أكثر من 15 ألف مستفيد من حملة "سلمان للإغاثة" لتحصين الأطفال ضد مرض الحصبة في اليمن    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية الإيراني المكلف    ضيوف خادم الحرمين للحجّ يوثقون "رحلة الحج" بهواتفهم ويبثّونها لذويهم    وفدٌ مجلس الشورى يقوم بزيارة إلى الهيئة الملكية بالجبيل    مراقب فلسطين لدى الأمم المتحدة يرحب بقرار مجلس الأمن الدولي وقف إطلاق النار في غزة    صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين يستعد لاستقبال الحجاج    فاطمة الغامدي تحصل على الماجستير في العلاقات العامة بتقدير ممتاز    الذهب يفقد بريقه والنفط فوق 80 دولاراً    اليوم.. التفويج "الأكبر" للحجاج من المدينة لمكة    جمعية تكامل الصحية تقيم مركزاً لاستقبال ضيوف الرحمن بالرياض    إصدار أكثر من 1000 شهادة امتثال للمباني وإزالة 18 ألف متر من المباني في الخبر    الديوان الملكي: وفاة صاحبة السمو الأميرة منيره بنت محمد بن تركي بن عبد العزيز    المملكة ترحب بتبنّي مجلس الأمن الدولي الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة    «أبل» تستعد لإبهار العالم بتحديثات كبيرة في مؤتمر المطورين    ارتفاع أسعار النفط إلى 81.63 دولارا للبرميل عند التسوية    الفرصة ما تزال مهيأة لهطول أمطار على مكة وجازان وعسير والباحة    ملامح تشكيل الأخضر أمام الأردن    بدء منع دخول المركبات غير المصرحة للمشاعر المقدسة    وزير الإعلام يدشن "ملتقى إعلام الحج" بمكة    بينالي الفنون الإسلامية 2025 بجدة    حمزة إدريس مساعداً إدارياً في الاتحاد    صّيف في الباحة تراها أروق    وزير الداخلية يتفقد المشاريع التطويرية في المشاعر    "الصحة": ارتفاع درجات الحرارة أكبر تحديات الحج    ربط رقمي لحوكمة إجراءات التنفيذ الإداري    اللامي ل«عكاظ»: ناظر سيعيد العميد لطريق البطولات    إلزام الجهات الحكومية بإضافة خدماتها في «توكلنا»    إثراء يفتح باب التسجيل في مبادرة الشرقية تبدع بنسختها الخامسة    هل يصبح عمرو دياب منبوذاً ويواجه مصير ويل سميث ؟    أمن الحج.. خط أحمر    تعزيز بناء الجدارات للمنشآت الصغيرة والمتوسطة بغرفة الشرقية    الرئيس التنفيذي للمساحة الجيولوجية يناقش التعاون الجيولوجي في كازاخسان    بأمر خادم الحرمين: استضافة 1000 حاج من ذوي شهداء ومصابي غزة استثنائياً    «الدفاع المدني»: تجنبوا الزحام وراعوا كبار السن في المسجد الحرام    لميس الحديدي تخطت السرطان بعيداً عن الأضواء    غزة.. مشاهد موت ودمار في «النصيرات»    للمعلومية    كأس العالم للرياضات الإلكترونية يطرح الحزمة الثانية لتذاكر البطولة    يتصدر بنسبة نمو 67 %.. " روشن".. قفزة نوعية في" السوشيال ميديا" عالمياً    توفير الوقت والجهد    وزير الداخلية يتفقد عددًا من المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة    نائب أمير مكة اطلع على المشاريع وخطط التشغيل.. المشاعر المقدسة.. جاهزية عالية لاستقبال ضيوف الرحمن    أمير المدينة يوجه باستمرار العمل خلال أيام إجازة عيد الأضحى    مريضات السكري والحمل    استثمار الوقت في الأنشطة الصيفية    " نبتة خارقة" تحارب تلوث الهواء    خط أحمر.. «يعني خط أحمر»    لماذا يشعر المتبرعون بالسعادة ؟!    إخراج امرأة من بطن ثعبان ضخم ابتلعها في إندونيسيا    وزير الداخلية يتفقد عدداً من المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة    الحج.. أمن ونجاح    الرئيس المتهم!    أندية المدينة.. ما هي خططك للموسم القادم ؟    "نادي نيوم" يتعاقد مع البرازيلي رومارينيو    البذخ يحتاج لسخافة !    ساحة المحاورة تحتاج إلى ضبط    الدفاع المدني يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية المتنقل "لا حج بلا تصريح" بجدة    عرض عسكري يعزز أمن الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مازلت تلميذاً في مدرسة الأمير محمد بن فهد و الأمير سعود بن نايف
الكاتب.. والمسئول .. حسن الجاسر ل اليوم:
نشر في اليوم يوم 09 - 01 - 2003

رغم مرور سنوات طوال, الا ان حادثة رحيل الام حين كان في السابعة من عمره, لاتزال تحز في نفس حسن علي الجاسر, صحيح ان رعاية الاب العميد علي بن جاسر عوضته الكثير, الا ان فقدان الحضن الدافئ للوالدة بقي جرحا في الذاكرة.
