مركز التحكيم الرياضي السعودي يستقبل طلاب القانون بجامعة الأمير سلطان    أميركا توافق على تزويد أوكرانيا بقطع غيار لمقاتلات أف-16 وتدريب طياريها    العطية يتصدر المرحلة الأولى من رالي السعودية    سجن بفرنسا يطلق عن طريق الخطأ سراح نزيل مدان بسبب تشابه الأسماء    جمعية خويد تختتم برنامج "محترف" بحفل نوعي يحتفي بالفنون الأدائية ويعزز الانتماء الثقافي    عقب فوزه على الشباب بثلاثة أهداف ... قوميز يمنح لاعبي الفتح راحة استعدادًا لمواجهة الوحدة    العطية يتصدر المرحلة الأولى من رالي السعودية.. والواجهة البحرية تستقبل الفائزين غداً    مانشستر سيتي يهزم وولفرهامبتون ويصعد للمركز الثالث مؤقتاً    القادسية يقسو على الخلود برباعية في دوري روشن للمحترفين    الصين تعفي ربع سلع أميركا من الرسوم الجمركية    وزارة الحج: العقوبات المقررة على مخالفي أنظمة وتعليمات الحج تُطبَّق على كل مخالف بلا استثناء    حرس الحدود بتبوك يحبط تهريب 29,229 كجم «حشيش»    الاتفاق يتغلب على الخليج بثنائية في دوري روشن للمحترفين    البرلمان العربي يدين الغارات التي شنها كيان الاحتلال مستهدفًا محيط القصر الرئاسي السوري    مجموعة الدكتور سليمان الحبيب تطلق فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لعلاج العقم    طلاب التعليم العام وأولياء أمورهم يدافعون عن التزامهم وحضورهم للمدارس بالأرقام    قطاع ومستشفى المجاردة الصحي يُفعّل مبادرة "إمش 30"    ذخيرة الإنسان الأخيرة" يخطف الأضواء في الطائف    أمير تبوك يستقبل رئيس لجنة جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز    نائب أمير منطقة مكة يشهد حفل التخرج الموحد للتدريب التقني والمهني    بلدية محافظة الأسياح تشارك في أسبوع البيئة    أرفى تطلق فعاليات التوعية بالتصلب المتعدد من كورنيش الخبر    وفد وزاري يناقش الخطط التنفيذية مع صحة جازان    إمام المسجد الحرام: البلايا سنة إلهية وعلى المؤمن مواجهتها بالصبر والرضا    إمام المسجد النبوي: الاشتغال بما لا يعني سببٌ للتعاسة ومصدرٌ للخصومات والندامة    أمير القصيم يشيد بجهود جمعية "كبدك" في تنمية مواردها المالية ويثني على أدائها المميز    مغادرة أولى رحلات "طريق مكة" من إندونيسيا عبر مطار جاواندا الدولي إلى المملكة    محرز: الأهلي يجب أن يستغل الفرصة    "الراجحي" يحصل على الماجسير مع مرتبة الشرف    الهلال الأحمر بالشرقية يدشّن مشروع "معاذ" للسلامة الإسعافية بجسر الملك فهد    524 جهة عارضة من 20 دولة في أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2025    "العليان" يحتفي بتخرج نجله    مدير منظمة الصحة العالمية: وضع غزة كارثي ومليونا شخص يعانون من الجوع    نائب أمير المنطقة الشرقية يرعى تخريج الدفعة 46 من طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل    أمير المدينة المنورة يرعى حفل تخريج الدفعة السابعة من طلاب وطالبات جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    ذواتنا ومعضلة ثيسيوس    الترجمة الذاتية.. مناصرة لغات وكشف هويات    نظام جديد للتنبؤ بالعواصف    أرقام آسيوية تسبق نهائي الأهلي وكاواساكي    في إلهامات الرؤية الوطنية    المملكة نحو الريادة العالمية في صناعة الأدوية    غزة.. حصار ونزوح    تراجع الديمقراطية في أمريكا يهدد صورتها الدولية    سكرتير الأديان في بوينس آيرس: المملكة نموذج عالمي في التسامح والاعتدال    بريطانيا تنضم للهجمات على الحوثيين لحماية الملاحة البحرية    إطلاق 22 