الحقيل: منظومة البلديات تنتقل إلى التشغيل الذكي لخدمة ضيوف الرحمن    دوريات الأفواج الأمنية بمنطقة جازان تُحبط تهريب ( 11) كيلو جرامًا من نبات القات المخدر    الملك يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    الشورى يدعو مركز المناطق الاقتصادية لمدينة الرياض لاستكمال البناء المؤسسي والخطة الإستراتيجية    نائب وزير "البيئة" يفتتح فعاليات النسخة الرابعة من المعرض السعودي الدولي للمنتجات العضوية "بيوفاخ السعودية 2025"    فيروس البيروقراطية    رجال أمن الحرمين قصص نجاح تروى للتاريخ    لكي لا يمسخ الذكاء الاصطناعي وعي الإنسان    مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى (11243) نقطة    140 جلسة في مؤتمر ومعرض الحج لمناقشة تطوير خدمات ضيوف الرحمن    وزير الحج والعمرة: "نسك".. من الفكرة إلى الخطة لتيسير رحلة ضيوف الرحمن    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير فرع الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بالمنطقة    برعاية ولي العهد.. وزارة العدل تنظم المؤتمر العدلي الدولي الثاني 23 نوفمبر في الرياض    مذكرة تفاهم ثلاثية لتأسيس محفظة تنموية ب300 مليون ريال لخدمة ضيوف الرحمن    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ذاكرة بصرية لتأريخ الحج وعمارة الحرمين    انطلاق مؤتمر ومعرض الحج 1447 تحت شعار من مكة إلى العالم    مدير ابتدائية مصعب بن عمير يكرم طلاب الخطة العلاجية    رئيس الشؤون الدينية التركي يشيد بعناية المملكة بضيوف بيت الله الحرام    زلزال بقوة 3ر5 درجة يضرب جنوب تايوان    جمعية رؤية تختتم برنامج الإلقاء والخطابة للأطفال ذوي الإعاقة 2025    الهوية السعودية بين الموروث والثقافة السعودية في جلسة حوارية ضمن مبادرة الشريك الأدبي    استقرار سعر الدولار    قوات الاحتلال تواصل اقتحامها للمدن والبلدات الفلسطينية    تحت رعاية ولي العهد.. تدشين النسخة الافتتاحية من منتدى «TOURISE»    ويتكوف وكوشنر اليوم في إسرائيل.. تحرك أمريكي لبحث أزمة مقاتلي حماس في رفح    شجار زوجين يؤخر إقلاع طائرة    لص يقطع أصبع مسنة لسرقة خاتمها    إسلام آباد تبدي استعدادها لاستئناف الحوار مع كابل    بعد ختام ثامن جولات «يلو».. العلا يواصل الصدارة.. والوحدة يحقق انتصاره الأول    استعداداً لوديتي ساحل العاج والجزائر قبل خوض كأس العرب.. لاعبو الأخضر ينتظمون في معسكر جدة    «إثراء» يستعرض المشهد الإبداعي في دبي    مغنية افتراضية توقع عقداً ب 3 ملايين دولار    الثقافة تصعد جبال طويق    عبر 11 لعبة عالمية.. SEF أرينا تحتضن البطولة الكبرى للدوري السعودي للرياضات الإلكترونية    ارتفاع تحويلات الأجانب    إنفاذًا لأمر خادم الحرمين الشريفين.. رئيس هيئة الأركان العامة يُقلِّد رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة    إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين.. منح رئيس «الأركان» الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز    العلاقة الطيبة بين الزوجين.. استقرار للأسرة والحياة    النوم بعد الساعة 11 مساء يرفع خطر النوبات    المقارنة الاجتماعية.. سارقة «الفرح»    «الغذاء والدواء»: إحباط دخول 239 طناً من الأغذية الفاسدة    في الشباك    فهد بن سلطان: هيئة كبار العلماء لها جهود علمية ودعوية في بيان وسطية الإسلام    أمير نجران يلتقي مدير فرع «عقارات الدولة»    مستشفى الملك فهد بالمدينة صديق للتوحد    العُيون يتصدر دوري أندية الأحساء    الاتفاق بطلاً للمصارعة    تناولوا الزنجبيل بحذر!    تعزيز تكامل نموذج الرعاية الصحية الحديث    على وجه الغروب وجوك الهادي تأمل يا وسيع العرف واذكر الأعوام    معجم الكائنات الخرافية    الأهلي يتوج بالسوبر المصري للمرة ال 16 في تاريخه    فيفا يُعلن إيقاف قيد نادي الشباب    15 شركة صحية صغيرة ومتوسطة تدخل السوق الموازي    انطلاق مناورات "الموج الأحمر 8" في الأسطول الغربي    الشرع في البيت الأبيض: أولوية سوريا رفع قانون قيصر    أمير تبوك يستقبل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يوسف بن سعيد    هنأت رئيس أذربيجان بذكرى يومي «النصر» و«العلم».. القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة صباح جابر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمن القومي العربي مهدد منذ غزو العراق الكويت
الخبير الاستراتيجي اللواء علي حفظي ل اليوم :
نشر في اليوم يوم 12 - 03 - 2003

أكد اللواء علي حفظي الخبير الاستراتيجي بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية العليا على ضرورة تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية الرسمية وغيرها للتأثير على الرأي العام الأمريكي والغربي لمناهضة التحركات والمواقف الأمريكية.
