الأمير عبدالعزيز بن سعد يرعى تخريج أكثر من (8400) طالب وطالبة بجامعة حائل    انخفاض أسعار الذهب    استشهاد (51) فلسطينيًا    وسام المواطن الأول.. بمرتبة الشَّرف الأولى    مجلس الأعمال السعودي الأمريكي: زيارة الرئيس ترمب محطة مهمة في الشراكة الإستراتيجية    السوق السعودي جدير بالثقة العالمية    رؤساء كبرى الشركات الأمريكية: المملكة وجهة الاستثمارات والمشاريع المتقدمة    محافظ القريات يتفقد منفذ الحديثة ويطّلع على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن    أكد أنه رفع العقوبات عن سوريا بناء على طلبه.. ترمب: محمد بن سلمان رجل عظيم والأقوى من بين حلفائنا    السعودية رمز السلام    بداية إعادة رسم الخريطة الأمنية.. طرابلس تحت النار.. تفكيك مراكز النفوذ    ترأسا القمة السعودية – الأمريكية ووقعا وثيقة شراكة اقتصادية إستراتيجية.. ولي العهد وترمب يبحثان جهود تحقيق الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً    الاتحاد يسعى لحسم لقب"روشن" في بريدة    فناربخشة يعرض مبادلة النصيري ب» ميتروفيتش»    المعلّم والتربية الشعبية    "إهمال المظهر" يثير التنمر في مدارس بريطانيا    ضبط 3 وافدين لارتكابهم عمليات نصب لحملات الحج    سمو ولي العهد يصطحب الرئيس الأمريكي في جولة بحي الطريف التاريخي في الدرعية    "واحة الإعلام" تختتم يومها الأول بتفاعل واسع وحضور دولي لافت    حسين نجار.. صوت إذاعي من الزمن الجميل    الكوادر النسائية السعودية.. كفاءات في خدمة ضيوف الرحمن    أمير الشرقية يطلع على إنجازات وزارة الموارد في المنطقة    بمشاركة دولية واسعة من خبراء ومتخصصين في القطاع الصحي.. السعودية رائد عالمي في الطب الاتصالي والرعاية الافتراضية    "مؤتمر علمي" لترسيخ الابتكار في السعودية الاثنين المقبل    رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادًا لموسم حج (1446ه)    «مبادرة طريق مكة».. تأصيل لخدمة ضيوف الرحمن    الجوازات تكثف جهودها لاستقبال الحجاج    رئيس الشورى: المملكة تواصل دعمها لتعزيز وحدة الصف في العالم الإسلامي    أمير نجران يستعرض تقرير نتائج دراسة الميز التنافسية    تخريج 3128 خريجاً من الجامعة الإسلامية برعاية أمير المدينة    الأمير فهد بن سعد يرعى اليوم حفل جائزة «سعد العثمان» السنوية للتفوق العلمي في الدرعية    الرياض وواشنطن.. استثمارات نوعية عالية التأثير    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين    الصندوق الكشفي العالمي يثمّن دعم المملكة    المرأة السعودية.. جهود حثيثة لخدمة ضيوف الرحمن    حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة ينقذ (4) أشخاص بعد جنوح واسطتهم البحرية    أمير الرياض يستقبل سفير موريتانيا ومدير السجون    القمة الخليجية الأميركية.. توحيد الجهود لمواجهة التحديات    مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية تُدشّن أول نظام روبوتي مختبري من نوعه «AuxQ»    برشلونة أمام فرصتين لحسم لقب ال «لاليغا»    بندر بن مقرن يشكر القيادة بمناسبة تعيينه مستشارًا بالديوان الملكي بالمرتبة الممتازة    النصر يعادل الرقم القياسي في لقاء الأخدود    الأمير حسام بن سعود يرعى حفل تخريج 4700 طالب وطالبة من جامعة الباحة    الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بنجران في زيارة لمدير عام التعليم بمنطقة نجران    نجران الولاء.. وقدوات الوفاء    الخارجية الأمريكية: ترمب يرى السعودية شريكا أساسيا بكل المجالات    العلاقات السعودية الأمريكية.. شراكة راسخة وآفاق واعدة    شاشة كبيرة لهاتف Galaxy Z Flip 7    إنفانتينو: السعودية ستنظم نسخة تاريخية من كأس العالم 2034    الاتفاق يُمدد عقد الشهري لمدة موسم    ملك البحرين يصل إلى الرياض وفي مقدمة مستقبليه نائب أمير المنطقة    المعرض الدولي للمعدات والأدوات يستعرض الفرص في السوق البالغة قيمته 10.39 مليار دولار أمريكي    رئيس جمعية الكشافة يكرِّم شركة دواجن الوطنية لدعمها معسكرات الخدمة العامة    قطاع ومستشفى المجاردة الصحي يُنظّم فعالية "اليوم العالمي لنظافة الأيدي" و "الصحة المهنية"    مدير عام فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بجازان يهنئ سمو أمير منطقة جازان وسمو نائبه بمناسبة تعيينهما    انطلاق منافسات "آيسف 2025" في أمريكا بمشاركة 40 طالبًا من السعودية    أطفالنا.. لسان الحال وحال اللسان    100 مبادرة إثرائية توعوية بالمسجد النبوي.. 