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في متنزه البيضاء    أمير تبوك: خدمة الحجاج والزائرين شرف عظيم ومسؤولية كبيرة    مدير الجوازات يستقبل أولى رحلات المستفيدين من «طريق مكة»    خلال جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية.. إندونيسيا وروسيا تفضحان الاحتلال.. وأمريكا تشكك في الأونروا    عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»    أمير الشرقية يثمن جهود الموارد في إطلاق 6 فرص تنموية    انخفاض وفيات حوادث الطرق 57 %    845 مليون ريال إيرادات تذاكر السينما في السعودية خلال عام    أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    واشنطن تبرر الحصار الإسرائيلي وتغض الطرف عن انهيار غزة    أمير منطقة جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    نائب أمير مكة يطلع على التقرير السنوي لمحافظة الطائف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمن القومي العربي مهدد منذ غزو العراق الكويت
الخبير الاستراتيجي اللواء علي حفظي ل اليوم :
نشر في اليوم يوم 12 - 03 - 2003

أكد اللواء علي حفظي الخبير الاستراتيجي بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية العليا على ضرورة تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية الرسمية وغيرها للتأثير على الرأي العام الأمريكي والغربي لمناهضة التحركات والمواقف الأمريكية.
وطالب بوجود رؤية مستقبلية استراتيجية لبناء الامن القومي العربي من جديد عن طريق إعلاء المصالح القومية على المصالح الذاتية والتضامن الاقتصادي والعسكري والسياسي العربي وإيجاد روح الديمقراطية التي تنبع من داخل وطننا العربي جاء ذلك في حواره ل "اليوم". الذي تحدث فيه عن العديد من القضايا المتعلقة بالأحداث الراهنة ورؤيته المستقبلية وتوقعاته كخبير عسكري لما تؤول إليه الخريطة السياسية في المنطقة.
للأسف لا
@ بداية هل العرب لديهم فكر استراتيجي؟
* للأسف الكيان العربي على مدى تاريخه وحتى هذه اللحظة لم ينجح في إيجاد رؤى استراتيجية ومما يعيب الكيان العربي أن الفردية تطغى على العمل الجماعي ونجد أن المشاكل الداخلية تحد من الرؤية المستقبلية والآخرون وضعوا هذا في مخططهم بحيث توجد الفرقة بين العرب مما يتيح للأطراف الأخرى تحقيق مصالحها دون عوائق امام توجهاتهم ومن هنا نتمنى ان ننجح وان تكون لدينا رؤى استراتيجية عربية لان معظم سياساتنا كجانب عربي تكون سياسات واستراتيجيات رد فعل فقط.
@ كيف نوحد هذه الرؤية الاستراتيجية؟
* لا بد أن نتحد في الرؤية الاستراتيجية وقد نختلف في بعض الأمور الأخرى والى الآن الجامعة العربية ما زالت قراراتها في الجانب التنفيذي محدودة وهذا المشكلة الرئيسية امام هذه الرؤية.
نعم صحيح
@ هل تعتقد أن الامن القومي العربي اصبح محفوفاً بالخطر؟
* الامن القومي العربي معرض للخطر مع بداية صعوبة الحلول للمشكلة الفلسطينية وبالذات مع بداية التسعينات خاصة مع احتلال دولة عربية لأخرى عربية مما حطم القيم العربية فكيف نحافظ على امتنا ودولة منا تحاول الاحتلال لشقيقة؟ وتهددها وبدأ الامن القومي العربي في الخطر منذ ذلك الحين وما اعقب ذلك من تواجد قوات أجنبية في المنطقة وانحراف المسيرة السلمية في القضية الفلسطينية واليوم وصلنا إلى مرحلة أن القوة الأمريكية تسعى لاحتلال دولة عربية وتعيد الترتيبات في المنطقة لمصالحها في المنطقة العربية والشرق الأوسط وهذه الأزمات بالتأكيد تشكل تهديدا للأمن القومي العربي وإذا لم ننظر بعين المستقبل فسنضيع جميعاً.
