حينما توجد الارادة يوجد الطريق! هذا ما تعلمناه من ايتام صغار، التقيناهم في مركز الامير سلطان للتربيةالاجتماعية بعد زيارة لهم نظمتها لجنة خدمة المجتمع التي يرأسها الشيخ الدكتور عصام الحميدان من قسم الدراسات الاسلامية والعربية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، فبرغم الظروف غير الطبيعية التي ولد وعاش فيها هؤلاء الاطفال، وبالرغم من واقعهم الاسري الذي يتراوح بين اسر مفككة وأخرى مجهولة اصلا، الا ان هؤلاء الاطفال يحققون نتائج جيدة في اكثر من مجال. لقد حدثنا المشرفون في المركز، عن المراتب الدراسية العليا التي يحققها الاطفال الصغار، وعن تفوقهم في مسابقات ثقافية ورياضية على مستوى المنطقة، والاهم من ذلك ماكنا لاحظناه من حسن التعامل وجمال الخلق الذي يبديه الاطفال لكل من يزورهم في بيتهم (المشرفون في المركز يصرون على تهيئته ليكون بيتا حقيقيا للاطفال). ان درس الارادة الذي يتعلمه كل من يزور هؤلاء الاطفال الصغار يجب ان ينتقل الى مجتمعنا بأسره، يجب ان ننمي الارادة في انفسنا لحل مشكلات عديدة تواجه مجتمعاتنا. ان المجتمعات لا تتفاوت بكون بعضها يمتاز بالخلو من المشاكل واخرى تعاني منها.. ابدا فالمجتمعات بأسرها تعاني مشكلات، وتواجه تحديات، والتفاوت انما يكون بمدى تحرك المجتمعات لعلاج مشكلاتها، بكل وضوح وشفافية وارادة حقيقية. اننا في مجتمعنا نواجه مشكلات، هذه حقيقة لاريب فيها، ومنها مشكلة هؤلاء الاطفال الايتام، الذين يعيشون في ظل غياب احد الوالدين، او بغياب الوالدين جميعا بسبب جهالة النسب الاخوة المشرفون في الدار يقومون بجهد يشكرون عليه ويتعاملون شكر الله لهم مع الاطفال وكأنهم ابناؤهم الحقيقيون واكثر، وهم يرحبون بتعاون ابناء المجتمع معهم.. ومع ذلك ارجو ان يتقبلوا مني كلمتين. اما الاولى فهي ان يتكرموا بمزيد من تعريف المجتمع بحقيقة هذه المشكلة، والصعوبات النفسية والاجتماعية والمادية التي يعاني منها هؤلاء الاطفال الابرياء. اما الاخرى.. فهي ان يهمسوا في اذان هؤلاء الاطفال بأن يتحركوا هم بأنفسهم لعلاج مشاكلهم.