وطالب بوجود رؤية مستقبلية استراتيجية لبناء الامن القومي العربي من جديد عن طريق إعلاء المصالح القومية على المصالح الذاتية والتضامن الاقتصادي والعسكري والسياسي العربي وإيجاد روح الديمقراطية التي تنبع من داخل وطننا العربي جاء ذلك في حواره ل "اليوم". الذي تحدث فيه عن العديد من القضايا المتعلقة بالأحداث الراهنة ورؤيته المستقبلية وتوقعاته كخبير عسكري لما تؤول إليه الخريطة السياسية في المنطقة.
للأسف لا
@ بداية هل العرب لديهم فكر استراتيجي؟
* للأسف الكيان العربي على مدى تاريخه وحتى هذه اللحظة لم ينجح في إيجاد رؤى استراتيجية ومما يعيب الكيان العربي أن الفردية تطغى على العمل الجماعي ونجد أن المشاكل الداخلية تحد من الرؤية المستقبلية والآخرون وضعوا هذا في مخططهم بحيث توجد الفرقة بين العرب مما يتيح للأطراف الأخرى تحقيق مصالحها دون عوائق امام توجهاتهم ومن هنا نتمنى ان ننجح وان تكون لدينا رؤى استراتيجية عربية لان معظم سياساتنا كجانب عربي تكون سياسات واستراتيجيات رد فعل فقط.
@ كيف نوحد هذه الرؤية الاستراتيجية؟
* لا بد أن نتحد في الرؤية الاستراتيجية وقد نختلف في بعض الأمور الأخرى والى الآن الجامعة العربية ما زالت قراراتها في الجانب التنفيذي محدودة وهذا المشكلة الرئيسية امام هذه الرؤية.
نعم صحيح
@ هل تعتقد أن الامن القومي العربي اصبح محفوفاً بالخطر؟
* الامن القومي العربي معرض للخطر مع بداية صعوبة الحلول للمشكلة الفلسطينية وبالذات مع بداية التسعينات خاصة مع احتلال دولة عربية لأخرى عربية مما حطم القيم العربية فكيف نحافظ على امتنا ودولة منا تحاول الاحتلال لشقيقة؟ وتهددها وبدأ الامن القومي العربي في الخطر منذ ذلك الحين وما اعقب ذلك من تواجد قوات أجنبية في المنطقة وانحراف المسيرة السلمية في القضية الفلسطينية واليوم وصلنا إلى مرحلة أن القوة الأمريكية تسعى لاحتلال دولة عربية وتعيد الترتيبات في المنطقة لمصالحها في المنطقة العربية والشرق الأوسط وهذه الأزمات بالتأكيد تشكل تهديدا للأمن القومي العربي وإذا لم ننظر بعين المستقبل فسنضيع جميعاً.