@ كيف تتم صياغة أمن قومي عربي في الفترة الراهنة لمواجهة هذه التحديات؟
* لو استطعنا ان نتعرف على التهديد الوارد علينا سنقدر على مجابهته ولكن ما المطلوب للأمن القومي العقد القادم على الأقل وما أهدافه وما هي الأطراف الأخرى وتأثيرها؟ وعندما تتواجد هذه الأمور لا بد أن نتعرف على دائرة المصالح والتأثيرات فهناك المصلحة الذاتية والتأثيرات المحلية عليها والمصلحة الوطنية والتأثيرات الدولية من سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وامنية والمصلحة القومية والتأثيرات الإقليمية والمطلوب في المرحلة الراهنة أن تتغلب المصلحة القومية على الوطنية والذاتية وإذ نجح الجانب العربي في أن تبرز هذه الوجهة في فكره وحركته السياسية بالتأكيد سيوجد المناخ الأكثر ملائمة لتحقيق الامن القومي وسيكون هناك شقان الأول كيف نقلل من صعوبة الوضع الراهن ويكون بتخطيط للخروج من الأزمة الحالية ثم المستقبل القريب والمتوسط ثم البعد ويأتي هذا من خلال الرؤى العربية التي درست الموقف بأبعاده وعلى أساسه يتم اتخاذ القرارات اللازمة الأمر الثاني هو الفاعلية ولها اوجه كثيرة جانب سياسي وعسكري واقتصادي فإذا تم التعاون تم تقدير للموقف ومن هنا نطالب بوجود كيان اقتصادي عربي.
لا نظرة مستقبلية
@ ما الذي يحول دون ذلك؟
* ان كل دولة عندما تقيم المصالح تختلف الموازين لديها مما يصعب معه وجود قرار واحد. أن كل الدول لديها رؤية للمستقبل كيف تحقق مصالحها أما نحن فالاسف لا توجد نظرة مستقبلية وبالتالي السياسات العربية ردود أفعال نتيجة الفردية وعدم وجود قناعة لدى الكل أن أي تغيير للأمن القومي ونجد بعض الرؤى في تقييمها للأمور تتخيل أنها بعيدة عن المشكلة ولكن لا يوجد في العالم أي كيان يستطيع أن يتعايش مع العالم دون أن يكون له قوة.. والوطن العربي لديه من المقومات السياسية والاقتصادية والعسكرية ما يجعل هذا الكيان قوياً ولكن الفردية والتجزأة والنظرة القبلية في تقييمها الأمور هي للأسف تحد كثيراً من تفعيل وجود حركة وسياسات فاعلة في المجتمع الدولي الذي لا يحترم الا القوي.
@ نملك المقومات نعم ولكن لا توجد الإرادة السياسية؟ أليس كذلك؟
* الإرادة هي تحرك ولكن قبل الإرادة لا بد من القناعة أن أي تأثير في المنطقة سيكون له تأثيرات على الأطراف الأخرى.
@ هل تعتقد ان الحرب أصبحت قائمة لا محالة؟
* سأجيب بسؤال هل أمريكا تسعى للتواجد في العراق ام لا؟ فليست الحرب هي الهدف ولكن التواجد بما يساعد في تحقيق مصالحها وأهدافها، فإذا نجحوا في التواجد دون حرب وهم يحاولون وجود مبررات للتواجد وهل لو صدام ترك العراق بمبادرة منه هل لن تتواجد القوات الأمريكية في العراق؟ لا ولكن التواجد سيساعد في تحقيق الأهداف فهل تتخيل أن يحرك كل هذه القوات بلا هدف؟ ولكن اذا لم ينجح في التواجد بشكل ما دون التورط في عمليات عسكرية ففي النهاية سيتواجد بالعمليات العسكرية ولكن بدونها ستكون المميزات افضل له لانه سيقلل الخسائر.
@ بماذا توحي المؤشرات الراهنة بتواجده بالقوة ام لا؟
* المرحلة الراهنة يوجد الكثير من الأطراف تسعى الى ان تجابه القرار الأمريكي المتفرد والذي يحاول فيه الهيمنة فهناك نوع من المقاومة وامريكا توجه رسائل إلى القوى الأخرى في العالم مثل فرنسا وألمانيا وروسيا والصين بما معناه ان أمريكا ستظل القوة الأكبر في القرن القادم او كما تسمى بالإمبراطورية الأمريكية خلفاً للإمبراطورية البريطانية ولذلك نجد التوافق بين بريطانيا وامريكا بخلاف الأطراف الأخرى.
