الذهب يستقر بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    سماء غائمة بالجوف والحدود الشمالية وأمطار غزيرة على معظم المناطق    مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    الوسط الثقافي ينعي د.الصمعان    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان رئيس الإمارات في الشيخ طحنون آل نهيان    تيليس: ينتظرنا نهائي صعب أمام الهلال    برئاسة وزير الدفاع.. "الجيومكانية" تستعرض خططها    محافظ سراة عبيدة يكرم المشاركين والمشاركات ب أجاويد2    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    سعود عبدالحميد «تخصص جديد» في شباك العميد    الهلال يواجه النصر.. والاتحاد يلاقي أحد    رغم المتغيرات العالمية.. الاقتصاد الوطني يشهد نمواً وتنوعاً متسارعاً    اَلسِّيَاسَاتُ اَلتَّعْلِيمِيَّةُ.. إِعَادَةُ اَلنَّظَرِ وَأَهَمِّيَّةُ اَلتَّطْوِيرِ    يجيب عن التساؤلات والملاحظات.. وزير التعليم تحت قبة «الشورى»    متحدث التعليم ل«عكاظ»: علّقنا الدراسة.. «الحساب» ينفي !    أشعة الشمس في بريطانيا خضراء.. ما القصة ؟    هذا هو شكل القرش قبل 93 مليون سنة !    رئيس الوزراء الباكستاني يثمِّن علاقات بلاده مع المملكة    جميل ولكن..    السعودية تتموضع على قمة مسابقات الأولمبياد العلمية ب 19 ميدالية منذ 2020    أمي السبعينية في ذكرى ميلادها    هكذا تكون التربية    ما أصبر هؤلاء    «العيسى»: بيان «كبار العلماء» يعالج سلوكيات فردية مؤسفة    زيادة لياقة القلب.. تقلل خطر الوفاة    «المظهر.. التزامات العمل.. مستقبل الأسرة والوزن» أكثر مجالات القلق    «عندي أَرَق» يا دكتور !    33 مليار ريال مصروفات المنافع التأمينية    استشهاد ستة فلسطينيين في غارات إسرائيلية على وسط قطاع غزة    الأمير محمد بن سلمان يستعرض مع كيركنتزس استعدادات «إكسبو 2030»    لؤي ناظر يعلن عودته لرئاسة الاتحاد    «سلمان للإغاثة» ينتزع 797 لغماً عبر مشروع «مسام» في اليمن خلال أسبوع    وزير الصحة يلتقي المرشحة لمنصب المديرة العامة للمنظمة العالمية للصحة الحيوانيّة    النصر يتغلب على الخليج بثلاثية ويطير لمقابلة الهلال في نهائي كأس الملك    مدرب تشيلسي يتوقع مواجهة عاطفية أمام فريقه السابق توتنهام    طالبة سعودية تتوّج ضمن أفضل 3 مميزين في مسابقة آبل العالمية    بمناسبة حصولها على جائزة "بروجكت".. محافظ جدة يشيد ببرامج جامعة الملك عبدالعزيز    تعزيز الصداقة البرلمانية السعودية – التركية    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    في الجولة ال 30 من دوري روشن.. الهلال والنصر يواجهان التعاون والوحدة    دورتموند يهزم سان جيرمان بهدف في ذهاب قبل نهائي «أبطال أوروبا»    العثور على قطة في طرد ل«أمازون»    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    تنمية مستدامة    تحت رعاية الأمير عبدالعزيز بن سعود.. حرس الحدود يدشن بوابة" زاول"    اطلع على المهام الأمنية والإنسانية.. نائب أمير مكة المكرمة يزور مركز العمليات الموحد    الفريق اليحيى يتفقد جوازات مطار نيوم    أمير الشرقية يثمن جهود «سند»    أغلفة الكتب الخضراء الأثرية.. قاتلة    مختصون: التوازن بين الضغوط والرفاهية يجنب«الاحتراق الوظيفي»    مفوض الإفتاء بالمدينة يحذر من «التعصب»    أمن الدولة: الأوطان تُسلب بخطابات الخديعة والمكر    مناقشة بدائل العقوبات السالبة للحرية    فرسان تبتهج بالحريد    التوسع في مدن التعلم ومحو الأميات    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    سمو محافظ الخرج يكرم المعلمة الدليمي بمناسبة فوزها بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثانية 1445ه    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استخباراتية.. تكشف عن مراحل تاريخية في علاقة بريطانيا بجزيرة العرب
عناوين بحثية مهمة تناقش في الملتقى العلمي ال12 لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون
نشر في الوطن يوم 08 - 05 - 2011

يفرز عدد من الباحثين نتائج جملة من الرحلات التاريخيه شهدتها الجزيرة العربية خلال عقود زمنية مضت، تنوعت أهدافها ما بين استخباراتية وسياسية واقتصادية، ودور تلك الرحلات في العلاقات بين بريطانيا ودول الخليج العربي في ذلك الوقت.
