كنت أقول بالأمس أننا بحكم التركيز الإعلامي العربي والعالمي علينا منذ أحداث 11 من سبتمبر، لا خيار لنا في مسألة التشويه المتعمد لمواقف الدولة ولأوضاعنا الاجتماعية في إعلام لا يجد منا اهتماما بتساؤلاته المشروعة أو غير المبررة حتى .. وأن أسلوب السكرتارية الصحافية لابد وأن يكون استراتيجياً أهم وأبرز أدوات إعلامنا السياسي .. لربما ثبت لنا بالتجربة كم من الوقت والجهد الذي يبذله مسؤولو الدولة لتنفيذ معلومات مغلوطة أو لغياب المعلومة في وقت لم تعد فيه وسائل الأعلام تقبل بالصمت أو اعتذار المسؤول مثلاً عن الرد على أسئلة صحافي .. العديد من الأقنية الأعلامية العربية وبالأخص الفضائيات التجارية نلحظ استقطابهم لأي إعلامي سعودي ليعلق على خبر أو حدث أو قرار محلي أو ليشارك في برنامج حواري عن المملكة .. وبصرف النظر عن مدى معرفة هذا الإعلامي بدافع البلد الحقيقي أو عمق متابعته ونضج آرائة في المسألة .. وسائل الأعلام اليوم تخترق سياسات الصمت وأساليب الحكومات في قتل الفضول الصحافي المعروفة .. والحظر فيها اليوم هو استنطاق من يسوقون أنفسهم من ربعنا كضالعين ومفكرين وباحثين لا يشق لهم غبار في كل ما هو سعودي بصرف النظر عن أهلية الرجل الذهنية وتوازنه المعرفي ومهارته في توصيل قدر جيد من التغير للظواهر والتعليق على الخلفيات للأحداث والقرارات الوطنية ولعل التعليقات والتحليلات التي يطلقها هؤلاء في الفضائيات بوصفهم خبراء ومفكرين تسبب في اضرار تفوق بمراحل أساليب الفبركة والتشويه المقصود والمزيف للأحداث والقرارات والمواقف الوطنية التي تتعلق بالمؤسسة السياسية أو بمؤسسات دينية أو اجتماعية .. الظهور الإعلامي مسألة مغرية جداً للكثيرين خاصة عندما يصفون البني آدم بألقاب مفخخة من وزن خبير وباحث ومحلل استراتيجي جاهز للفتوى وللفرمانات لإرضاء غروره وتعزيز نجوميته حتى وإن كانت البلد تدفع ضريبة لذلك الحضور المثير .. كما اسلفت الأعلام اليوم أداة فطرة ومؤثرة في سياسات الدول وعلاقاتها ومصالحها والاستثمار فيه بالذهنية الأعلامية المؤهلة بالمعلومة وبالمنعطف الذي يحتاجه اعلام اليوم .. والبداية الصحيحة بالاقتناع بدور السكرتارية الصحافية .