@ كيف تتم صياغة أمن قومي عربي في الفترة الراهنة لمواجهة هذه التحديات؟
* لو استطعنا ان نتعرف على التهديد الوارد علينا سنقدر على مجابهته ولكن ما المطلوب للأمن القومي العقد القادم على الأقل وما أهدافه وما هي الأطراف الأخرى وتأثيرها؟ وعندما تتواجد هذه الأمور لا بد أن نتعرف على دائرة المصالح والتأثيرات فهناك المصلحة الذاتية والتأثيرات المحلية عليها والمصلحة الوطنية والتأثيرات الدولية من سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وامنية والمصلحة القومية والتأثيرات الإقليمية والمطلوب في المرحلة الراهنة أن تتغلب المصلحة القومية على الوطنية والذاتية وإذ نجح الجانب العربي في أن تبرز هذه الوجهة في فكره وحركته السياسية بالتأكيد سيوجد المناخ الأكثر ملائمة لتحقيق الامن القومي وسيكون هناك شقان الأول كيف نقلل من صعوبة الوضع الراهن ويكون بتخطيط للخروج من الأزمة الحالية ثم المستقبل القريب والمتوسط ثم البعد ويأتي هذا من خلال الرؤى العربية التي درست الموقف بأبعاده وعلى أساسه يتم اتخاذ القرارات اللازمة الأمر الثاني هو الفاعلية ولها اوجه كثيرة جانب سياسي وعسكري واقتصادي فإذا تم التعاون تم تقدير للموقف ومن هنا نطالب بوجود كيان اقتصادي عربي.
لا نظرة مستقبلية
@ ما الذي يحول دون ذلك؟
* ان كل دولة عندما تقيم المصالح تختلف الموازين لديها مما يصعب معه وجود قرار واحد. أن كل الدول لديها رؤية للمستقبل كيف تحقق مصالحها أما نحن فالاسف لا توجد نظرة مستقبلية وبالتالي السياسات العربية ردود أفعال نتيجة الفردية وعدم وجود قناعة لدى الكل أن أي تغيير للأمن القومي ونجد بعض الرؤى في تقييمها للأمور تتخيل أنها بعيدة عن المشكلة ولكن لا يوجد في العالم أي كيان يستطيع أن يتعايش مع العالم دون أن يكون له قوة.. والوطن العربي لديه من المقومات السياسية والاقتصادية والعسكرية ما يجعل هذا الكيان قوياً ولكن الفردية والتجزأة والنظرة القبلية في تقييمها الأمور هي للأسف تحد كثيراً من تفعيل وجود حركة وسياسات فاعلة في المجتمع الدولي الذي لا يحترم الا القوي.
@ نملك المقومات نعم ولكن لا توجد الإرادة السياسية؟ أليس كذلك؟
* الإرادة هي تحرك ولكن قبل الإرادة لا بد من القناعة أن أي تأثير في المنطقة سيكون له تأثيرات على الأطراف الأخرى.
@ هل تعتقد ان الحرب أصبحت قائمة لا محالة؟
* سأجيب بسؤال هل أمريكا تسعى للتواجد في العراق ام لا؟ فليست الحرب هي الهدف ولكن التواجد بما يساعد في تحقيق مصالحها وأهدافها، فإذا نجحوا في التواجد دون حرب وهم يحاولون وجود مبررات للتواجد وهل لو صدام ترك العراق بمبادرة منه هل لن تتواجد القوات الأمريكية في العراق؟ لا ولكن التواجد سيساعد في تحقيق الأهداف فهل تتخيل أن يحرك كل هذه القوات بلا هدف؟ ولكن اذا لم ينجح في التواجد بشكل ما دون التورط في عمليات عسكرية ففي النهاية سيتواجد بالعمليات العسكرية ولكن بدونها ستكون المميزات افضل له لانه سيقلل الخسائر.
@ بماذا توحي المؤشرات الراهنة بتواجده بالقوة ام لا؟
* المرحلة الراهنة يوجد الكثير من الأطراف تسعى الى ان تجابه القرار الأمريكي المتفرد والذي يحاول فيه الهيمنة فهناك نوع من المقاومة وامريكا توجه رسائل إلى القوى الأخرى في العالم مثل فرنسا وألمانيا وروسيا والصين بما معناه ان أمريكا ستظل القوة الأكبر في القرن القادم او كما تسمى بالإمبراطورية الأمريكية خلفاً للإمبراطورية البريطانية ولذلك نجد التوافق بين بريطانيا وامريكا بخلاف الأطراف الأخرى.