الجاسر الذي تولى فيما بعد عدة مناصب, بدأت بتوليه منصب مدير عام مكتب مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن السابق الدكتور بكر بن عبدالله بن بكر, وآخرها منصبه الحالي مدير مكتب صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية, الذي يعتبر ضيفنا نفسه تلميذا في مدرسته ومدرسة سمو نائبه, حيث تعلم في كل يوم من ايام ال15 عاما الماضية ما يثري عمله وسلوكه, خصوصا ما يتعلق بحوائج الناس.
ضيفنا الذي مارس وعلى مدى سنوات لقاء اسبوعيا كل ثلاثاء مع قراء (اليوم) يشكو من الناس من لا يفصلون بين كونه مسئولا وكاتبا, ويصرون على ممارسة اسقاط ما يكتبه على جوانب من وظيفته.. ويعترف: عارضت في بعض كتاباتي مواقف التزم بها بصفتي الرسمية.
ويخشى الجاسر الذي عمل في واحدة من احدى اعرق مؤسسات البلاد التعليمية من انه لو لم يتم بحث اوجه القصور والخلل (علنا) من خلال مناقشته بشفافية مع كل شرائح المجتمع ضمن رغبة اكيدة للتغيير والتطوير فسنكون في مكان متأخر بين الامم.. يقول: الخوف من الرؤى الاصلاحية والتطويرية لامكان له ولامبرر.
الجاسر الذي عمل امينا عاما لمجلس المنطقة الشرقية لا يلقي بكل اللوم على المسئولين الخدماتيين في المنطقة الشرقية, للقصور في بعض الخدمات, بل يرى ان الامكانيات المادية واولويات الميزانية تحول احيانا دون تنفيذ بعض المشاريع لصالح مشاريع اخرى تكون اكثر الحاحا.
ويطالب المثقفين ب(وضوح الهدف ليصل صوتنا للآخرين), ويتهمهم بعدم امتلاك مشروع.. وبالتشرذم الثقافي.. والشللية الاقليمية.
ما سبق كان اجزاء متفرقة من حوارنا مع الاستاذ حسن علي الجاسر.. المسئول.. الكاتب الصحفي.. والاب.. وفيه جوانب اخرى, ومواقف جميلة وحزينة, وبعضها فيه جوانب الفكاهة, خصوصا حين يروي الضيف كيف فشل في امريكا في صنع وجبة الكبسة رغم المكالمة الطويلة مع زوجته التي كانت موجودة في المملكة.. فإلى الحوار:
مدرسة الامير محمد بن فهد
@ ما الموقف المؤثر الذي تعلمت منه أثناء تعاملك مع سمو الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية؟
* سمو الأمير محمد بن فهد مدرسة وافرة الجوانب استمد ثراؤه الفكري من مدرسة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - وقد لا أكون مبالغا حين اقول انني وخلال السنوات الخمس عشرة التي عملتها مع سموه كنت أقتبس في كل يوم ما يثري عملي وسلوكي. ولكن اكثر المواقف المؤثرة هي تلك التي تتعلق بقضاء حوائج الناس خاصة الانسانية منها وكم تابع بنفسه الى اوقات متأخرة من الليل قضية مريض يحتاج الى نقل للمستشفى او اسرة سمع بحاجتها الى مساعدة عاجلة في مثل هذه المواقف يتجلى الجانب الانساني الرقيق في شخصية سموه.