5 مسارات ذكية لتعزيز التجربة الرقمية لضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السديس: البيان الصادر عن خادم الحرمين الشريفين بمناسبة صلح الأخوة الأفغان أنموذجٌ مُشْرِقٌ لخدمة الإسلام
لمواقف هذه البلاد المباركة
نشر في الوئام يوم 22 - 06 - 2018

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين بتقوى الله حَقَّ التَّقْوَى.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام " معاشر المسلمين .. عاشت الأمة الإسلامية خلال أيام موسماً عظيماً وعيدًا سعيدًا كريماً، وإنَّ في اخْتِلَافِ الَّليْلِ والنَّهارِ لآياتْ، وعِبَرًا لأولي الألْبَابِ وعِظَاتْ، فما أسرع مرور الليالي والأيام، وكَرَّ الشهور والأعوام، فها هو شهر الصيام وموسم العيد السعيد قد مَرَّ كلمحة بَرْق أو غمضة عَيْن.
وأضاف : طُوبَى لمن كانت التقوى بِضَاعَتَهُ في شهر الصيام وبعده، قال تعالى ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )، وإن من علامات القبول وأماراته الثبات على الطاعة بعد انقضاء رمضان والعيد وفواته ، قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كونوا لِقَبُولِ العمل أشدّ اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا إلى قول الله عزّوجل ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) .
وأردف قائلا " فيا من أقبلت على ربك في شهر الصيام، لا تتوانى ولا تكسل، وكن من عباد الله الشاكرين، فإنَّ مِن شُكْرِ نِعْمة الله عزّ وجل على توفيقه للصيام والقيام أن يستمرَّ المسلم على طاعة الله سبحانه في حياته كلها ، فَرَبُّ رمضان هو رَبُّ جميع الأزمان ، ومن علامة قبول الحسنة، الحسنةُ بعدها ، وإن من كُفْرِ النِّعْمَة وأمارات ردّ العمل العودة إلى المعاصي بعد الطاعات.
ولقد كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يَدْعون الله تعالى بعد رمضان أن يتقبل منهم الطاعة في رمضان، فنحن أَوْلَى أن نلتزم أخلاق الصيام بعد انقضاء شهره، وأن نحافظ على عبادتنا كحالنا في صومنا عسى ربنا أن يتقبل منا صالح أعمالنا، وقد ندبكم نبيكم – صلى الله عليه وسلم – إلى صيام ستة من شوال، وجعل صيامها بعد رمضان كصيام الدهر كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه الذي أخرجه مسلم في صحيحه.
وخاطب الشيخ السديس المسلمين قائلا أيها المسلمون: لقد جاءت الشريعة بالأخوة والاعتصام، والتحذير من الفُرقة والانقسام، وفي مُزْدَحِمِ شؤون الحياة ومشاغلها، وفي دَوَّامَة قضايا الأمة ومتغيراتها، يتناسى كثيرون بل ويتنكرون لمقصدٍ من أَجَلِّ مقاصد إسلامنا الحق وشريعتنا الغراء، ذلكم هو مقصد الأخوة الإسلامية والوحدة الدينية، فَيُحِلُّونَ محل الاجتماع والائتلاف التفرق والاختلاف، مُعْرِضِينَ عن قول الحق تبارك وتعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )، وقوله سبحانه ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ).
وبين فضيلته أن الأخوة الإسلامية مقصد عظيم من مقاصد شريعتنا الغراء وليس لأحد من أبناء الأمة أن يَشُقَّ عَصَاه، من أجل أهواءٍ شخصية أو أطماعٍ دُنيوية ، أو تعصباتٍ حِزْبية، بل الأولى والأوجب الاعتصام بالجماعة، وحُسْنَ السمع للإمام والطاعة ، فالاتحاد والإخاء هو لُبُّ الإسلام المَصُون، وجوهره المكنون، وقِوَام السيادة والسياسة، وطُنُبُ الحِكْمَة والكِيَاسَة، يقول الإمام الطحاوى " ونرى الجماعة حقًّا وصوابًا ، والفرقة زيغًا وعذابًا .