@ هل هذا هو السبب في عدم التوحد في الاتحاد الأوروبي إلى الآن؟
* نعم نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إيجاد نوع من الفرقة من خلال هذه الأزمة واليوم تضغط على الأطراف الأخرى التي تحاول ان تقاوم لانه لو فرض الوضع القادم فسيفرض أمورا أخرى بعد ذلك.
النفط أولا
@ من وجهة نظركم ما الأهداف الاستراتيجية للتواجد الأمريكي في المنطقة؟
* اولاً السيطرة على مصادر النفط العراقي في المنطقة حيث ان الولايات المتحدة تعتمد على 75% من أجمالي ما تستورده من منظمة الأوبك ولان الدراسات المستقبلية المرتبطة بالنفط قد أبرزت ان معدلات استهلاك الوقود خلال العقدين القادمين في تزايد مستمر وبنسبة عالية وأن هناك على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية تزايد في الفجوة بين الإنتاج المحلي والكميات المستوردة من البترول وهي في احتياج للنفط في المستقبل وان هذه العملية تعمل على إعادة رسم الخرائط السياسية في منطقة الشرق الأوسط وابراز ملامح القوة الأمريكية والتفوق العسكري الأمريكي كذلك تسعى إلى الاستفادة الاقتصادية من خلال انتعاش صناعة السلاح والإقدام على شراء الأسهم وتدفق الاستثمارات إلى جانب تحقيق أرباح كبيرة في قطاع الإعلام كما تسعى إلى إحلال نظام عراقي حاكم جديد لا يمانع في هذا الوجود ولا يدفع القوات العراقية إلى مقاومته.
@ ذكرت ان من الأهداف السعي لإزالة النظام القائم الا ترى أن صدام حسين كان اكبر خادم للسياسات الأمريكية في المنطقة؟
* في إطار المصالح صدام كان يحقق المصالح الأمريكية في مرحلة ما من الزمن وهذه المرحلة تغيرت الآن بالعكس هو اصبح غير صالح في المرحلة القادمة ومن ثم فتغييره مطلوب.
مصر وإسرائيل
@ ماذا عن القراءة المستقبلية للسيناريوهات القادمة خاصة ان البعض يقول ان اسرائيل من الممكن أن تشتبك مع مصر وهل الامن المصري الآن في ثبات خاصة ان البعض يقول أنه يوجد 40 ألف جندي أمريكي في مصر؟
* تقدير الأمور الاستراتيجية لا ينبئ إلا على معلومات مؤكدة والكثير يطرح فكرة الحرب ولكنها اخر أداة لتحقيق المصالح اذا فشلت كل الوسائل، فما الدافع لحرب اسرائيل مع مصر الآن رغم إبرام اتفاقية سلام فأطروحة الحرب يجب قبل أن تطرح أن تكون مدروسة الأبعاد كلها وهذه الأطروحة غير سليمة بسبب أن المشكلة الآن الفلسطينية أهم ومستقبلها مع المتغير الراهن وهل تفكير حلها طبقاً للأطروحة القديمة بأن تذوب المشكلة الفلسطينية مع الأردن والعراق بعد ترتيب الوضع الحالي باعتبار إنها تحتاج لدراسة القضية من المتعايشين مع القضية اكثر والخطورة الآن التصور الأمريكي الإسرائيلي لحل هذه القضية فأمريكا تقول بإيجاد دولة مجاورة لإسرائيل ولكن أين؟ وهل التواجد الأمريكي في العراق سيساعد في إعادة ترتيب الخريطة في المشرق العربي ام لا؟ فالمطلوب الاستفادة بدراسات المراكز الاستراتيجية والسياسية حتى تتضح الأمور للمواطن العربي حتى يشارك مع دولته.
