بدأت أخصائية في علاج التوحد تطبيق الفروسية العلاجية في المملكة لعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة، والأطفال المصابين بفرط النشاط وعجز الانتباه والتركيز، واضطرابات التوحد، مشيرة إلى أن أبحاث علمية أكدت الفوائد العلاجية والتأهيلية العديدة لهذه الرياضة، وهو ما دعا عدد من الأطباء والمختصين لإنشاء مراكز متخصصة للفروسية لعلاج هذه الفئات من المجتمع. الفروسية العلاجية قالت أخصائية علاج التوحد وصاحبة مركز لرياضة الفروسية في جدة رغد مطبقاني ل«الوطن»، إن «الفروسية العلاجية أسلوب علاجي بدأ من 70 عاما، وهو عبارة عن برنامج مدروس يعتمد على عدد من التدريبات والأنشطة المتخصصة، والتي تحسن قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة الجسدية والإدراكية والذهنية، وتأهيلهم نفسيا وسلوكيا، ويستخدم في هذا النوع من البرامج العلاجية أنواعا محددة من الخيول المدربة، فركوب الخيل يقوي عضلات الجسم والأعصاب، فيما تعمل حركة الحصان ثلاثية الأبعاد على زيادة قدرة ذوي الاحتياجات الخاصة على التواصل والتركيز، والانتباه لتطبيق تعليمات المدرب المتخصص، في نفس الوقت الذي يستخدم فيه أعضاء جسمه ونظره ورأسه، ويتمايل بجسمه، ليحافظ على توازنه، ويتحكم في حركة الحصان، ويسيطر على سرعته». الفروسية تعالج التوحد أوضحت مطبقاني، أن «ركوب الخيل ينبه الدورة الدموية، وينشط التنفس، وبالتالي يحصل الجسم على كمية كبيرة من الأكسجين، ونظرا لأن ركوب الخيل يحتاج إلى انتباه وتركيز جيد من قبل الشخص فإنه يفيد الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط وعجز الانتباه والتركيز واضطرابات التوحد، ويفيد كذلك في تطوير الإدراك والتكامل الحسي عند هذه الفئات، فهناك مدخلات حسية من المكان الذي يتم به ممارسة ركوب الخيل، وأخرى من الحيوان مثل لونه، وحجمه ورائحته وصوته وحركته، وثالثة من المدرب حيث يقوم بتركيز انتباه الطفل إلى معلومات معينة ودمجها مع معلومات تعليميه وسلوكية». وأضافت أن «علاج ذوي الاحتياجات الخاصة بركوب الخيل يعزز الثقة بالنفس وتقدير الذات، كما يدربهم على السيطرة على الانفعالات، والصبر، وتحسين تقدير المخاطر، وتخفيض مستوى الضغط والإجهاد، كما يقّوم سوء تصرف البالغين الناجم عن شرود الذهن والإدمان، كما يفيد ركوب الخيل المكفوفين وفاقدي البصر الجزئي، حيث يطور الإدراك الحسي ويقوي السمع»، مشيرة إلى وجود برنامج وتجهيزات خاصة تحسن القدرة الحركية للكفيف. تقييم طبي بينت مطبقاني أن «المختصين الذين يقومون على البرنامج العلاجي يجرون أولا تقييما طبيا ونفسيا وحركيا شاملا للمريض، للتأكد من ملاءمته لهذا النوع من البرامج العلاجية، ولملاحظة أمور معينة قد تشكل خطرا عليه عند ركوبه الخيل، مثل تشوهات معينة في العمود الفقري، أو عضلات الرقبة، أو اضطرابات عصبية، وغير ذلك من الأمور الطبية، بالإضافة إلى اختيار الخيل المناسب سواء من حيث الحجم، أو الخطوات وأسلوب الحركة، إضافة إلى معطيات نفسية وسلوكيه خاصه بالخيل». حالات لا يصلح لها العلاج لفتت أخصائية علاج التوحد إلى أن «هناك حالات لا يمكننا تطبيق العلاج بركوب الخيل عليها، ومنهم الأشخاص الذين لا يستطيعون الاتزان في الجلوس، وليس لديهم ثبات في عضلات الرقبة نهائيا، والحالات التي تعاني من تشنجات أو خلع في مفصل الحوض». وأكدت أن «العلاج بركوب الخيل انتشر وتطور في العديد من المراكز في أوروبا و أستراليا وأميركا، وتشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من ألف مركز في أميركا وكندا وأوروبا». وأوضحت أن «الفروسية العلاجية لم تعد مقتصرة كما كانت في بداياتها على ذوي الإعاقات الحركية، بل توسعت في برامجها العلاجية والتأهيلية لتشمل فئات أخرى كالاحتياجات الذهنية، والإدراكية، والسمعية، والبصرية، بالإضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة النفسية والاجتماعية». مكملات علاجية أكد المشرف المقيم ببرنامج التوحد وفرط الحركة محمد الناجم أن «اضطراب التوحد لا يوجد له أي علاج، وأسبابه غير معروفة حتى الآن، ويعاني المصابون بهذا الاضطراب من بعض المشكلات الحسية، ويستخدم البعض الرمل، وركوب الخيل، والفنون، في التعامل معها، وجميعها ليست وسائل علاجية، وإنما مكملات للتعامل مع المشكلات الحسية لديهم». وأضاف أن «رياضة الفروسية صالحة لكافة الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن هناك بعض المخاطر التي قد تحدث لممارس هذه الرياضة من ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة في حالة هيجان الخيل». فوائد الفروسية لذوي الاحتياجات الخاصة الفئات التي تستفيد من العلاج: 1 - ذوو الاحتياجات الخاصة 2 - المكفوفون وفاقدو البصر الجزئي 3 - المصابون بفرط النشاط وعجز الانتباه والتركيز 4 - مرضى اضطرابات التوحد الفوائد 1 - تنبه الدورة الدموية وتنشط التنفس 2 - تفيد الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط وعجز الانتباه والتركيز واضطرابات التوحد 3 - تطور الإدراك والتكامل الحسي عند هذه الفئات 4 - تقوي عضلات الجسم والأعصاب 5 - تزيد القدرة على التواصل والتركيز والانتباه