وفي كل الاحوال مازلت تلميذاً في مدرسة سمو الأمير محمد بن فهد وسمو الامير سعود بن نايف.
الفرح الطفولي
@ منذ سنوات كتبت زاويتك في "اليوم" عن الفرح الطفولي الذي ينتاب الأب في علاقته بأبنائه وبالتحديد ابنتك "سمية" هل ما زالت هذه النظرة تحكم علاقتك بالابناء رغم مضي السنين.. هل تغير هذا الزمن الجميل؟
* في نظري ان من اجمل العلاقات التي تضيء دواخلنا وتمنحنا هذا الكم الهائل من الرضا عن النفس بعد علاقتنا بالخالق جل وعلا هذه المشاعر التي نتبادلها مع ابنائنا ولا انكر ان مشاغلنا كثرت وان لحظات الاستمتاع بصحبة الابناء قلت عن ذي قبل ولكنني مازلت انعم برابطة قوية وجميلة مع ابنائي ومازال الفرح الطفولي يكسو جلساتنا واستمتع بهم وبكل لحظة أتمكن من قضائها معهم.
خاصة ان شعور الاب دائما يرفض القبول بمقولة "العيال كبرت".
المسؤول والكاتب
@ في العديد من زواياك في "اليوم" طرحت رؤية نقدية اصلاحية لبعض اوجه القصور في الاجهزة والادارات.. هل تظن ان القارىء يستطيع الفصل بين المسؤول والكاتب.. ام ان العلاقة تتعلق بالصدق النفسي وحب الوطن؟
* عندما امارس الكتابة امارسها بصفتي الشخصية وبصفتي مواطنا تشرب حب هذا الوطن حتى الثمالة.. ولم انقل مكتبي في يوم من الايام الى زاويتي.. بل انني عارضت في بعض كتاباتي مواقف التزم بها بصفتي الرسمية.. ولكن بعض القراء يأبى الفصل بين الكاتب والمسؤول ويصر على ان يمارس اسقاطاته على ما يكتبه الكاتب.
الفساد والاخلاق
@ بين الفساد والأخلاق شعرة واحدة.. كيف نقلل من مساحة الفساد ونغلب الأخلاق في تعاملنا اليومي لنصبح مجتمعا فاعلا لخدمة المواطن؟ وهل تستطيع ان تدل الآخرين على هذه الشعرة التي تضيع من الآخرين سواء بقصد أو بدونه؟
* الفساد والتعامل اللاأخلاقي مع قضايا الناس ليس حكرا على بلادنا ولا على هذا العصر ولكن الصيغة التي اوردت بها سؤالك تشير الى ان الامر وصل حدا لا يحتمل وهنا اخالفك الرأي فما زال الخير موجودا ومازالت مخافة الله تسكن قلوب الكثيرين ممن ائتمنهم ولاة الامر على شؤون المواطنين والفرق بين الفساد والاخلاق ليس شعرة بل هاوية كبيرة لايتجرد الانسان من الاخلاق ويقع في الفساد الا بعد ان يتجرد من الكثير من مقوماته كإنسان مسلم واشك ان هناك فاسدا بدون قصد ما أعمى بصيرته عن رؤية الحق.
حرمان حنان الام
@ الطفولة هي الصفحة النقية داخل كل إنسان.. ما الموقف الرهيب الذي لا يبارح ذاكرتك منذ الطفولة ويدعوك باستمرار الى تذكرها سواء بفرح او الم او حزن او حتى بمحاولة النسيان؟
* من اكثر المواقف المؤلمة التي مرت بي في طفولتي ومازالت تطبع الكثير من ذكرياتي في مرحلة الطفولة وفاة والدتي "رحمها الله" وانا في السابعة من عمري لا انكر ان طفولتي كانت جميلة في جوانب اخرى الى حد ما في كنف والدي العميد متقاعد- علي بن جاسر "اطال الله عمره" الذي عوضني كثيرا عن فقد الوالدة ولكن فقدان الحضن الدافىء للوالدة بقي جرحا في الذاكرة.