كما يطرح الباحثون عناوين مهمة في الملتقى العلمي ال12لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في لقاء تستضيفه الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتنطلق فعالياته برعاية رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بفندق الإنتركونتننتال بالرياض غدا، بمشاركة قرابة 150 من أعضاء الجمعية وعضواتها من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.
وتحجز المسوحات التاريخية والآثارية كذلك موقعها في الملتقى الذي يطرح على مدى يومين أكثر من 25 بحثا متخصصا في دول مجلس التعاون الخليجي وآثارها وتراثها عبر مختلف الحقب التاريخية القديمة والإسلامية والحديثة والمعاصرة، وتقف البحوث على "المسوحات الأُثرية شمال شرق المدينة المنورة"، وكذلك "قصر كاف في محافظة القريات" و"دور الشعر العربي القديم في تحديد مواضع شرق الجزيرة العربية" كل ذلك إضافة إلى مفردات بحثية ترتبط ب"السيف عبر التاريخ"، و"الزخارف الملونة في فخار دادان"، وكذلك "العمامة كمدخل لتصميم أغطية نسائية معاصرة".
رحلة لويس بيلي إلى الرياض
الباحث في الديوان الأميري بعجمان، سيف بن عبود البدواوي يقدم ورقته المعنونة ب"رحلة لويس بيلي إلى الرياض عام1862، وأثر ذلك على العلاقات السعودية - البريطانية".
ويشير البدواوي إلى أن "لويس بيلي عينته بريطانيا عام 1862-1872 في الخليج العربي ولديه طموح في معرفة أسرار الجزيرة العربية، وقام من أجل ذلك بعدة رحلات في أنحاء مختلفة من المنطقة، وكانت نتائج رحلاته كما هائلا من المعلومات السياسية، الاقتصادية، الأنثروبولوجية، والاستخباراتية"، إضافة إلى خطته المشهورة في مد خط تلجراف من الهند إلى لندن. وتكمن أهمية الورقة من كونها تتطرق إلى مرحلة حرجة في تاريخ الجزيرة العربية والعلاقات بين بريطانيا والدولة السعودية الثانية، حيث يقدم الباحث شرحا مفصلا عن الشخصيات الفاعلة في تلك المرحلة.
منظومة السيطرة البريطانية
ويرى الدكتور محمد بن حميد السلمان في ورقته"منظومة السيطرة البريطانية في الخليج: شكسبير وبلجريف أنموذجا" أن بريطانيا ورثت معظم مستعمرات البرتغال وإسبانيا وهولندا في المشرق الإسلامي بدءاً من مطلع القرن السابع عشر الميلادي، واستطاعت في الخليج بالتعاون مع الشاه عباس أن تحكم سيطرتها على مضيق هرمز عام 1622.
وتحاول ورقة السلمان أن تطل من نافذة الخليج العربي على جزء من منظومة السيطرة البريطانية غير المباشرة في الخليج التي تحولت تدريجياً مع مطلع القرن العشرين وقبل الحرب العالمية الأولى إلى سلطة حماية غير واضحة المعالم والرؤى السياسية والاقتصادية.
