عزيزي رئيس التحرير مما يثار في الآونة الاخيرة ما اصطلح على تسميته حوار الحضارات وموضوعه اي هذا الحوار ليس موضوعا واحدا كما حصل في معظم اقاليم العالم المتحضر بل شمل العديد من المواضيع التي تهم بالدرجة الاولى رجال الفكر والادب والاعلام الهادف. ولعل الملتقي لما يدور من حوارات ومحاضرات ومناظرات في وسائل الاعلام المختلفة نجده مهتما بما يدور اهتماما يتراوح بين كونه متلقيا صاحب رأي وبين كونه مستمعا لا غير وهذا التفريق المجازي بين متلق وآخر قصدنا به كون المتلقي هو محور ما يدور من نقاشات والا لاصبح كل حوار مرهونا بنفسه لا يتعداه الى الغير!اذا سوف نجد المتناظرين والمتحاورين يحسبون هذا الحساب فنجد بعضهم يخطب ود المتلقي بمعنى انه يهدف الى اقناعه بوجهة نظره وبغير ذلك سوف يسمى النقاش الذي يدور بين اثنين او اكثر في هذه الحالة نقاشا عقيما او دورانا في حلقة مفرغة.هذه المقدمة التي لم نتعمق في سردها واعتمدنا الوضوح في ايرادها قصدنا كما اتضح ان يكون لاي مناظرة هدف وثمرة ولنأخذ المناظرات بين الاديان والمذاهب لنرى انها قديمة منذ فجر التاريخ ولقد تسلح بها زعماء المذاهب مستعملين كل مالديهم من حجج وبراهين تدعم وجهة نظرهم وذلك كله لاضفاء الاصالة والشرعية على مايدينون به ويعتقدونه فيجتذبون الناس الى اعتناق ارائهم ولقد اسست اندية في دول الغرب لهذا الغرض فعلى سبيل المثال لا الحصر في الولاياتالمتحدةالامريكية ندوة حضرها حشد كبير ضم مختلف الجنسيات منها ان تناظر عالم مسلم مع عالم مسيحي واستمرت المناظرة عدة ساعات الى ان انهار العالم المسيحي امام الادلة الحاسمة التي ساقها العالم المسلم.واذا كان كان لنا نتطرق الى المناظرة اي مناظرة في حد ذاتها فلعل مما يجوز لنا قوله انها من افضل الطرق في حسم المنازعات او بلورة الافكار الصائب منها والمخطىء والبناء والهدام.ثم وممالا مسوغ لتجاهله كون المناظرات تجلو الكثير من الامور بما يطرح فيها من آراء متباينة تباينا نتيجته عند بلورته وضوح الرؤية لدى الكثيرين من الناس لقد اعتمد الحوار واعتمدت المناظرة من قبل الانبياء الذين هم هداة البشرية كنبي الله ابراهيم ابي الانبياء خليل الله ولدينا في الدين الاسلامي على كل حال امثلة عديدة على حوارات ونتائجها وما ادت اليه من اتجاهات وفعاليات على انه مادام ان الحجة هي المرتكز في الحوار فان مقارعة الحجة بالحجة هو الامر المطلوب بعيدا عن المهاترات والنيل من شخص المتحاور معنا.ان الاسلوب الحضاري هو المطلوب هنا وليس النيل من الطرف المقابل.اذا يتضح لنا ان ماهو اهم من الامور الاعتيادية ونعني به ما جاءت به الاديان قد اعتمد فيه الحوار كأسلوب للاقناع اولا ولحسم بعض الاشكاليات التي تعيق فهمنا للآخر وتعيق فهم الآخر لنا.اذا هناك ضمن اهداف الحوار والمناظرة هدف الالتقاء عند نقاط اتفاق قد تحسم نزاعا مستشريا او مستعصيا يحمل في جوهره اضرارا بعلاقة الانسان باخيه الانسان عند محجة الدين الذي هو في حقيقته بيان ما اشكل بقصد ان يسود الفهم الصحيح للدين الاسلامي فمن اهداف الحوار الذي ننشده ايضاح ما يحمله الدين الاسلامي للبشرية من هداية ورشاد وسعادة فيما انه قد يهدف الاخرون الى التشكيك واتباع الفرقة.اما الذي نفترق فيه نحن كمسلمين مع الآخرين فالسبيل الى ايضاحه هي اللقاءات الهادفة المتزنة في طرحها وجوهرها.ولاشك في ان الحوار المنشود في حقيقته هو حوار الحضارات لكونه السبيل الى وضوح الرؤية لدى قطاعات كثيرة من الناس ولئلا تظل الابواب مغلقة امام من ينشد الحقيقة فيما يطرح في اطار اللقاءات والحوارات بعامة. @@ الشيخ هشام عبدالواحد الخنيزي