أبدى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير رئيس مؤسسة الفكر العربي ارتياحه لنجاح اجتماعي مجلس الامناء ومجلس الادارة لمؤسسة الفكر العربي في الايام الماضية في العاصمة اللبنانية بيروت. وأكد سموه في حوار أجرته معه صحيفة "المستقبل" اللبنانية ونشرته أمس الاول أن المناقشات التي دارت في هذين الاجتماعين تمت بطريقة فعالة. وردا على سؤال عن تعيين لجنة لعقد المؤتمر الثاني للمؤسسة برئاسة السيدة بهية الحريري في بيروت نهاية العام المقبل قال سموه : ومن الدلالة على الاهتمام البالغ من أعضاء المؤسسة وأعضاء اللجنة أنهم عقدوا أول اجتماع للجنة في اليوم التالي لتشكيلها. وفي سؤال الى سموه عن العنوان الذي سيعقد به المؤتمر الثاني لمؤسسة الفكر أضاف سموه قائلا: سوف يتناول المؤتمر محاور عدة وستناقش فيه عدة قضايا لكنها ستكون جميعها تحت عنوان (استشراف المستقبل العربي). وبالنسبة الى تقييم سموه لنتائج المؤتمر الاول للمؤسسة في القاهرة تابع سموه قائلا: اعتقد أن المؤتمر السابق الذى عقد في القاهرة كان ناجحا خصوصا اذا تذكرنا أنه كان أول مؤتمر للمؤسسة. وأوضح سموه أن الحضور في المؤتمرات الثقافية والعلمية يكون كبيرا في الجلسات الافتتاحية ويصبح قليلا في جلسات العمل الا في هذا المؤتمر الذي كانت القاعات فيه مليئة في أكثر من جلسة ويعد هذا نجاحا كبيرا للمؤتمر واهتماما كبيرا من رجال الفكر في العالم العربي بمثل هذه المؤسسة واهدافها ومعانيها. وبين سموه أهداف المؤسسة مؤكدا ان هذه الاهداف موجودة في النظام الأساسي وهى سبعة وترمى في مجملها الى طرح خطاب عربي جديد.. خطاب فكرى للامة العربية يحتوى أولا على الحوار العربي/ العربى والحوار العربى مع الاخر على ان يعتمد هذا الحوار الواقعية والعقلانية والاسلوب الحضارى في مناقشة الأمور. وأردف سمو الامير خالد الفيصل قائلا : اننا لم نعد في حاجة الى اجترار الماضي والتحدث عن أمجادنا.. نحن في حاجة أكثر الى استشراف المستقبل كما هو عنوان المؤتمر المقبل.. نريد أن نبحث عن أنجع السبل للنهوض بهذه الامة ومستقبلها. وأكد سموه على الاهتمام بشباب الأمة.. وتابع يقول: لان مستقبل هذه الامة يقع على ما سوف نفعله لشبابنا فانه يجب اتاحة كل الفرص التثقيفية والعملية والبحثية لهم واعتقد ان هذا مهم جدا لانهم هم مستقبل هذه الامة. وفي مجال حديث سموه عن أهمية البحوث العلمية نبه الى ضرورة التوجه الى البحوث العلمية والدراسات العلمية التقنية والمهنية وعدم التركيز على المواد الادبية والتاريخية والاجتماعية فقط وكذلك التركيز على احتياجات المواطن العربي والمجتمع العربي. وقال سموه : أي أننا حتى في المواد التعليمية في جامعاتنا ومؤسساتنا يجب أن نركز على احتياجات الوطن العربي. وتساءل سموه قائلا : هؤلاء الطلبة الذين يتخرجون ماذا سيعملون واين وما هو انتاجه المستقبلي.. هل المواد العلمية في المدارس والجامعات هى التى تلبى طلبات واحتياجات المجتمع مستقبلا. وأوضح سموه أن كل هذه الامور يجب أن ينظر اليها نظرة جديده. وشرح سموه رؤيته لكيفية تحقيق الحوار العربى /العربى بقوله: من أهم الاشياء في الحوار العربى الابتعاد عن التشنج لان عاطفتنا العربية تستغل استغلالا سيئا في تهجم بعضنا على البعض الاخر عندما نتحاور وهذا ما نلاحظه عبر القنوات التلفزيونية التى تعرض الحوارات العربية/ العربية وما تكون نتائجها في النهاية.. لا يصل أحد الى نتيجة كل ما يصلون اليه في نهاية الامر اما التكفير أو التخوين أو الشتائم . ورأى سموه أن الحوار يجب أن يكون أولا حضاريا وثانيا الابتعاد عن الاجواء الخاصة بين المتحاورين وان يكون التفكير جماعيا وليس احاديا. ومضى سموه بالقول:لا بد أن نفكر في الامة العربية كأمة واحدة لانه لو فكرنا في مصلحة كل بلد وحدها ربما يتعارض ذلك مع مصالح البلاد الاخرى.. لكن لو فكرنا كيف نتكامل وكيف يساعد أحدنا الآخر فأكيد ان الجميع يستفيد حتى الذين يعتقدون أنهم يحافظون على مصلحة بلدان عربية في مواجهة بلدان عربية أخرى.. سوف يكتشفون أنهم لو فكروا في مصلحة الامة العربية ستتضاعف مصلحة هذا القطر العربى أو ذاك. وشدد سمو الامير خالد الفيصل على ضرورة أن يتركز الحوار العربى العربى على النظرة الى المستقبل لقطع شوط كبير في هذا المجال. وعرض سموه للدور الذي يرتئيه لتطوير عمل مؤسسة الفكر العربى بدءا من المدرسة والجامعة وصولا الى دور المثقف والمفكر. وتوقف سموه عند أهمية الحوار مع الاخر في العالم الغربى وبخاصة بعد أحداث سبتمبر فأجاب : من حسن حظ هذه المؤسسة أنها قامت قبل 11 سبتمبر.. هذه المؤسسة ليست نتيجة للاحداث وليست ردة فعل لها وهذا ما يحسب لها ولا يحسب عليها.. وهنا اريد أن أقول أنه عندما نتحدث عن حوار مع الاخر يجب أن نفكر أيضا في الاخر الشرقى ويجب ألا نهمل الشرق. ودعا سموه الى تفهم العالم الغربى وعقليته والخلفية الحضارية والاجتماعية للانسان الغربى كمنطلق للدفاع عن العرب وقضاياهم على الاقل. وردا على سؤال عن رأى سموه بصدام الحضارات أجاب: في نظري الحضارة واحدة حضارة انسانية ويجب أن يكون الحوار للمضى قدما خصوصا الان بعدما أصبح العالم قرية صغيرة فمن باب أولى أن تكون هذه الحضارة انسانية وليست غربية ولا شرقيه. وتناول سموه أنشطة مؤسسة الفكر العربى من بينها المشاركة في بعض الندوات والمؤتمرات في الولاياتالمتحدة الاميركية والدعوات التى وجهت اليها للمشاركة في بعض المؤتمرات والندوات في اوروبا. وكشف سموه عن بدء الاتصال مع بعض المهتمين بالقضايا العربية بالرغم من أن عمر المؤسسة ليس اكثر من سنة وشهرين أى لا تزال في طور التأسيس. وأضاف سموه: ونحن نؤسس لحوار واتصال وثيق بيننا وبين الاخر خصوصا عن طريق عرب المهجر لانهم يشكلون قوة ثقافية وفكرية ومالية في تلك البلدان.. لوأحسناالاتصال والتعامل معهم ستؤدى هذه العلاقات الى نتائج جيدة وايجابية بالنسبة للوطن الام والعالم العربي.