رحلة اللورد كيرزون إلى الخليج
وفي سياق الرحلات كذلك تكشف عميدة كلية التصاميم والاقتصاد المنزلي ببريدة (جامعة القصيم) فاطمة محمد الفريحي في ورقتها "رحلة اللورد كيرزون إلى الخليج العربي عام 1903" عن هدف الرحلة حين أدرك كيرزون أن سلامة الهند تكمن في سيطرة بريطانيا على الخليج.
واتخذ الرحالة كيرزون الترتيبات اللازمة لكِي تترك الرحلة وما يصاحبها من احتفال أثراً كافياً في نفوس سكان الخليج, وبدأت الرحلة في ال 16 من نوفمبر 1903، ودلت تلك الرحلة بحسب الباحثة الفريحي على قوة بريطانيا ونفوذها بعد تغلبها على حدة المنافسة الأجنبية في الخليج, وكانت حدثاً لا سابق له في تاريخ الخليج.
مسوحات أثرية
وفي مجال المسوحات الأثرية والتاريخية يسلط اختصاصي الآثار بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور خالد بن محمد أسكوبي في ورقته عن "المسوحات الأثرية شرق المدينة المنورة" الضوء على أهم الآثار، التي خلفها سكان المنطقة أو من عبرها من أرباب القوافل، وقد تركزت أعمال موسم 1428 لفريق علمي، على مسح الجهة الشرقية من المدينة المنورة، تمّ خلالها حصر وتسجيل وتوثيق 24موقعاً، على مساحة تقدر بحوالي 60كيلاً.
وكانت بداية المسح كما يقول أسكوبي من وادي الخضراء(الأشيهيبات) باتجاه ساحة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز من الجهة الشرقية، وامتّد المسح ليشمل وادي الخضراء، وشعيب الأشيهيبات، وكذلك بداية وادي العوينة، والعوينة، ووادي العريفي، وقصر وآبار العريفي، وسد السايبية، ووادي السايبية، والسايبية، وشعيب السطيح، وآبار السطيح، وأخيراً تمّت تغطية مسح وادي ثعلة.
ويستعرض الباحث في ورقته نماذج لبعض الأعمال وفقاً لخطة مرسومة لتكثيف أعمال المسح على المناطق المحيطة بالمدينة المنورة من جميع الجهات، وجاءت النتائج كما ذهب الباحث الأسكوبي مشجعة للغاية، وقال "تَمَّ الكشف عن مواقع أثرية لمساكن ومزارع ومنشآت مائية ومنها السدود، وقنوات الري والآبار"، بالإضافة إلى الكشف عن أعداد من الرسوم الصخرية والنقوش والكتابات العربية القديمة والإسلامية.
الشعر يكشف موقعا مندثرا
وفي السياق ذاته يستعرض الباحث في التاريخ والآثار والأدب عبدالخالق عبدالجليل الجنبي في ورقته عن "دور الشعر العربي القديم في تحديد مواضع شرق الجزيرة العربية، عدولي مثالا" كيفية توصله كباحث إلى تحديد موضع قرية قديمة مندثرة في الساحل الشرقي للمملكة، كان لها شهرة بصناعة السفن التي نسبت إليها، وهي السفن العدولية التي أكثر شعراء ما قبل الإسلام من ذكرها.
ويتناول البحث بالخصوص القصيدة الحائية للشاعر العربي نهشل بن حريّ التميمي التي كان لها الدور الأكبر في تحديد موضع هذه القرية الساحلية، كما يسلط البحث الضوء على بعض الاكتشافات الأثرية، كما سيحتوي البحث على بعض الخرائط والصور الملتقطة من الأرض والفضاء لموضع هذه القرية مع صور إيضاحية تبين كيفية تشبيه الشاعر لقافلة الحبيبة بالسفن التي كانت تخرج من هذه القرية.