@ هل هذا هو السبب في عدم التوحد في الاتحاد الأوروبي إلى الآن؟
* نعم نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إيجاد نوع من الفرقة من خلال هذه الأزمة واليوم تضغط على الأطراف الأخرى التي تحاول ان تقاوم لانه لو فرض الوضع القادم فسيفرض أمورا أخرى بعد ذلك.
النفط أولا
@ من وجهة نظركم ما الأهداف الاستراتيجية للتواجد الأمريكي في المنطقة؟
* اولاً السيطرة على مصادر النفط العراقي في المنطقة حيث ان الولايات المتحدة تعتمد على 75% من أجمالي ما تستورده من منظمة الأوبك ولان الدراسات المستقبلية المرتبطة بالنفط قد أبرزت ان معدلات استهلاك الوقود خلال العقدين القادمين في تزايد مستمر وبنسبة عالية وأن هناك على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية تزايد في الفجوة بين الإنتاج المحلي والكميات المستوردة من البترول وهي في احتياج للنفط في المستقبل وان هذه العملية تعمل على إعادة رسم الخرائط السياسية في منطقة الشرق الأوسط وابراز ملامح القوة الأمريكية والتفوق العسكري الأمريكي كذلك تسعى إلى الاستفادة الاقتصادية من خلال انتعاش صناعة السلاح والإقدام على شراء الأسهم وتدفق الاستثمارات إلى جانب تحقيق أرباح كبيرة في قطاع الإعلام كما تسعى إلى إحلال نظام عراقي حاكم جديد لا يمانع في هذا الوجود ولا يدفع القوات العراقية إلى مقاومته.
@ ذكرت ان من الأهداف السعي لإزالة النظام القائم الا ترى أن صدام حسين كان اكبر خادم للسياسات الأمريكية في المنطقة؟
* في إطار المصالح صدام كان يحقق المصالح الأمريكية في مرحلة ما من الزمن وهذه المرحلة تغيرت الآن بالعكس هو اصبح غير صالح في المرحلة القادمة ومن ثم فتغييره مطلوب.
مصر وإسرائيل
@ ماذا عن القراءة المستقبلية للسيناريوهات القادمة خاصة ان البعض يقول ان اسرائيل من الممكن أن تشتبك مع مصر وهل الامن المصري الآن في ثبات خاصة ان البعض يقول أنه يوجد 40 ألف جندي أمريكي في مصر؟
* تقدير الأمور الاستراتيجية لا ينبئ إلا على معلومات مؤكدة والكثير يطرح فكرة الحرب ولكنها اخر أداة لتحقيق المصالح اذا فشلت كل الوسائل، فما الدافع لحرب اسرائيل مع مصر الآن رغم إبرام اتفاقية سلام فأطروحة الحرب يجب قبل أن تطرح أن تكون مدروسة الأبعاد كلها وهذه الأطروحة غير سليمة بسبب أن المشكلة الآن الفلسطينية أهم ومستقبلها مع المتغير الراهن وهل تفكير حلها طبقاً للأطروحة القديمة بأن تذوب المشكلة الفلسطينية مع الأردن والعراق بعد ترتيب الوضع الحالي باعتبار إنها تحتاج لدراسة القضية من المتعايشين مع القضية اكثر والخطورة الآن التصور الأمريكي الإسرائيلي لحل هذه القضية فأمريكا تقول بإيجاد دولة مجاورة لإسرائيل ولكن أين؟ وهل التواجد الأمريكي في العراق سيساعد في إعادة ترتيب الخريطة في المشرق العربي ام لا؟ فالمطلوب الاستفادة بدراسات المراكز الاستراتيجية والسياسية حتى تتضح الأمور للمواطن العربي حتى يشارك مع دولته.
