دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إلى مزيدٍ من النظر والتأمل، وقال: فيمن يرى من نفسه أنه يحمل هموم أمته، وهو لا يتحدث إلا عن المسؤوليات الملقاة على الآخرين الكبار منهم والصغار، ومن ثم تراه يُحمّلهم أسباب ما يراه هو من قصور أو أخطاء ولكنه في هذه الغمرة الغامرة، والنظرة القاصرة يغفل عن حقيقة كبرى، ومسؤولية شرعية عظمى إنها مسؤوليته وواجباته وقدراته وإمكاناته ووسائله وأدواته، يغفل كل الغفلة فلا يدرك أن تفريط الآخرين أو تقصيرهم لا يعفيه أو يعذره عن القيام بمسؤولياته وأداء واجباته. بل إنه من شدة الغفلة وغلظ الحجاب ينشغل بما لا يجب عليه، وما ليس من مسؤولياته، ويفرط في مسؤولياته ويقصر في واجباته، ويشتد التقصير لينشغل هذا المبتلى بالنزاعات والخلافات والمجادلات، فهو بهذا ضائع مُضيّع. طلب الحق قال ابن حميد في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس: أنت مسؤول عن تحري الحق، والسؤال عنه من الثقات الأثبات، واعلم أن انتشار الشيء وشيوعه وكثرة أخذ الناس به ليس مسوغا لأن ترتكبه، وتجاري الناس فيه أو تتهاون في طلب الحق وتحريه، لا تتساهل في متابعة أدوات التواصل والمواقع، وما تنضح به من مثبطات وتيئيسات وشكوك وشبهات ومشغلات، عليك بحفظ الوقت وأخذ النافع ولزوم العمل الصالح، الخصومات والمجادلات التي تمتلئ بها الساحات لا ينبغي للمسلم أن يجري وراءها أو يجعلها سلما لينال من أعراض العلماء والمسؤولين وحقوقهم، وإلقاء التبعية عليهم وحدهم، فكل امرئ عليه مسؤوليته. غلو بعض الناس أو تساهلهم أو تفريطهم لا يسوغ النيل من الدين وأحكامه وأهله، وطريق الوسط معروف ظاهر لمن صلحت نيته وحسن قصده وصلح عمله وصح على الله توكله. بلوغ الوجاهة في المدينةالمنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة عن مكانة العبد عندالله عز وجل، مذكراً بوجوب طاعته وتقواه. وقال: إن بلوغ الوجاهة عند الله مرتبة سنية، ورفعة الدرجات مقامٌ عليٌ، وكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القدوة في السمو بهمتهم إلى أعلى الرتب حين يدعو أحدهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: اللهم إني أسالك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفذ. وأضاف الثبيتي أن «من كان وجيهاً عند ربه فاز بالقرب منه سبحانه، ومن كان قريباً من مولاه فإنه إن سأل ربه أعطاه، وإن استعاذ كفاه ووقاه».