ويقول شيخ الإسلام ثم إن الاعتصام بالجماعة والائتلاف من أصول الدين "، ويبرز ذلك في فُشُوِّ ظواهر خطيرة لها أثارها البالغة في توسيع هُوَّةِ الخلاف في الأمة وتقطيع جسدها الواحد إلى أوصال متناثرة وأشلاء متنافرة، ومَنْ أنْعمَ النَّظر، في آفاق التَّاريخ العَافي والأَمَمْ، واسْتقرَأ أحوال الأُمَمْ، ومَا نَابَها مِنْ غِيَرِ الدُّثُور بعد الاستقرار والظُّهور، عَبْر الدُّهور، ألْفَى دون عَنَاء، وبِمَدِيد الجلاء، أنَّ ما أصابَها من التشرذم أوالفَنَاء، و الهَلَكة والانْمِحَاء، إنَّمَا سَبَبُه التَّنَازُع والشِّقاق، والتَّخَالُفِ والافترَاق، فهو الخطب الرَّاصد، والبلاء الوافِد، والجهل الحَاصِد، وماذا تجني مجتمعات تُضرم السَّخائم والعصبيَّات، وتُؤَرِّث الأوجال والمَعرَّات، وهي تعلم أن العنصريات والنَّعرَات، سهْمٌ غَرَبٌ، يجعل الجمع النظيم أشتاتا متناثرة، والأمة المتراصَّة؛ طرائق متنافرة، والقُوَى المريرة مِزَعًا مبثوثة، والصفوف المعتصِمة أبَاديد منكوثة، قد غشَّاها البَأْوُ والوهم، وجفَاها الحِجى والفهم، وتلك رجوى العدوِّ منَّا، ومطمحه الأخير فينا.
وقال فضيلته " لَن يَصُدَّ تَيَار هاتيك التَّشَتُّتِ وأتِيَّه، ولَنْ يُقوِّم مُعوَجَّه وعَصِيَّه، إلاَّ اتِّحاد المُسْلِمين وتلاحُمُهم، وتَرَابط أوَاخِيهِم وتَرَاحُمُهُم، وتِلكم هي الشعيرة التي احْتَفَى بِها الإسلام أيَّمَا احْتِفاءٍ فوَطدَها، وعَزَّزَهَا ووتَّدَها، ألَيْسَت هي عِمَادُ القُوَّةِ والمُنَّة ؟ ، ونِعْمَتِ النِّعمَةُ والمِنَّة؛ قال جل جلاله ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ) ، وذلك لِمَا يَتَرَتَّبُ عَنِ الاتحادِ والأخوة مِن المَحَبَّة والوِدَاد، واستئصال السخائم والأحقاد.
وتابع يقول إخوة الإيمان .. ورغم ما تعانيه أمتنا من تشتتٍ وتَفَرُّق إلا أن تباشير الأمل والضياء تُبَدِّدُ دائما دياجير الظلم واليأس، وفي هذه الآونة العصيبة، والحقبة التاريخية اللهيبة، أُثْلجت صدور المؤمنين، وقَرَّتْ أعين الغيورين، مع أفراحها بالعيد السعيد، تجددت أفراحها بحدث كبير، وعمل جليل، وإنجاز تأريخي، ألا وهو: المصالحة بين أبناء الشعب الأفغاني عملاً بقول الله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ).
واستبصارًا بقول النبي – صلى الله عليه وسلم – :عليكم بالجماعة وإياكم والفُرْقَة . أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وقد قال عبد الله بن مسعود – رضى الله عنه – : عليكم بالجماعة فإن الله لن يجمع أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – على ضلالة .لقد جاءت هذه المصالحة لتبدد غياهب الغُمة، التي أظلت الأمة، فتفيق من تهويمها الذي طال أمده، وتغوِيرِها الذي اسْبَطَرَّ عَمَده، وتعود هذه البلاد الإسلامية إلى سابق مجدها ورفعتها، وتسترد سامق عِزِّها ومكانتها، ولتحقيق العفو والصلح بين المسلمين ( وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ) .