خيانة الثقة
@ مرة كتبت في زاوية تتحدث فيها بمرارة عن الذين خانوا ثقتك.. العديد من القراء والمتابعين لما تكتبه اجتهدوا في التفسير.. لم تترك للآخرين التأويل والاجتهاد مع أنك تستطيع ان تكتبها بوضوح اكثر منعا لهذا اللغط والتطفل الذي ينتهك خصوصية الكاتب؟
* ومتى كان الكاتب لا يكتب الا عن تجربة ذاتية او الشاعر لا يعبر الا عن موقف مر به شخصيا.. الا يمكن ان يكون هذا الموقف لانسان آخر تفاعل الكاتب معه وعبر عنه بشكل او بآخر ها نحن نعود لتفسير ما يكتبه الانسان حسب رؤيتنا الذاتية وبالتالي يكثر اللغط والتفسير البعيد عن الواقعية ليتنا ننظر للكاتب على انه مرآة تعكس هموم المجتمع الذي يحيط به ويتفاعل مع قضاياه وليس إنسانا يبث همومه الشخصية على صفحات الصحف.
وعلى اي حال لتصدقني القول من منا لم يمر بموقف مماثل تعرض فيه لألم نتيجة منح الثقة لمن لا يستحقها؟؟!
حقبة الجامعة الذهبية
@ حياتكم العملية ابتدأت فعليا مسؤولا عن العلاقات العامة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ثم مديرا عاما للعلاقات العامة والمراسم في الامارة الى ان اصبحت مديرا عاما لمكتب امير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد.. هل خططت لحياتك العملية الناجحة المتميزة ام ان الظروف ساعدت في حياتك العملية؟
* لا اعتقد ان الانسان يختار في كثير من الاحيان مسار حياته منذ البداية فالامر يدخل في علم الغيب ولكن تظل قدرة الانسان على اثبات قدراته في اية مسؤولية يتحملها وتعامله مع هذه المسؤولية بحس وطني واخلاقي هو جواز المرور لثقة المسؤولين وبالتالي للوصول الى مناصب أعلى.
ولا شك ان عملي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بما تعنيه من تميز خاصة في حقبة الجامعة الذهبية.. وبداياتي مع معالي مدير جامعة الملك فهد السابق "سفير المملكة الحالي في سوريا" الدكتور بكر عبدالله بن بكر وهو بحق أب لكل شيء متميز في الجامعة الآن ورجل اداري من الطراز الاول تعلمت منه الكثير قد اكسبتني الكثير من المهارات الادارية التي كانت بعد الله عونا لي في عملي.
واثرت خبرتي بشكل كبير من خلال توجيهه المباشر ومن خلال الاحتكاك بمجموعة من خيرة رجال الوطن الا ان المرحلة الاهم كانت في تشرفي بالعمل مديرا عاما للعلاقات العامة والمراسم في امارة المنطقة الشرقية بترشيح من صاحب السمو الملكي الامير فهد بن سلمان - رحمه الله - الذي لقيت منه العلاقات العامة في المنطقة الشرقية الكثير من الدعم والاهتمام كما لقيت من سمو امير المنطقة الشرقية الدعم الكبير لتنفيذ فكرتهما في عمل ندوات للعلاقات العامة ساعدت في القاء الضوء على اهمية العلاقات العامة ودورها الفاعل في اية منشأة.
@ وماذا يمكن ان تقول عن تجربتك في الجامعة؟
* كما قلت سابقا ان الجامعة صقلت الكثير من مهاراتي واتاحت لي فرصة الحصول على الخبرة العملية التي كانت تنقصني في بداياتي ويبقى للجامعة في نفسي المكان الأثير.
محطة امريكا
@ وماذا عن محطتك العملية لعدة سنوات في امريكا؟
* تلك مرحلة من المراحل الهامة في حياتي العملية فمن خلال عملي اربع سنوات مديرا لمكتب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في هيوستن تعرفت على اساليب جديدة في العمل ومعرفة المجتمع الامريكي عن قرب ورزقت خلالها بابنتي "ندى" وكانت فرصة للاطلاع على ثقافة مختلفة وبلا شك فان اية معرفة يضيفها الانسان الى مخزونه المعرفي تنعكس ايجابا على جوانب كثيرة في حياته.