شكل جديد
@ هل ممكن ان يتم الانسحاب العربي من الأمم المتحدة كورقة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية؟
* المنظومة الحالية في الإدارة الأمريكية قد تلجأ في المستقبل إلى ايجاد شكل جديد للمؤسسات الدولية بما يخدم مصالحها في القرن القادم فهل نساعدها على ذلك؟ ونخدم سياستها؟ بالعكس عندما نجد لانفسنا موقعا نستطيع من خلاله ان نعبر ونوجد شكلا من أشكال التواجد في المجتمع الدولي ولكن كيف تفعل هذه الدول، وما الأدوات التي بها يتم التفعيل للأمم المتحدة ومجلس الامن. وكيف نوثق العلاقة اكثر؟ واعتبر ان الانسحاب من الأمم المتحدة هروب من المشكلة وليس حلاً، فالانعزال عن المجتمع الدولي خطأ كبير فالأمم المتحدة أداة من أدواتنا ولكن لا بد من تفعيلها.
@ كيف يتم ذلك؟
* هذا مرتبط بالعلاقات الطيبة مع الأطراف الدولية واعتقد أننا ناجحون في هذا الشأن على حد كبير وفي نفس الوقت يكون هناك توافق عربي وتضامن في التوجهات التي نوجهها للأطراف الأخرى.
@ هل من الممكن ان يتم ذلك مع هذه الهيمنة الأمريكية على الأمم المتحدة؟
* الوضع الحالي يعطينا مؤشرات تجاه الولايات المتحدة وتحاول في الجانب الآخر إيجاد نوع من الهيمنة ولكن الأطراف الأخرى تقاوم.
@ هل هذا يشير إلى عدم وجود القطب الواحد في العالم؟
* القطب الواحد موجود وسيتواجد لفترة قادمة لان أمريكا هي الدولة الوحيدة التي لديها كل مقومات القوة العظمى بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والعسكرية. ولا يوجد طرف قريب منها خلال الفترة القريبة القادمة ولكن الأطراف الأخرى تسعى لابراز نوع من المقاومة او سيتم ذلك خلال العقدين التاليين إلى أن تتوافر الظروف لها فأمريكا الآن استغلت الأحداث الأخيرة انطلاقا من استراتيجية الطرق على الحديد الساخن لتحقيق اكبر قدر من مصالحها، والأطراف الأخرى لا تريد ان تكون تابعة فهي تقاوم.
@ ماذا تفسر تبعية بريطانيا للولايات المتحدة؟
* بريطانيا تعتبر أمريكا الامتداد الطبيعي لها او الابن الأكبر لان أساس نشأة أمريكا هو الكيان الإنجليزي لدرجة انه يوجد نوع من التفرقة العنصرية الداخلية في أمريكا ويعتبرون أن الانجلو ساكسون لا بد أن يتولوا القيادة داخل أمريكا لان أمريكا خليط من الجنسيات والشعوب.
مستقبل
@ كيف ترى مستقبل الجامعة العربية اذا لم تصمد امام هذه الأزمة؟
* عمرو موسى من الأكفاء ولديه استراتيجية واضحة للأمور ولديه من الشجاعة والفاعلية ما يساعده على تنشيط الحركة العربية والفترة التي تولى فيها قصيرة ولكنه حاول تفعيلها بشكل ما واعتقد لو استمر لفترة قادمة سيساعد في الحد من السلبيات الموجودة في الجامعة وأيضا لا بد من تفعيلها اكثر.
@ هل ترى أن من الممكن أن تشترك اسرائيل في الحرب ضد العراق لو حدثت الضربة الأمريكية؟
* لو تعرضت اسرائيل هذه المرة لأي اعتداء من الجانب العراقي سترد.. اسرائيل الان رتبت أوضاعها على هذا الأساس.
الوقت صعب
@ هل ما زال العراق لديه الآلية التي بها يهاجم اسرائيل؟
* اعتقد لا في الوقت الراهن صعب جداً ولذلك الاشتراك الإسرائيلي مع الأمريكان قد يكون في مجال المعلومات والاستخبارات ولكن كفاعلية قوات واستخدامها فالجانب الأمريكي واع لهذه الجزئية وهي عدم اشتراك اسرائيل لانه اذا كان الناس غير راضين عما تفعله أمريكا فماذا لو تمت مشاركة اسرائيل.