ومضى إمام وخطيب المسجد الحرام قائلاً " مشاعر الحب التي تَجِلُّ عن الوَصْف، وبعواطف التقدير التي يقصر عنها الرَّصْف، أرسلتها بلاد الحرمين الشريفين هتفة مشفقة حانية إشادة بهذه المصالحة المباركة وتجديد الهُدْنة الموفقة التي تم التوصل إليها بين الأطراف الأفغانية لفترة أطول؛ ليتسنى لجميع الأطراف العمل على تحقيق الأمن والسلام لأبناء الشعب الكرام.
فالشعب الأفغاني الشقيق الذي عانى كثيراً من ويلات الحروب يتطلع، ويتطلع معه العالم الإسلامي إلى طَيِّ صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة قائمة على التسامح والتصالح، ونبذ العنف وإراقة الدماء والمحافظة على حياة الأبرياء، استنادًا إلى التعاليم الإسلامية العظيمة؛ التي تدعو إلى نبذ الفُرْقَةِ والخلاف، والتعاون على البر والتقوى، والعفو والإصلاح بين الأخوة ، قال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) .
وأوضح الشيخ السديس ،أن بلاد الحرمين الشريفين – حرسها الله – حكومةً وشَعْبا ، ومن خلال مؤسساتها الرسمية دعمت قرار المصالحة لأنه قرار حكيم قائم على هَدْيٍ من الشريعة، وقِيَمِهَا الرَّفِيعة، ويهدف إلى صالح شعب مسلم عزيز، وتجاوز الخلافات التي عانى منها طويلا ولم تُجْدِ مواجهتها إلا مزيدا من إراقة الدماء والدمار والعداوة والتناحر ، والأمة الإسلامية والإنسانية أحوج ما تكون لتغليب منطق العقل والحكمة والحوار لتحقيق مصالحها العليا على كافة المطامع والنزاعات الضيقة التي تعود خسائرها بأكثر من مكاسبها الموهومة، وللتاريخ في هذا شواهد ماثلة، لا يعتبر بها إلا من وفقه الله تعالى.
وقال " هذه دعوة حرَّاء إلى مواصلة الجهود نحو المزيد من التوافق والتصالح، والتسامي دوما فوق الخلافات، هيا إلى التنافس الشريف، والتسابق المحمود، والإنجاز الرائع، والإبداع المتألق، دون تعصب أعمى، أو تجريح للآخرين وازدراء لهم، فميدان العمل مفتوح تحت مظلة رسمية مأمونة، تحقق المودة والتجرُّد، وروح الترابط، في حكمة رصينة متوَّجة بأوفى الضوابط ، تُحْيِي التراث الإسلامي الحضاري المعتبر، والموروث الأدبي والاجتماعي المزدهِر، ولتكن هذه البداية لعملية سلام ومصالحة حقيقية وشاملة ، ينعم بظلها شعوب المنطقة بالأمن والأمان والسلامة والاطمئنان، ولتزأر فيكم – أيها المتصالحون – دون إبطاءٍ آمال التحدي للشقاقات، ولتزمجر في دواخلكم اعتبار المقاصد في الأمة والمآلات، ولتتدفق في مرابعكم شلالات الحب والوُدِّ والوِفَاق والمكرمات، حِفَاظًا على سُمْعَةِ هذا البلد الإسلامي، وإرثه الحضاري، ومواصلة الحوار لتجاوز كافة سُبُلِ النزاع ، ومتى تجردت النفوس لهذا الغرض النبيل كان العون والتأييد، وحصل الخير والأمن والسلام ، والمحبة والمودة والوِئَام.
ومضي الشيخ عبدالرحمن السديس يقول " أمة الإسلام .. إن الحفاظ على النسيج الاجتماعي في الأُمَّة واجب ديني ومقصد شرعي ، ومن المهم بل والضروري التوارد على ميثاق شرفٍ أخلاقي ؛ خاصة في الإعلام الجديد ، وسَنِّ الأنظمة الحازمة لردع كل من تُسَوِّلُ له نفسه السير في هذا الطريق الوَعْر وإيذاء المسلمين، وبث الفرقة والخلافات، والتشتت والانقسامات.