تطوير التعليم
@ التعليم احدى دعائم التقدم في المجتمعات وانت تملك رؤية واضحة للتعليم على الاقل من خلال ما تكتبه.. اين الخلل؟ ولماذا نجفل حين يشير البعض الى ضرورة ادخال بعض الرؤى الاصلاحية والتطويرية في التعليم؟
* لا يختلف اثنان على ان التعليم من اهم الاسس التي تبنى عليها الامم وقد استوعب هذا الامر بشكل عبقري خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز عندما تولى اول وزارة للمعارف في تاريخ المملكة فوضع أسس نهضة علمية من اجرأ ما عرفته البشرية آخذين بالاعتبار وضع المملكة الاجتماعي والمادي وسيطرة الكثير من الافكار البالية على العقول في ذلك الوقت ولو استمر التعليم في مسيرته بنفس الروح والزخم لكان التعليم لدينا من افضل برامج التعليم في العالم.
التعليم يا سيدي حركة ديناميكية يجب ان تستمر وتتفاعل مع المعطيات الحديثة ومظاهر التطور المستمرة مع التمسك بالثوابت والحرص عليها.
وما لم يتم بحث اوجه القصور والخلل "علنا" وذلك من خلال مناقشته بشفافية مع كل شرائح المجتمع ضمن رغبة اكيدة للتغيير والتطوير فسنكون في مكان متأخر بين الامم فالخوف من الرؤى الاصلاحية والتطويرية لا مكان له ولا مبرر.
عمل المرأة
@ مازال العديد من الناس يجادلون في عمل المراة وتسملها مناصب كبيرة في الدولة وفتح آفاق جديدة لعملها.. اين تقف ككاتب له رسالة من هذه القضية؟
* المرأة هي نصف المجتمع وهي احدى رئتيه اللتين يتنفس بهما وعندما تتعطل احدى الرئتين يصبح التنفس صعبا بل وتتأثر الرئة الاخرى.
قراءة الكتب
@ القلة من القراء يعرفون انك قارىء نهم للكتب والاصدارات الحديثة في عدد من المجالات.. ما افضل كتاب قرأته خلال هذا العام ومن مؤلفه ولمن تهديه ليقرأه؟
* افضل كتاب قرأته هذا العام وقبل هذا العام - بعد كتاب الله- واعود اليه كلما ضاقت بي السبل وتملكني اليأس وآلمني حال الاسلام والمسلمين هو "السيرة النبوية لابن هشام" وانصح به كل من يشعر باليأس يتسرب الى نفسه ليتابع سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وصبره وشجاعته وايمانه.
اما هذا العام تحديدا فلعل الكتاب الذي شدني هو "الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية".
@ بمناسبة اهداء الكتب.. هل تمارسها مع بعض اصدقائك.. ام هم يبادلونك هذا الأسلوب؟
* نعم.. وبالنسبة لي اجمل ما يهديني صديق كتاب يدخل ضمن اهتماماتي.
الاختناق المروري
@ الاختناق المروري في الدمام والخبر اصبح محط تذمر الجميع والاجهزة المعنية لا تحرك ساكنا بسبب الامكانيات.. هل حجتهم مقبولة ومبررة.. وبحكم عملك سابقا في مجلس المنطقة ما افضل الحلول؟
* اختلف معك في طريقة طرح السؤال فالاجهزة المعنية تعمل بجد ولكن الامكانيات المادية واولويات الميزانية تحول احيانا دون تنفيذ بعض المشاريع لصالح مشاريع اخرى تكون اكثر الحاحا والازدحام في المنطقة الشرقية واقع ولكنه لم يصل الى هذه الدرجة المقلقة وبحكم عملي السابق امينا عاما لمجلس المنطقة والحالي اعلم مدى اهتمام سمو امير المنطقة وسمو نائبه بحل هذا الامر.
تهميش المثقفين
@ النخبة المثقفة في البلد وانت قريب من همومهم يقولون انهم يصرخون في واد سحيق ولا احد يسمعهم.. يبالغون في نظرتهم التشاؤمية.. وهل توافق على ان دورهم مهمش؟
* يا أخي الاشكالية تنبع من المثقفين انفسهم فلا مشروع واضح لديهم.. وتخبطهم واضح للعيان بين ثقافة الشرق وثقافة الغرب من جهة والموروث الثقافي من جهة اخرى. نحن في حاجة الى وضوح الرؤية ووضوح الهدف ليصل صوتنا اما هذا التشرذم الثقافي والشللية الاقليمية فلن تؤدي بنا الى شيء.
