ألقت الشرطة التايلاندية القبض على أكثر من 10 أشخاص بسبب منشورات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ومقالات إخبارية على الإنترنت بشأن ما تردد عن واقعة اغتصاب سائحة بريطانية ،التى اعتبرتها الشرطة التايلاندية بأنها كاذبة ، حسبما قال محامي يمثل عددا من الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم. وذكرت صحيفة بريطانية الشهر الماضي أنه تم تخدير وسرقة واغتصاب شابة (19 عاما) في يونيو في جزيرة كوه تاو السياحية الشهيرة في تايلاند، لكن الشرطة التايلاندية رفضت تسجيل بلاغ للشابة البريطانية. وأعلنت الشرطة التايلاندية الأسبوع الماضي أن تحقيقاتها خلصت إلى أن هذا الاعتداء الجنسي لم يحدث. وقال وينيات تشاتمونتري، المحامي الذي يمثل خمسة من الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم، إنه تم إصدار مذكرات لتوقيف 13 شخصا بسبب منشورات لهم حول جريمة الاغتصاب التي تردد أنها وقعت. وكان جميع الأشخاص ال11 الذين تم القبض عليهم قد شاركوا منشورات عبر فيسبوك من صفحة "سى إس آى إل إيه"، وهي صفحة استقصائية تحظى بشعبية كبيرة يزيد عدد متابعيها على 810 آلاف شخص. ويشار إلى أن الشخصين الآخرين اللذين صدرت بحقهما مذكرة التوقيف هما مدير صفحة "سى إس آى إل إيه " ورئيسة تحرير موقع ساموي تايمز الإخباري المحلي والاثنان غير مقيمين في تايلاند. ووفقا لقوانين الجرائم الحاسوبية الصارمة في تايلاند فإن نشر المعلومات الكاذبة ومشاركتها عبر الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى عقوبة السجن لمدة خمس سنوات. واتصل مسؤولو الشرطة التايلاندية بنظرائهم الأمريكيين لتسلم براموك أنانتاسين خبير البيانات المولود في تايلاند والذي يتمركز في لوس أنجليس ويدير الصفحة "سى إس آى إل إيه " على الفيسبوك، حسبما قال نائب رئيس شرطة السياحة سوراشيت هاكبال. وقال براموك الذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضا، لوكالة الأنباء الألمانية :هذا أمر مثير للسخرية لم أسمع قط عن حالة تم فيها توجيه اتهامات لمديري صفحة على فيسبوك من قبل. وأضاف :أتمتع بالحماية بموجب الدستور الأمريكي. إنها مجرد حيلة علاقات عامة لترهيب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وقال :هذه القضية لم تنته بعد الحقيقة لم تنكشف لكنهم (الشرطة) سارعوا بالفعل لإغلاق القضية والقبض على الأشخاص مشيرا إلى أنه قد يكون هناك تغطية. أما بالنسبة لسوزان بوكانان ،رئيسة تحرير ساموي تايمز التي تعيش في بريطانيا فلم يكن تحرك الشرطة التايلاندية لملاحقتها مفاجئا لها نظرا لتقارير سابقة في موقعها لكنها قالت إنها صُدمت عندما علمت أنه تم استهداف مستخدمين لفيسبوك أيضا. وقالت بوكانان لوكالة الأنباء الألمانية :بوضوح لا أعرف سبب رد فعل (الشرطة) بهذه الطريقة … هذه ليست أخبار مزيفة بأي شكل ممكن تخيله. وتشتهر جزيرة كوه تاو التي تبعد 750 كيلومترا جنوب بانكوك، بشواطئها البيضاء النقية وهي وجهة شهيرة للغواصين الدوليين. إلا أنها تعرضت أيضا للتشويه بسبب عدد من جرائم الاغتصاب والقتل في السنوات الأخيرة وكان من أبرزها العثور على جثتي زوجين بريطانيين شابين في أحد شواطئ الجزيرة عام 2014. وأصدرت محكمة تايلاندية حكما بإعدام عاملين من ميانمار عام 2015 بعد إدانتهما بقتل الزوجين.