مع دخول فصل الصيف وبدء الاجازات يكثر الحديث عن السياحة فلا تدخل مجلسا الا وتسمع فيه ولاتلج بيتا الا والهمس عن السفر يدور بين أهله حتى اصبح التنقل والترحال والسياحة شبه ضرورة من ضرورات الحياة نمارسها كل عام ففي كل صيف تستنفر المطارت وتمتلىء العبارات وتزدحم جميع خطوط المواصلات. ومادمنا في أول الصيف والامر في بدايته أجدها فرصة كي ادلي بدلوي في هذا المجال. خاصة ان مملكتنا تعيش الآن رحلة تطوير شاملة متجهة بكل جرأة واتزان نحو حياة عصرية متحضرة وفي الوقت نفسه نراها متمسكة تماما بما شرعه الله لنا لانحيد عنه قيد أنملة، كل ذلك في توازن محكم دقيق. وفي تمعني لهذه المسيرة وتتبعها وجدت ان ثمة فارقا كبيرا يبدو لعيني جليا واضحا بين ما كنا نعيشه بالامس وما وصلنا اليه اليوم وما أتوقع ان نبلغه غدا ان شاء الله وبما ان التطور لاحدود له. وطريقه طويل فاني أراه من الصعب جدا ونحن نواجه هذا الزخم الهائل من الاعمال ونعيش كل هذه المراحل من النمو السريع ان تسير الحياة على وتيرة واحدة بل لابد ان يرافق قطار تلك المراحل محطات ترفيهية تنفس عنا ويتم بواسطتنا التمازج بين الراحة النفسية والتوترات الجدية ويكون للبسمة حضور دائم معنا حتى وقت العمل وزحمته. ومن الملاحظ والهام جدا بالنسبة لنا ارتفاع معدل النمو للسياحة الداخلية في تزامن مع المعدلات العالمية وهو مؤشر ايجابي يبشر بالخير ويدعو لمزيد من الاهتمام بالسياحة الوطنية وتنميتها والقضاء على معوقاتها وكأني بالدولة ايدها الله قد قرأت مايدور في اذهان المواطنين ومايخطر على بالهم فجاء اهتمامها بتطوير السياحة متتاليا كزخات المطر وهل هناك انفع أو اجمل من مطر متتابع على ارض خصبة وفي موسم يضن فيه السحاب، انه اهتمام سليم وصائب يلبي الرغبات ويسد كل الاحتياجات ويخدم المواطنين والوافدين. بقي استعدادنا نحن المواطنين للقيام بواجبنا تجاه هذا الاهتمام بتفعيل برامج السياحة وتنشيطها كي تتناسب مع تلك المكارم والمعطيات الحكومية التي انهالت علينا خدمة للتنمية السياحية، انادي بتحقيق رغبات السائح بالجودة المطلوبة والسعر التنافسي والراحة الميسرة والتعامل اللائق الذي يجعل من السائح فردا محبا لنا لايندم على اقامته معنا ولا على ريال يصرفه في ارضنا. لابد من اقامة الندوات والمؤتمرات والاكثار من اللقاءات والاستزادة من المهرجانات واستغلال المواسم المعروفة في كل منطقة من مناطق المملكة والترويج لها بما يكفل وصول المعلومة عنها لعموم المناطق داخل المملكة ولمن تتأكد الاستفادة منه خارج المملكة وأجزم ان التفويج الجماعي من منطقة الى اخرى بشكل منظم مدروس محدد الوقت والبرامج ومدفوع الثمن مسبقا سوف يثري ميادين السياحة وينشط المشاريع القائمة ويرخص الثمن فيها ويشجع على الاستزادة منها وهو عامل مهم لانتشار الوعي السياحي. كما على اعلامنا اشهار المواقع الجميلة في بلادنا والوقوف على كل شبر فيها وتبيان مايميزها واعطاء صورة شاملة عنها. فعندنا والله الشيء الكثير وفي بلادنا الخير الوفير والله من وراء القصد والسلام.