محاسبة النفس
@ لو اصغيت الى دقات قلبك في حالة صفاء وقالت لك انك ظلمت فلانا.. هل تملك الجرأة لتصحيح الخطأ وما اسوأ انواع الظلم الذي يلحق بالانسان؟ وهل تحاسب نفسك باستمرار؟
* من الامور التي تعذبني دائما محاسبتي نفسي بل وقسوتي عليها احيانا ونحن في نهاية الامر بشر نخطىء ونصيب ولكن يبقى حسن التوجه والنية المخلصة متكأ لنا عندما يعتصرنا لوم الذات على خطأ ارتكبناه. والظلم بمفهومه العام لا يمارسه الا من كانت نفسه غير سوية، اما اذا شعرت بأنني اخطأت في حق اي انسان فلا اجد غضاضة في الاعتذار له قبل ذلك طلب العفو من المطلع على السرائر.
رحلة ديسكفري
@ دعنا نستعيد الذكريات.. حين كنت مع الفريق المشارك في امريكا لرحلة الفضاء ديسكفري التي قام بها سمو الامير سلطان بن سلمان.. هل تصف لنا تلك اللحظات المؤثرة؟
* اسعدتني مشيئة الله ان اكون ضمن نخبة من ابناء الوطن شاركوا في التحضير للرحلة التاريخية لاول رائد فضاء عربي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز كانت اياما مشحونة بالمشاعر الانسانية والذوبان في حب الوطن والزهو بانجاز سعودي بأكمله، كان الفريق يضم مجموعة متميزة من ابناء الوطن قادهم باقتدار الدكتور عبدالله الدباغ وسعد الجميع بالعمل مع سمو الامير سلطان بن سلمان بكل ما أضفاه على البرنامج من روحه الوثابة وشجاعته وحماسة وتوج كل هذا بتشرف الجميع باستقبال خادم الحرمين الشريفين لهم في مطار الطائف وتفضله "حفظه الله" بمنحهم اوسمة رفيعة وتبقى حية في الذاكرة مواقف جميلة مرت بنا في ذلك الوقت ومنها محاولاتي مع الأخ فارس الحربي لصنع "الكبسة" وهي محاولة باءت بالفشل الذريع بعد ان كلفتني مكالمة طويلة مع زوجتي في السعودية لتشرح لي كيف اطبخ الكبسة ومع هذا لم تنجح المحاولة.
بعد 11 من سبتمبر
@ بعد 11 من سبتمبر والظلم الذي ساوى بين الاسلام والارهابيين في كل شيء.. كيف نشرح للعالم قضايانا ونقنعهم برؤية الاسلام في التسامح والحوار مع الآخر.. وهل هناك تقصير من قبلنا كمسلمين وكدول معنية بالامر؟
* 11 من سبتمبر منعطف خطير في تاريخ الاسلام كشرت بعده القوى المعادية له عن انيابها واتحدت قوى كثيرة كانت قبل ذلك شديدة التنافر لتشكل جبهة هدفها الأساسي اضعاف الاسلام والمسلمين وهذا بطبيعة الحال يستلزم توحد المسلمين ووضع خططهم لايضاح الوجه الحقيقي للاسلام وانه يبرأ من اي عمل ارهابي يستهدف الآمنين في اي مكان ويرافق هذا كله حملة اعلامية تقدم للعالم الجوانب المشرقة في ديننا الحنيف "وكله جوانب مشرقة".
ولاشك ان هناك تقصيرا واضحا من قبل المسلمين اعلاما مستقلا - اذا كان موجودا او الاعلام المسيس في ايضاح موقفهم بسبب تشتت الجهود وعدم وجود سياسات اعلامية واضحة ولن نخرج من هذه الدوامة دون ذلك ويضاف اليه معرفة اصول الخطاب بمعنى مخاطبة الغرب بلغته وأسلوبه وطريقة تفكيره.
مع الامير احمد بن عبدالعزيز والامير محمد بن فهد اثناء توزيع جائزة التفوق العلمي
حسن الجاسر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.