قصر كاف
من جانبه، يتناول عضو هيئة التدريس بجامعة الجوف الباحث نايف بن علي الشراري في ورقته عن "قصر كاف في محافظة القريات: شاهدا تاريخيا ومعلما أثريا من أواخر العصر العثماني"القصر الذي يقع شرق محافظة القريات بحوالي 18كم ، وكانت هذه القرية – حسب الباحث - محطة من محطات طريق القوافل القديم شمال الجزيرة العربية، ثم أصبحت حامية عثمانية، لكنها تعرضت في الخامس عشر الميلادي للهدم والتدمير، ثم بدأ الاستيطان فيها لأغراض تتعلق باستخراج الملح والمتاجرة فيه، وذلك في حوالي سنة 1244/ 1828.
يهود وداي القرى
ويقدم الباحث حمد بن منصور البلوي في ورقته "يهود وادي القرى حتى نهاية خلافة عمر بن الخطاب" فكرة عامة حول حياة هؤلاء اليهود، بجوانبها المختلفة: الاجتماعية الاقتصادية، والثقافية، وكذلك السياسية، والدينية، حيث يتناول تاريخ الوجود اليهودي في وادي القرى، والتعرف عليهم، وعلى خصائصهم الاجتماعية، كما يتطرق إلى علاقاتهم بالجماعات اليهودية في منطقة الحجاز وما جاورها مثل: يهود يثرب، خيبر، فدك، تيماء وغيرها.
وتعالج دراسة عضو هيئة التدريس بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز بن سعود الغزي ومدير متحف الآثار بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور فؤاد بن حسن العامر تحت عنوان "الزخارف الملونة على فخار دادان، المواسم السبعة الأولى ودلالاتها الزمنية" قضية الدلالات الزمنية للعناصر الزخرفية على فخار دادان الذي تم اكتشافه خلال المواسم التنقيبية السبعة الأولى في الموقع.
وتتضمن الدراسة وصفاً للعناصر الزخرفية وتشخيصاً لها، حيث صنفت الزخارف إلى مجموعات داخل كل مجموعة عدة أنماط للعنصر الرئيس ووصف كل نمط على حده.
التنقيبات وحضارة دلمون
ويكشف الدكتور عبدالعزيز علي الصويلح الذي يعمل في إدارة الآثار والمتاحف بمملكة البحرين في ورقته المعنونة ب"المكانة الدينية لقرية بار بار خلال فترة حضارة دلمون" ما أوضحته أعمال التنقيبات الأثرية التي تمت في دول مجلس التعاون العربية على الرقعة الجغرافية التي شملها مسمى دلمون، ومن أهمها إطلالة الموقع على الخليج العربي باعتباره من أهم الطرق التجارية البحرية في العصور القديمة بالإضافة إلى احتوائه على أهم مصادر الرزق المتمثلة في وجود أنواع مختلفة من الأسماك والمحار الحاضن لأجود أنواع اللؤلؤ، وأيضاً توفر المياه العذبة التي ساهمت في نشاط زراعي مبكر.
ولقد لعبت مملكة البحرين- حسب الصويلح - خلال فترة حضارة دلمون من خلال موقعها الإستراتيجي بالنسبة للخليج العربي دوراً كبيراً في اتخاذها محطة تجارية للسفن القادمة من الجنوب حيث مراكز حضارة وادي السند وحضارة مجان ومن الشمال حيث مراكز حضارة بلاد الرافدين وعيلام، فكانت تصل إليها مختلف البضائع من تلك المراكز وغدت مقراً لكثير من تجارها الذين تركوا كثيرا مما يشير إلى اتخاذهم مملكة البحرين مركزاً لإدارة نشاطاتهم التجارية.
وتبرز الدراسة كثيرا من النصوص الأدبية الدينية الطابع التي اكتشفت في بلاد الرافدين دوراً آخر لدلمون يتمثل في مكانتها الدينية. ومن أهم تلك النصوص أسطورة "أنكس وننخرساك" وأسطورة جلجامش، وهما تتحدثان عن دلمون بوصفها الجنة، التي بموجبها اتخذت من قبل مجمع الآلهة في بلاد الرافدين موطناً لها دون غيرها من البلدان.
