التفحيط بالزيت أحدث صرعات الشباب

يلجأ بعض المراهقين الذين يمارسون التفحيط الخطر بالسيارات إلى استخدام زيت السيارة المحترق، حيث يضعونه في الطرقات العامة، لكونه يمنع السيارة من التوقف، ويساهم في إيجاد حركات استعراضية، كنوع من الإثارة.
قال المواطن صالح الأحمري إن "هناك فئة من الشبان المستهترين يقومون بالتفحيط بمركباتهم ودراجاتهم النارية على مدار الساعة، متناسين المخاطر والإزعاجات التي يتسببون فيها للمواطنين الآمنين بمنازلهم، حيث يقومون بحركات بهلوانية وسط الأحياء السكنية بعيدا عن أنظار رجال الأمن". وأضاف أن الكثير من الشباب متفاوتي الأعمار يتجمعون على شكل جماعات يتقاطرون، ويقومون باستعراضات بهلوانية بالسيارات، وآخرون يتسابقون بسرعة جنونية بين تجمهر الشباب والأطفال".
وذكر المواطن علي النعمي أن التفحيط ظاهرة سلبية تتزايد يوما بعد يوم، خصوصا في الإجازات الأسبوعية، منوها بتطور التفحيط حيث يقوم أحدهم بسكب مادة الزيت المحروق الناتج عن السيارات وسط الشارع، ليسهل انزلاق السيارات والدراجات النارية عليه، مما يضاعف الخطر، ويبقى الزيت لفترة طويلة، ويؤثر ذلك على الأهالي ومستخدمي الطريق، ويتسبب بوقوع الحوادث.
ويقول مدير إدارة المرور في منطقة عسير العميد حنش الشهري إن "هذه التقليعة والموضة رأيناها في عدد من طرقات أبها، وخاصة أمام مستشفى أبها العام، وهي لا تعد ظاهرة، وإنما نوع من الإثارة والمباهاة لدى بعض الشباب الذي يستخدم هذا الزيت من خلال سكبه على الشارع، مما يساعد على سرعة انزلاق السيارة، وكثرة دورانها وتفحيطها".
ووصف هذا السلوك بالتصرف الخاطئ وبالجهل غير محمود العاقبة والذي قد يتسبب في إيذاء الإنسان لنفسه أو لغيره أو إتلاف ممتلكات غيره، واعتبرها أفعالا شاذة وغير مسؤولة من الشباب الذين يتجهون إلى هذه الأعمال التي قد تؤثر على حياة الآخرين أو على حياتهم. وقال العميد الشهري إن هناك عقوبات صارمة عندما يكون الشاب صاحب سيارة، وذلك تبعا لما ترتب على هذا الأمر، أما الشخص الراجل الذي لا يستخدم سيارة، فيتم تحويله إلى الشرطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأشار إلى أهمية دور الأسرة ومؤسسات المجتمع في زرع ثقافة الشعور بالمسؤولية تجاه الذات ونحو الآخرين، والحفاظ على مقدرات ومرافق الدولة والممتلكات العامة، باعتبارها ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها من العبث، مع أهمية توجيه سلوك الشباب المراهقين الوجهة السليمة من خلال النظر إلى تطلعاتهم، وتقريب وجهات النظر، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن الذات بطرق صحيحة، بدلا من الاستعراض والتباهي بالإخلال بالنظام أو بإيذاء الآخرين. وأوضح أن إدارته تراقب تجمعات الشباب عن كثب، وأن رجال المرور السريين بالتعاون مع دوريات النجدة يقدمون تقارير يومية عن مشاكل المخالفات.
وقال مساعد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة عسير عبد الله ظفران "إذا قام بعض الشباب بسكب مادة من الزيت على أرض الشارع مما يتسبب في اختلال السيارة، وحدوث التصادم والتلفيات، يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه، فإذا كانت التلفيات في الممتلكات الخاصة أكثر من 5 آلاف ريال، فإنها تدخل ضمن الجرائم الموجبة للتوقيف استنادا إلى الفقرة 10 من القرار الوزاري التي تنص على تجريم الإضرار بالأموال والممتلكات العامة أو الخاصة بأي وسيلة من وسائل الإتلاف بما يزيد عن 5 آلاف ريال، وما لم يتم التنازل من صاحب الحق فإن الشرطة تقوم بإثبات الواقعة، والقبض على المتهمين، وجمع الأدلة الاستدلالية، وإحالة القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام وإصدار قرار قضائي".