة خبرتهم.
واشارت احدى المشاركات الى ان العقبة الاساسية في وجه الاعلاميات والمرأة بشكل عام تتمثل في القوانين والتشريعات التي تمنعها من اداء عملها بشكل فعال، حيث ان حضور المرأة في عالم الاعلام هو حضور تابع، كما ان هناك وصاية دائمة على المرأة بحيث انها لاتستطيع التعبير عن رأيها بحرية.
وفي رد حول تقصير المرأة في التعبير عن ذاتها تساءلت احدى المشاركات انه لايوجد سبب يمنع الاعلامية من ان تضع توقيعها على مقال كتبته سوى الرجل سواء كان الزوج او الاب او المدير.
واختتمت ورشة العمل بتأكيد المشاركين على ضرورة تضافر جميع الجهود للعمل على تفعيل دور الاعلاميات العربيات والمساهمة في ازالة كافة العقبات التي تمنعهن من اداء دورهن بفعالية.
تأثير وسائل الاعلام في العالم العربي
ناقشت ورشة عمل اخرى تأثير وسائل الاعلام في العالم العربي التي ترأسها الكاتب الصحافي جميل مطر العديد من الآراء ووجهات النظر حول اهداف وسائل الاعلام في العالم العربي، واساليب العمل السليمة التي يجب ان تمارسها.
وتركزت النقاشات حول التغطية الاعلامية العربية للحرب على العراق، حيث ذكر مشاركون ان معظم وسائل الاعلام لم تتمتع بالموضوعية المطلوبة، واتهموا بعض وسائل الاعلام لانحيازها للنظام العراقي السابق.
وتطرق المشاركون في ورشة العمل الى التناقضات التي تعاني منها وسائل الاعلام العربية، وعدم تلبيتها لمتطلبات الرأي العام وما تطلبه الشعوب من وسائل اعلامها.
من جهته اشار صلاح الدين حافظ الامين العام لاتحاد الصحافيين العرب والذي شارك في ورشة العمل، الى ان وضع الديمقراطية في العالم العربي غير مشجع، واكد ان الديمقراطية لا تشترى ولا تستورد من الخارج، بل هي نتيجة حتمية لعمليات البناء والتطوير في البنية الاساسية للبلدان العربية.
وبدوره عبر الدكتور صابر فلحوط رئيس اتحاد الصحافيين في سورية عن الرأي ذاته مؤكدا ان الديمقراطية يجب ان تنبع من ارادة الشعوب العربية، لا ان تفرض من خلال ضغوط القوى الخارجية.
من جهة اخرى اشاد الدكتور عبدالفتاح طوقان من تليفزيون العربية بالدور الكبير التي تقوم به دولة الامارات في عقد مثل هذه المنتديات التي تجمع مختلف وسائل الاعلام العربية والغربية والتي تمثل منصة حيوية لمناقشة كافة القضايا الحيوية في جو من الحرية والانفتاح.
واعتبر محمد عبدالقادر الجاسم رئيس تحرير صحيفة الوطن الكويتية ان العالم العربي يشهد ديمقراطية شكلية لاعلاقة لها بالديمقراطيات الحقيقية مؤكدا ان الاعلام جزء من استراتيجيات الامن القومي للدول، ويظهر ذلك جليا في سياسات الولايات المتحدة التي تثني على ما تحقق في بعض الدول العربية من ديمقراطية، رغم ان ما تحقق لايخرج عن كونه صورا فلكلورية لاعلاقة لها بالديمقراطية.
وقال احد المشاركين في ورشة العمل ان وسائل الاعلام العربية ماتزال تشكل بوقا للحكومات العربية مهما اختلفت اشكالها وتغير نظام الحكم فيها.
وفي نهاية الندوة اعرب المشاركون عن ضرورة منح وسائل الاعلام العربية المزيد من الحريات لتستطيع ان تعبر عن رأيها بدون قيود وان تعكس رغبات وآمال الشعوب العربية.
المستشار الالماني شرودر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.