شكل جديد
@ هل ممكن ان يتم الانسحاب العربي من الأمم المتحدة كورقة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية؟
* المنظومة الحالية في الإدارة الأمريكية قد تلجأ في المستقبل إلى ايجاد شكل جديد للمؤسسات الدولية بما يخدم مصالحها في القرن القادم فهل نساعدها على ذلك؟ ونخدم سياستها؟ بالعكس عندما نجد لانفسنا موقعا نستطيع من خلاله ان نعبر ونوجد شكلا من أشكال التواجد في المجتمع الدولي ولكن كيف تفعل هذه الدول، وما الأدوات التي بها يتم التفعيل للأمم المتحدة ومجلس الامن. وكيف نوثق العلاقة اكثر؟ واعتبر ان الانسحاب من الأمم المتحدة هروب من المشكلة وليس حلاً، فالانعزال عن المجتمع الدولي خطأ كبير فالأمم المتحدة أداة من أدواتنا ولكن لا بد من تفعيلها.
@ كيف يتم ذلك؟
* هذا مرتبط بالعلاقات الطيبة مع الأطراف الدولية واعتقد أننا ناجحون في هذا الشأن على حد كبير وفي نفس الوقت يكون هناك توافق عربي وتضامن في التوجهات التي نوجهها للأطراف الأخرى.
@ هل من الممكن ان يتم ذلك مع هذه الهيمنة الأمريكية على الأمم المتحدة؟
* الوضع الحالي يعطينا مؤشرات تجاه الولايات المتحدة وتحاول في الجانب الآخر إيجاد نوع من الهيمنة ولكن الأطراف الأخرى تقاوم.
@ هل هذا يشير إلى عدم وجود القطب الواحد في العالم؟
* القطب الواحد موجود وسيتواجد لفترة قادمة لان أمريكا هي الدولة الوحيدة التي لديها كل مقومات القوة العظمى بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والعسكرية. ولا يوجد طرف قريب منها خلال الفترة القريبة القادمة ولكن الأطراف الأخرى تسعى لابراز نوع من المقاومة او سيتم ذلك خلال العقدين التاليين إلى أن تتوافر الظروف لها فأمريكا الآن استغلت الأحداث الأخيرة انطلاقا من استراتيجية الطرق على الحديد الساخن لتحقيق اكبر قدر من مصالحها، والأطراف الأخرى لا تريد ان تكون تابعة فهي تقاوم.
@ ماذا تفسر تبعية بريطانيا للولايات المتحدة؟
* بريطانيا تعتبر أمريكا الامتداد الطبيعي لها او الابن الأكبر لان أساس نشأة أمريكا هو الكيان الإنجليزي لدرجة انه يوجد نوع من التفرقة العنصرية الداخلية في أمريكا ويعتبرون أن الانجلو ساكسون لا بد أن يتولوا القيادة داخل أمريكا لان أمريكا خليط من الجنسيات والشعوب.
مستقبل
@ كيف ترى مستقبل الجامعة العربية اذا لم تصمد امام هذه الأزمة؟
* عمرو موسى من الأكفاء ولديه استراتيجية واضحة للأمور ولديه من الشجاعة والفاعلية ما يساعده على تنشيط الحركة العربية والفترة التي تولى فيها قصيرة ولكنه حاول تفعيلها بشكل ما واعتقد لو استمر لفترة قادمة سيساعد في الحد من السلبيات الموجودة في الجامعة وأيضا لا بد من تفعيلها اكثر.
@ هل ترى أن من الممكن أن تشترك اسرائيل في الحرب ضد العراق لو حدثت الضربة الأمريكية؟
* لو تعرضت اسرائيل هذه المرة لأي اعتداء من الجانب العراقي سترد.. اسرائيل الان رتبت أوضاعها على هذا الأساس.
الوقت صعب
@ هل ما زال العراق لديه الآلية التي بها يهاجم اسرائيل؟
* اعتقد لا في الوقت الراهن صعب جداً ولذلك الاشتراك الإسرائيلي مع الأمريكان قد يكون في مجال المعلومات والاستخبارات ولكن كفاعلية قوات واستخدامها فالجانب الأمريكي واع لهذه الجزئية وهي عدم اشتراك اسرائيل لانه اذا كان الناس غير راضين عما تفعله أمريكا فماذا لو تمت مشاركة اسرائيل.