وأضاف فضيلته يقول أمة الإيمان .. بهذه المناسبة العظيمة، والمصالحة الكريمة، يُنَوَّه بجهود هذه البلاد المباركة : المملكة العربية السعودية، فهي منذ تأسيسها وهي تُولِي قضايا الإسلام والمسلمين في كل مكان الاهتمام والعناية والحرص والرعاية ، وما البيان الصادر عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله وأيده- إلا أنموذجٌ مُشْرِقٌ لمواقف هذه البلاد المباركة، فهي اليد الحانية والبلسم الشافي لجراحات الأمة ، وقد عبَّر باهتمام بالغ عن حِسِّه الإيماني ووجدانه الإسلامي والإنساني الكبير، وما أبانه -رعاه الله – من سروره وترحيبه وكل مسلم بهذه الخُطوة المباركة ، وتأييده لها، وأَمَلِهِ أن يتم تجديدها والبناء عليها لفترة أطول ليتسنى لجميع الأطراف العمل على تحقيق الأمن والسلام للشعب الأفغاني المسلم الأبِّيّ.
واختتم الشيخ السديس خطبته بقوله " إننا من منبر المسجد الحرام .. لندعو إخواننا الأشقاء من أبناء الشعب الأفغاني المسلم وقد وفقهم الله إلى هذه الخطوة الميمونة إلى مواصلة وتوثيق روابط الأُخُوة والتعاون معا للمحافظة على المقدرات والمكتسبات، وبناء مستقبلهم وجعل مصلحة وطنهم فوق كل الاعتبارات، مُفَوِّتِين الفرصة على المُغْرِضِين والمتربصين.
مُرْتَقِين عاليا بمعاني أخوتهم وقيمهم الدينية ولُحْمتهم الوطنية؛ لتأخذ أفغَانُنَا المسلمة وضعها اللائق بها في منظومتها الإسلامية والعالمية ، وأن يَجِدُوا في دعوة خادم الحرمين الشريفين – وفقه الله – من منطلق الرسالة الإسلامية في بُعْدِهَا الإسلامي الكبير، والإنساني العميق، والحضاري الوثيق، وقِيَمِهَا العُليا الحاضنة للجميع – أُسْوَةً حسنة، وأنموذجا يُحْتَذَى في الالتفاف حول مطلبها الأَخَوِيّ المُشْفِق والمُحِب والداعم لكل خير وتصالح في بلاد الأفغان وفي كل مكان، والله المسئول أن يُوَفِّق الأُخْوَة الأفغان إلى ما فيه مصلحة بلادهم ، وأن يُصْلِح ذات بينهم، ويحقق لهم الأمن والسلام والاستقرار وسائر بلاد المسلمين، وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده خير الجزاء على حرصهم على نُصرة قضايا الإسلام والمسلمين في كل مكان، وأن يجعله في موازين أعمالهم الصالحة .
وفي المدينة المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة اليوم عن عمر الانسان المقدر بأجل ووجوب استغلاله في الطاعات فالزمان لن يعود والسعيد من استغل عمره وزمانه في طاعة ربه .
وقال إن المسلمين ودعوا شهر رمضان موسم الفضل والطاعات والغفران فيا سعادة من كان من الفائزين والمستقمين فالاستقامة على الطاعات من علامات قبول العمل وماتقرب عبد الى الله تعالى بشيء أحب إليه مما أفترضه عليه ولا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتي يحبه مستشهد فضيلته بالحديث القدسي ( إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا ، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ، وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ) .
وشدد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، على المسلمين بعد الشهر الكريم المحافظة على الفرائض وأداء النوافل وعدم هجر القرآن الكريم والحرص على قيام الليل وصيام الهواجر وصيام ستة من شوال ،قال – عليه الصلاة والسلام – : من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر .
وبين فضيلته،أن الزمان كالمال كلاهما يجب الحرص عليه والاقتصاد في إنفاقه وتدبير أمره وإذا كان المال يمكن جمعه وادخاره وتنميته فالعمر عكس ذلك فكل دقيقة ولحظة ذهبت لن تعود أبدا ولو أنفق ما في الارض جميعا ،مفيداً أن الزمن مقدر بأجل معين وعمر محدد لا يمكن أن يقدم أو يؤخر وتكون قيمته في حسن انفاقه فوجب على كل إنسان أن يحافظ على وقته ولا يفرط فيه ويصرفه في أعظم المصارف وأجلها ألا وهي طاعة الله عزوجل.
وخلص الشيخ عبدالله البعيجان، في نهاية خطبته إلى أن العمر يسير والزمان قصير وما مضى فات وكل ما هو آت آت والعمر كله مواسم طاعة فلا مجال للتفريط فيها فبهذا العمر يستطيع الإنسان أن يشتري الخلود الدائم في الجنان وفي المقابل فإن من فرط وقع في الهلاك والخسران فينبغي للعاقل أن يعرف قدر عمره وأن ينظر في أمره ويغتنم ما يفوت استدراكه فربما بتضييعه هلاكه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.