وتستجلي دراسة أستاذة قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الأميرة نورة، الدكتورة سميرة سعيد القحطاني "بعض ملامح العمارة المدنية ومصطلحاتها في كتابات المسند الجنوبي، دراسة في ضوء النقوش" بعض ملامح العمارة في جنوب شبه الجزيرة العربية, ولاسيما العمارة المدنية, من خلال ما توافر من نقوش المسند الجنوبي, التي ورد فيها عدد من المصطلحات المعمارية.
ميناء ينبع ودوره الاستراتيجي
ويرى الباحث محمد موسى القريني في ورقته "النشاط التجاري لميناء ينبع البحر في ضوء دفاتر مالية واردات، وذلك في دفتر جمرك ينبع البحر لشهر ربيع الآخر 1278/1861أن الموانئ والبنادر على سواحل البحر الأحمر لعبت الدور البارز في استراتيجية حركة الملاحة والتجارة الدولية عبر الأزمنة التاريخية".
ومن بين تلك الموانئ التي كان لها من الأهمية الإستراتيجية والتجارية خلال القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، ميناء ينبع البحر، الذي يعتبر الميناء الثاني من حيث الأهمية في الحجاز بعد ميناء جدة كونه أقرب الموانئ للمدينة المنورة.
ولقد حظي هذا الميناء بعناية وأهمية فائقة من قبل الدولة العثمانية عبر عن ذلك المراسلات والتقارير لرموز السلطة العثمانية في الحجاز، التي تزخر الأرشيفات العثمانية في الجمهورية التركية بالمئات منها، إضافة إلى العديد من الدفاتر المالية (MLWRD) التي تحمل في طياتها أهمية خاصة عن الحركة التجارية في تلك الموانئ.
السيف من عدة المؤمنين
وتشير أمينة متحف الآثار بمتحف البحرين الوطني الباحثة ليلى محمد الحدي في ورقتها "السيف عبر التاريخ" إلى أنه عند الحديث عن السلاح بوجه عام وفق المفهوم الإسلامي يقترن السلاح بالقوة والحرب، وتؤكد أن السلاح ليس للاستعلاء في الأرض وليس وسيلة للتسلط على الآخرين أو التعدي عليهم وإنما هو عدة المؤمنين.
وتكمن الإشكالية - حسب الباحثة الحدي - في أنه رغم الحروب والأزمات التي تمر بها المنطقة العربية والعالمية إلا أن السلاح الأبيض بقي مرتفعا بسعره وقيمته وظل لا يمكن شراؤه والاحتفاظ به إلا بترخيص يحمل رقم صاحبه.
الآثار الإيجابية لمعاناة الرسول
وتحت محور" التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية" يكشف عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور صالح أحمد الضويحي في ورقته "الآثار الإيجابية لمعاناته صلى الله عليه وسلم من قومه" حيث تبين قراءة أحداث السيرة النبوية أن المواقف التي عانى فيها المصطفى، حملت له أثراً إيجابياً على نفسه ودعوته، فمن ذلك في العهد المكي لما سعت قريش إلى وصفه بالساحر حتى ينفر منه الناس كان ذلك حافزاً للعرب الذين عرفوه في أسواقهم أن يبتغوا غيرهم فأتى الناس من خارج مكة يسألون عنه ثم يستجيبون لدعوته، وفي المدينة كانت قصة الإفك خيراً على النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته لتفضح المنافقين وتؤكد طهارة البيت النبوي.
وفي ورقته "العلاقة التاريخية بين عمان وبلاد المغرب في العصر الإسلامي، الدوافع والموانع" يرجع عضو مناهج التاريخ بوزارة التربية والتعليم بعمان الباحث ناصر بن علي الندابي علاقة عمان ببلاد المغرب إلى القرون الهجرية الأولى، وتكمن بداية هذه العلاقة في تلك القبائل الأزدية والمهرية العمانية التي شاركت مع عمرو بن العاص في فتح مصر، التي استوطنت الأراضي المصرية بعد الفتح، وأسهمت هذه القبائل في فتح بلاد المغرب، وزادت هذه العلاقة ودعّمها الولاة العمانيون من بني المهلب بن أبي صفرة، الذين مسكوا زمام الأمور في بلاد المغرب لفترة طويلة.