@ هل تتوقع أن يلجأ صدام حسين إلى الخيار الشمشوني وتفجير آبار البترول لو تم الهجوم؟
* اعتقد أن الجانب الأمريكي اذا هاجم العراق فسيكون الوصول إلى تأمين حقول النفط من المهام الأولى ولذلك فهم يدربون القوات الخاصة التي تقوم بالعمليات السريعة التي تحد من الخسائر بأقل ما يمكن ولن يسمح الأمريكان لتدميرها بالكامل وهذا جزء من الفكر العسكري الأمريكي.
@ هل تعتقد أن يلجأ العراق إلى محاولات ضرب دول الجوار؟
* لا اعتقد هذا لان الظروف الراهنة مختلفة تماماً المناطق العازلة وهذا الحشد للقوات يحول دون ذلك وغاية ما يمكن أن يفعله أن يقوم بالدفاع عن المدن ولن يحارب بالخارج لانه لو حارب خارج المناطق الكثيفة التي يمكن ان تختفي فيها القوات لا يجرؤ على مثل هذه العمليات في هذه المرحلة وسيركز على المقاومة للقوات القادمة وسيكون الفكر العراقي متجهاً إلى تكبيد القوات المهاجمة اكبر الخسائر لانه لن يترك البلد تحتل بسهولة.
@ ماذا عن إمكانية وجود قرضاي آخر في العراق؟
* الأمريكان في المرحلة القادمة يريدون ايجاد منظمة حكم ليست ديكتاتورية لان انظمة الحكم الديكتاتورية تجعل الشعوب غير راضية وتسعى الى ان يكون هناك نوع من التوازن بين الشعوب وحكامها ومن مصلحة امريكا ان تتحقق مصالحها دون ان يكون هناك خلافات كبيرة بين الانظمة والشعوب والطرف الامريكي يدرس الحالات الاجتماعية في الدول ويكون على اساسها رؤى وهل الشارع العربي راض عن الانظمة الموجودة ام لا؟ ومن مصلحة امريكا ان يحظى برضاء الشارع العربي.
وهم الديموقراطية
@ الى أي مدى يمكن ان توجد امريكا انظمة ديمقراطية هل هذا يأتي من امريكا ام ينبغي ان يكون نابعاً من الشعوب نفسها؟
* يجب ان يكون نابعاً من الشعوب، انا ضد ان تكون الانظمة ديمقراطية من خلال طرف خارجي فمثلاً لو قالت الجامعة العربية للشعب العراقي الحرية خلال سنة او سنتين لاختيار النظام ويتغير من داخل العراق بمساعدة الجامعة العربية؟ ولكن للاسف أي نظام من الصعب عليه ان يتقبل التنازل. وبالفعل نحن بحاجة إلى ديمقراطية صحيحة من داخلنا.
@ سؤالي الاخير عن توقعاتك لرسم الخريطة السياسية في المنطقة اذا وقعت الكارثة؟
* لو تم التواجد الامريكي سواء بالضرب او غيره اولاً شكل النزاع العربي الاسرائيلي سيختلف عن الشكل الحالي وسيحفز اسرائيل على اتباع المزيد من سياسات القمع والعدوان واستخدام القوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني والتركيز على سياسات فرض الامر الواقع دون اعتبار للشرعية الدولية. الامر الثاني ان ايران ستكون محاصرة من امريكا واما ان تطور علاقاتها بحيث يتولى الاصلاحيون زمام الامور والا ستتعرض لمشكلات كبيرة كما ان هذه الازمة سيكون لها تداعيات كثيرة مثل فقد الثقة لدى حكومات وشعوب المنطقة في المصداقية الدولية وشرعيتها في التوجهات السلمية التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار بالمنطقة وكما انه سيتم التأثير على الاوضاع الداخلية في بعض الدول واثارة القلاقل والفوضى وتزيد اعمال العنف الداخلي نتيجة ازدياد كراهية الشعوب للولايات المتحدة وستهتز صورة التضامن العربي ومن الانقسامات العربية ومن الزعزعة في قدرات النظام العربي والقوى الدولية وكذلك سيكون هناك تأثيرات اقتصادية تؤثر بالسلب على المنطقة وهذا الامر يتطلب تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية للتأثير على الرأي العام الامريكي والغربي والوقوف بقوة بجانب الاطراف الدولية الرافضة للتحركات والمواقف الامريكية والبريطانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.