فيما تواصلت الانتقادات لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئ، بانسحاب قوات بلاده من سورية، والتخلي عن قوات سورية الديمقراطية «قسد»، التي تترقب هجوما تركيا، أعلنت أنقرة عن تأجيله قبل أيام لفترة محدودة، وقالت مصادر إن قوات سورية الديمقراطية، والتي تتشكل في معظمها من وحدات الحماية الكردية، اضطرت أمام التغيرات الأميركية المفاجئة، إلى تغيير تكتيكاتها السياسية والعسكرية للوقوف أمام الأطماع التركية في سورية، ولحماية قواتها من الانهيار . وحسب المصادر فإن وفدا من قوات سورية الديمقراطية التقي مسؤولين روس في العاصمة موسكو أمس، للتباحث حول مستقبل شرق الفرات، مشيرة إلى أن الروس قدموا عرضا لقوات سورية الديمقراطية بانتشار قوات حرس حدود تابعة للنظام السوري، في المنطقة الحدودية من شرق الفرات إلى نهر دجلة في مثلث الحدود السورية – العراقية – التركية. تأمين الدعم أوضحت المصادر أن العرض حصل على موافقة مبدئية من قبل قوات سورية الديمقراطية، إلا أن النقاش لا يزال قائما حول إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية في منطقة شرق الفرات، حيث اشترطت «قسد» أن يجري إرسال قوات حرس حدود نظامية، وليس قوات على شكل القوات التي جرى سابقا إدخالها لعفرين على شكل قوات دفاع شعبية، وجرى قتلها من قبل القوات التركية. وكان اجتماعا جرى الخميس الماضي بين قيادات فرنسية وبين أبرز قيادات قوات سورية الديمقراطية، لبحث تداعيات قرار أميركا بسحب قواتها من شرق الفرات في ظل العملية العسكرية التركية، التي تلوح بالأفق هناك، وأبلغ الفرنسيون قيادات قوات سورية الديمقراطية بأن باريس ستبقى إلى جانبهم حتى النهاية، وستعمل على تأمين الدعم الكامل لقسد من معدات لوجستية وسلاح وذخيرة، للحفاظ على قدراتها العسكرية في مواجهة فلول تنظيم داعش. انتقادات لواشنطن يذكر أن قرار الرئيس الأميركي بالانسحاب من سورية كان قد تعرض للعديد من الانتقادات الأميركية والغربية، وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أسفه الشديد لقرار سحب القوات الأميركية من سورية، متهما واشنطن بالتخلي عن حلفائها، كما استقال كل من وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، والمبعوث الأميركي للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش بريت ماكغورك، لرفضهما قرار ترمب. واعتبر الدبلوماسي الأميركي السابق، جميس كين، أن قرار سحب قوات بلاده من سورية يعتبر خاطئا، وسيؤدي إلى نفس تداعيات انسحاب القوات الأميركية من العراق قبل 7 أعوام، والذي اتخذه أوباما مما ساهم بصعود التطرف الأصولي والتمهيد لظهور تنظيم داعش هناك. وأوضح كين أن الانسحاب الأميركي من سورية، سيؤدي إلى عودة التطرف الأصولي بقوة، سواء أكان تحت مسمى «داعش» أو ظهور منظمات إرهابية بأسماء أخرى، معبرا عن قلقه من أن انسحاب أميركا سيمنح إيران فرصة أكبر لمد نفوذها الأصولي والإرهابي في المنطقة، وصولا إلى البحر المتوسط. تحذيرات من تركيا حذر مراقبون من دور أنقرة المقبل في سورية، والذي لا يقتصر على العملية العسكرية التي تنوي شنها ضد الأكراد في الشمال السوري، وإنما لسلوك تركيا المرير، والذي يستهدف في النهاية تقسيم سورية. وقال المراقبون إن الدولة التركية عمدت على تدريب الكثير من المرتزقة وبمسميات مختلفة، وبعثها إلى الداخل السوري لتلبية أجنداتها، ولعل أبرزها مرتزقة داعش، التي سيطرت على الكثير من المناطق في سورية، وعن طريقهم احتلت العديد من المدن السورية، وكان آخرها مقاطعة عفرين التي كانت تعتبر مأوى للآلاف من السوريين الهاربين من شبح الحرب والمجازر، التي كانت ترتكبها المرتزقة التابعيين للاحتلال التركي وقوات النظام. قتل الأطفال والنساء وفقا للمراقبين فإن الحكومة التركية حاربت المشروع الديمقراطي في تلك البقعة الجغرافية، زاعمة أنه يمثل خطرا على سلطتها القمعية، فارتكبت العشرات من المجازر بحق المدنيين، وقتلت مئات الأطفال والنساء في حربه على تلك البقعة الجغرافية الآمنة، معبرين عن تأييدهم لخطوات سورية الديمقراطية لحماية قواتها، مطالبين بتقديم المزيد من الدعم لهذه القوات خلال الفترة المقبلة. وكانت قوات سورية الديمقراطية قد أكدت في وقت سابق أنه لا يوجد انسحاب لأي قوات من شمال شرقي سورية، مشددة على استمرار عمليات ضد تنظيم داعش وتقدمها على عدة محاور في بلدة هجين وريفها، آخر معاقل التنظيم بشرقي الفرات، بالتنسيق مع التحالف الدولي. خطورة الدور التركي
الاعتماد على المرتزقة لضرب الداخل السوري تبني التنظيمات الإرهابية ومن بينها «داعش» إفشال مطالب الثورة الثورية ارتكاب المجازر في حق المدنيين العمل على تقسيم سورية