اعتنت المملكة العربية السعودية بالمخرجات التعليمية منذ أكثر من نصف قرن، وسعدت بأن تقدم أحدث الوسائل التعليمية والعملية على ساحة العمل لكي توفر بيئة تعليمية جذابة تزيد من سقف الدافعية والرغبة لدى المتعلم، وتعزز مهارة المعلم على الأداء بالشكل الإيجابي، ولهذا نجد أن المملكة العربية السعودية التزمت بتحديد المناهج الدراسية على شتى المراحل الدراسية، واهتمت بالجودة في تحسين مضمونها بحيث تكون قابلة للإضافة وصالحة لكل زمان ومكان. ولَم تتوقف عند هذا الحد! بل استمرت في تطوير المستوى العام لمنظومة التعليم، ابتداء من المعلم وانتهاء بالطالب، حيث يشمل المستوى التثقيفي والمستوى التعليمي لاسيما بما يخص استراتيجيات التعلم، أو التعلم النشط وكيفية تفعيله. لذلك الوزارة المعنية تعي تماما أن التغيير للأفضل من المحال أن يحدث إلا بتطوير المعلم سلفا، ولا يمكن أن تزدهر عقول الطلاب ويزيد انتماؤهم لدينهم ووطنهم وولاة أمرهم إلا بازدهار عقول المعلمين أنفسهم، فقد أظهرت الدراسات أنه يقع على عاتق المعلم الجزء الأكبر من نجاح العملية العلمية والتربوية، التي أرى أنها هي النواة الحقيقية لتكوين طالب علم مكتمل نسبيا من حيث الإنتاج الديني، والعلمي والخلقي كذلك. ومن أهم سمات الجودة والإتقان في المملكة العربية السعودية أنها لا تتوقف على ركائز معينة، بل استهدفت جميع من يعمل في مسار التعليم من طلاب ومعلمين وإدارة مدرسية وأولياء أمور ومبان حديثة تؤهل للعمل الدراسي. لذلك الجودة التعليمية في المملكة العربية السعودية تجني ثمرة عمل تلك السنين الطويلة بعدما شجبت الجهل وحاربته في كل مكان، حتى انتشلتنا من الجهل والضلال ووضعتنا في مقدمة الدول التي لها وزنها على شتى الأصعدة في الشرق الأوسط والعالم أجمع.