وفي حديثه عن "علماء وأعلام المخلاف السليماني في القرن الحادي عشر الهجري من خلال مخطوطة فوائد الارتحال للحموي يؤكد عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ في كلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد الدكتور محمد بن منصور حاوي أن كتب التراجم من أهم مصادر المعرفة بشكل عام, وعلى وجه الخصوص للبنية التاريخية مشيرا إلى أهميتها في رصد النشاط العلمي في كلّ عصر ومصر.
ويقدم مدير مركز الدراسات التاريخية بجامعة البحرين الدكتور محمد أحمد عبدالله ورقة بعنوان"وصف البحرين في القرن ال19 من خلال المصادر البريطانية" ويسلط الضوء على مساهمة المصادر البريطانية، السابقة على دليل جون جوردون لوريمر عن الخليج العربي ووسط الجزيرة العربية وعُمان، في رسم جغرافية البحرين في القرن التاسع عشر، من خلال استعراض نماذج من نصوص هذه المصادر، مما أورده المسؤولون البريطانيون والرحالة الغربيون من خلال التقارير السياسية ومدونات الرحلات عن البحرين، وهي نصوص تساعد على فهم البيئة المكانية ونطاق العمران الذي جرت فيه أحداث البحرين مما يعين على تدوين وتفسير أحداث تاريخ البحرين في القرن التاسع عشر.
وعن "دور أسرة السليمانيين الثقافي والاجتماعي في المجتمع العماني" يرى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أن عمان حظيت بعلماء على مسار التاريخ العماني, أغنوا المكتبة العمانية بالكتب الضخمة في العلوم المختلفة, التي جعلت العمانيين يملكون ثروة علمية كبيرة، وظهرت على الساحة الثقافية والعلمية العمانية مجموعة من علماء الأسر المثقفة من أمثال: علماء آل كندة, وعلماء آل نجاد في القرنين الخامس والسادس الهجريين, وعلماء آل مفرج, وعلماء آل مداد في القرنين التاسع والعاشر الهجريين, وعلماء بني خروص, وعلماء آل إسماعيل, وعلماء الجهاضمة, وغيرهم من العلماء, فبرز منهم: قضاة, مؤلفون, فقهاء, وقادة.
وفي ورقته عن "تاريخ الغوص وحياة البحر في الساحل الشرقي" يتحدث محمد بن عبدالعزيز القويعي - باحث متفرغ للبحث التراثي وصاحب متحف تراثي خاص- عن حياة البحر والبحارة وعن عالم الغوص ورجال الغوص وعاداتهم وتقاليدهم وأهازيجهم وعما يتعرضون له في هذه الرحلة البحرية لكسب لقمة العيش.
العمامة ومدلولاتها الحضارية
وترى كل من الدكتورة دلال عبدالله بن نامي الشريف والباحثة حورية عبدالله تركستاني في ورقة تحت عنوان"العمامة كمدخل لتصميم أغطية نسائية معاصرة" أن لكل شعب من الشعوب زيا معينا يمثل الهوية الوطنية كما أن هناك بعض الشعوب لها من القطع الملبسية المتعددة ما يكون معروفا ومميزا لها، مثال ذلك "ارتداء العمامة التي تعتبر من أقدم أغطية الرأس عند العرب عامة والمسلمين خاصة لأنها تعتبر من الأزياء التراثية الأصيلة ومصدرا وثائقيا يلقي بأضوائه على صور الحياة الاجتماعية والفكرية والحضارية النابعة من الجذور التاريخية والظروف الجغرافية، واختلفت مسميات العمامة من دولة لأخرى رغم وجود الشبه بينها، وقد يكون الاختلاف أحيانا في الشكل لا في المسمى".
وهذا يؤكد أهمية دراسة العمامة باعتبارها معيناً خصبا وجزءا لا يتجزأ من ثقافة الشعوب حيث كان ذلك مصدرا لإلهام الباحثتين والكشف عن طابعها التاريخي والاجتماعي المميز كمدخل لتصميم أغطية نسائية معاصرة تؤكد الهوية العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.