أبدى القائد السابق للحرس الثوري وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الجنرال محسن رضائي قلقه الشديد من بروز أزمات ومشاكل داخلية تنذر بسقوط النظام الإيراني. وقال خلال كلمة ألقاها في مدينة لنجان بمحافظة أصفهان إن النظام مهدد بالانهيار؛ وذلك بسبب عدة عوامل، يأتي في مقدمتها الفساد والفقر وأزمة البطالة التي بدأت تتفاقم، لافتاً إلى أن من عوامل انهيار النظام أيضا عدم الكفاءة في بعض الأشخاص لتولي المناصب المهمة والعليا، واصفا تلك المشاكل بالقنابل الموقوتة وأنها ستنفجر قريباً ما لم يتم التصدي لها ومعالجتها في القريب العاجل. وطالب رضائي وهو أحد المقربين من المرشد خامنئي، بضرورة تنبه الحكومة لهذه المشاكل الداخلية وإيجاد حلول عاجلة لها وعدم إهمالها لأنها تهدد بقاء النظام وربما تتسبب في سقوطه. وجاء حديث رضائي هذا عقب تقارير رسمية أكدت تزايد أعداد البطالة في بالبلاد والتي وصلت حسب تصريح وزير العمل والشؤون الاجتماعية إلى نحو 10 ملايين شخص، معظمهم يحملون شهادات عليا، كما أكد وزير الداخلية الإيراني وجود 10 ملايين إيراني يعملون في مجال تهريب المخدرات، في الوقت الذي أشار مدير عام مركز البحوث في مكافحة المخدرات الإيرانية حميد صرامي إلى أن 37% من مدمني المخدرات في إيران هم من حَمَلة الشهادات العليا، في إشارة منه إلى تفشي المخدرات وسط إهمال الحكومة. وكانت الصحف الإيرانية نشرت مؤخراً تقارير مصورة بخصوص لجوء الفقراء إلى المقابر للسكن فيها ما أحدث ضجة كبيرة في داخل المجتمع الإيراني. ووجه محسن رضائي خطابه إلى الحكومة مطالباً إياها بتوسيع الاهتمام وتمديد النفوذ خارج إيران وكذلك مراقبة الوضع الداخلي وعدم إهماله لأنه يشكل خطراً كبيراً على النظام خصوصاً في مناطق الشعوب غير الفارسية ك الأحواز العربية والأكراد والآذريين والبلوش الذين يعانون من الاضطهاد المستمر وحرمانهم من حقوقهم الأساسية. من جهته علّق المسؤول الإعلامي في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز يعقوب حر التستري على تصريح محسن رضائي أنه يتخوف من غضب الشعوب غير الفارسية وأن النظام يخشى من أي تحرك تقوم به الشعوب غير الفارسية، كما حصل مؤخراً في الأحواز من انتفاضة غاضبة للتنديد بما يمارسه النظام بحقهم والظلم الذي يتعرضون له وسرقة ثرواتهم، واستمرت لعدة أيام. وأضاف التستري أن حديث رضائي موجه لكافة المسؤولين والأحزاب بأن الخطر الحقيقي يكمن في مناطق الشعوب غير الفارسية وأن تحركاتهم المستمرة تشكل خطراً كبيراً على النظام، وأنه يطالب الجميع بالتكاتف لأن سقوط النظام هو نهاية الجميع. ويرى مراقبون للشأن الإيراني بأن هذه التصريحات والتي تعد الأولى من نوعها من مسؤول عسكري كبير مقرب من خامنئي وهو قائد سابق للحرس الثوري هي بمثابة أن النظام شعر بالخطر الحقيقي ويخشى الانهيار السريع، مضيفين أن النظام سعى منذ قيام الثورة عام 1970م إلى توسيع نفوذه الخارجي وسط اهمال كبير للوضع الداخلي حتى أصبح خطراً يهدد النظام. وأكد المراقبون أن الشعوب غير الفارسية باتت مستعدة أكثر للتحرك لإسقاط هذا النظام والخلاص من الاستبداد والقمع والظلم الذي فرضه عليهم هذا النظام وحرم مناطقهم من الخدمات الأساسية بالإضافة إلى فرض الثقافة الفارسية عليهم وإجبارهم على تعلم اللغة الفارسية ومنع تعلم لغتهم الأم.