@ هل تتوقع أن يلجأ صدام حسين إلى الخيار الشمشوني وتفجير آبار البترول لو تم الهجوم؟
* اعتقد أن الجانب الأمريكي اذا هاجم العراق فسيكون الوصول إلى تأمين حقول النفط من المهام الأولى ولذلك فهم يدربون القوات الخاصة التي تقوم بالعمليات السريعة التي تحد من الخسائر بأقل ما يمكن ولن يسمح الأمريكان لتدميرها بالكامل وهذا جزء من الفكر العسكري الأمريكي.
@ هل تعتقد أن يلجأ العراق إلى محاولات ضرب دول الجوار؟
* لا اعتقد هذا لان الظروف الراهنة مختلفة تماماً المناطق العازلة وهذا الحشد للقوات يحول دون ذلك وغاية ما يمكن أن يفعله أن يقوم بالدفاع عن المدن ولن يحارب بالخارج لانه لو حارب خارج المناطق الكثيفة التي يمكن ان تختفي فيها القوات لا يجرؤ على مثل هذه العمليات في هذه المرحلة وسيركز على المقاومة للقوات القادمة وسيكون الفكر العراقي متجهاً إلى تكبيد القوات المهاجمة اكبر الخسائر لانه لن يترك البلد تحتل بسهولة.
@ ماذا عن إمكانية وجود قرضاي آخر في العراق؟
* الأمريكان في المرحلة القادمة يريدون ايجاد منظمة حكم ليست ديكتاتورية لان انظمة الحكم الديكتاتورية تجعل الشعوب غير راضية وتسعى الى ان يكون هناك نوع من التوازن بين الشعوب وحكامها ومن مصلحة امريكا ان تتحقق مصالحها دون ان يكون هناك خلافات كبيرة بين الانظمة والشعوب والطرف الامريكي يدرس الحالات الاجتماعية في الدول ويكون على اساسها رؤى وهل الشارع العربي راض عن الانظمة الموجودة ام لا؟ ومن مصلحة امريكا ان يحظى برضاء الشارع العربي.
وهم الديموقراطية
@ الى أي مدى يمكن ان توجد امريكا انظمة ديمقراطية هل هذا يأتي من امريكا ام ينبغي ان يكون نابعاً من الشعوب نفسها؟
* يجب ان يكون نابعاً من الشعوب، انا ضد ان تكون الانظمة ديمقراطية من خلال طرف خارجي فمثلاً لو قالت الجامعة العربية للشعب العراقي الحرية خلال سنة او سنتين لاختيار النظام ويتغير من داخل العراق بمساعدة الجامعة العربية؟ ولكن للاسف أي نظام من الصعب عليه ان يتقبل التنازل. وبالفعل نحن بحاجة إلى ديمقراطية صحيحة من داخلنا.
@ سؤالي الاخير عن توقعاتك لرسم الخريطة السياسية في المنطقة اذا وقعت الكارثة؟
* لو تم التواجد الامريكي سواء بالضرب او غيره اولاً شكل النزاع العربي الاسرائيلي سيختلف عن الشكل الحالي وسيحفز اسرائيل على اتباع المزيد من سياسات القمع والعدوان واستخدام القوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني والتركيز على سياسات فرض الامر الواقع دون اعتبار للشرعية الدولية. الامر الثاني ان ايران ستكون محاصرة من امريكا واما ان تطور علاقاتها بحيث يتولى الاصلاحيون زمام الامور والا ستتعرض لمشكلات كبيرة كما ان هذه الازمة سيكون لها تداعيات كثيرة مثل فقد الثقة لدى حكومات وشعوب المنطقة في المصداقية الدولية وشرعيتها في التوجهات السلمية التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار بالمنطقة وكما انه سيتم التأثير على الاوضاع الداخلية في بعض الدول واثارة القلاقل والفوضى وتزيد اعمال العنف الداخلي نتيجة ازدياد كراهية الشعوب للولايات المتحدة وستهتز صورة التضامن العربي ومن الانقسامات العربية ومن الزعزعة في قدرات النظام العربي والقوى الدولية وكذلك سيكون هناك تأثيرات اقتصادية تؤثر بالسلب على المنطقة وهذا الامر يتطلب تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية للتأثير على الرأي العام الامريكي والغربي والوقوف بقوة بجانب الاطراف الدولية الرافضة للتحركات والمواقف الامريكية والبريطانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.