قدر لي زيارة لبنان خلال الاسبوع الماضي بدعوة من تلفزيون المستقبل وكنت قبل ذلك زرته عام 1972م اي قبل ثلاثين عاما في وقت كانت بيروت تسمى (باريس الشرق) ولكن تأثير الحرب الطويلة غير معالم تلك المدينة الحالمة وشتان ما بين الزيارتين برغم المحاولات الحثيثة لاعادة بنائها من قبل مواطنيها والمساهمين العرب. والملاحظ لكل من يزور بيروت ان اهلها يستقبلون زائرها بكل رحابة صدر وكرم خصوصا من يكون من ارض المملكة العربية السعودية وتجد الابتسامة مرسومة على وجوه قاطني بيروت وكل من تتاح لك الفرصة للتعامل معه سواء في المطار او الفندق او حتى الشارع واعتقد ان طيب المعاملة تلك ستسحب البساط من تحت الكثير من الدول السياحية الاخرى وبالذات عندما يكتمل بناء البنية التحتية لبيروت. عند زيارتك لاحد المطاعم فان المقبلات تكفي لان تسد جوعك وتزيد ولا تجد في معدتك متسعا للاطباق الرئيسية ولا للحلو الذي يلي الوجبة. واللبنانيون عموما يعشقون الاكل والسهر ويصرون على ان تشاركهم ذلك العشق حتى لو اعتذرت بالريجيم فانك ستجد نفسك قد اكلت ضعفي ما انت معتاد عليه وزيادة. اثناء اقامتي في بيروت شاركت في برنامج يعتمد على تصويت المشاهدين كثيرا ولكن وباعتراف لملائمة المشاركين وللمحافظة على روح المنافسة حتى لا يؤثر هذا التصويت على بقية المتنافسين وبرغم الظلم الواضح الذي يتعرض له المتسابق الذي تسلب منه اصواته الا ان المسألة تبقى مسلية ومغامرة شيقة حتى آخر لحظاتها والمتعة تزيد لمجرد التجول في انحاء بيروت بين (جونيه والروشة ومغارة جعيثا) ومناطق اخرى لا تحضرني اسماؤها الآن. المهم انك وانت في لبنان تشعر بانك في بيتك وايضا تنعم بالامان والراحة فالكل مبتسم في وجهك وتحت خدمتك و(نهاركم سعيد).