على ضفاف عروس البحر الأحمر، وتحت توهج أضواء ملعب الجوهرة حلمت ذات ليلة بأنني ذلك الفتى الطائر الذي حمله حظه السعيد لينال شرف لقاء ملك القلوب وحبيب الأرواح خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- ولقد تعجبت من إتقاني للطيران في تلك الليلة ببراعة متناهية، مع أنني لم أجرِّب الطيران في حياتي إلا مرة واحدة عندما قفزت من أعلى بناء في القرية فكادت ساقي حينها أن تُكسر؛ مما حدا بي إلى عدم تكرار تلك التجربة مرة أخرى، ولكن حب «أبو متعب» قد ألهم القلب شوقاً وأضفى على الروح طيفاً من العشق؛ فأصبحت الأرواح أجنحة ترفرف شوقاً والقلوب أطيافاً طائرة تحلق عشقاً للقاء ملك القلوب. لم يكن القلم ليعني شيئاً لولا أنه قلم «أبو متعب»، فالهدية تكتسب قيمتها من مقام صاحبها ومهديها وليس من قيمتها السعرية، فالرمزية التي يوحي بها هذا القلم وهذه الهدية هي التي جعلت الكثير من رجال الأعمال يتنافسون من أجل شرائه وبذل المبالغ الطائلة في سبيل الحصول عليه وامتلاكه. وفي تصوري الشخصي فإن خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- قد منحنا في تلك الليلة البهيجة وتلك الاحتفالية السعيدة أكثر من هدية وأكثر من جوهرة ثمينة، فالهدية الأولى كانت هي مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، أما الهدية الثانية فهي إطلالته- حفظه الله- المفعمة بالحب والشوق لأبنائه ولشعبه ولوطنه. أما أجمل تلك الهدايا وأغلاها فقد تمثلت في تلك الابتسامة المشرقة والمضيئة، والتي ارتسمت على محياه البشوش- حفظه الله- والتي أبهجت الجميع وأفرحت البعيد قبل القريب، لقد كانت ابتسامة «أبو متعب» في تلك الليلة أغلى من كل الأقلام والهدايا، وكان تورُّد خديه بالفرح أجمل من كل الأمنيات والعطايا. كانت فرحتي غامرة وأنا أتأمل تلك الابتسامة الحانية لخادم الحرمين الشريفين وذلك المحيا المشرق، وقد ازداد تألقاً وضياءً وهو يسلم قلمه الغالي إلى ذلك الفتى الطائر، وتذكرت حينها قول الشاعر العربي زهير بن أبي سلمى حين قال: تراه إذا ما جئته متهللاً *** كأنك تعطيه الذي أنت سائله ولقد خيّل لي بأنني أنا من تسلم ذلك القلم من يدي «أبو متعب»- حفظه الله. صحوت من منامي لأفتش جيبي فإذا بي لا أجد إلا قلمي أبو ثلاثة ريالات، وتفقدت قلبي فإذا حب «أبو متعب» قد تملك فؤادي، وابتسامته الحانية لا تزال تعانق أعماقي، حينها غمرتني الفرحة ودعوت الله أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وأن يسبغ عليه نعمة الصحة والعافية. حسن الشمراني رابط الخبر بصحيفة الوئام: #مقالات – أنا وقلم الملك – بقلم :حسن الشمراني