"تيك توك" تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    السبت.. 3 مواجهات في الجولة 32 من دوري روشن    جيرارد: فخور بلاعبي الاتفاق    نيفيز: الهلال لا يستسلم أبدًا    5 أيام ماطرة على معظم المناطق    آلية الإبلاغ عن الاحتيال المالي عبر "أبشر"    الحج تحذر: تأشيرة العمرة لا تصلح لأداء الحج    "الذكاء" ينقل مبادرة طريق مكة إلى عالم الرقمية    السمنة والسكر يزيدان اعتلال الصحة    مهارة اللغة الإنجليزية تزيد الرواتب 90 %    الهلال يتعادل مع النصر في الوقت القاتل في دوري روشن    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    ضمك يتعادل مع الفيحاء إيجابياً في دوري روشن    رقم جديد للهلال بعد التعادل مع النصر    العلماء يعثرون على الكوكب "المحروق"    الصين تستعرض جيش "الكلاب الآلية" القاتلة    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    «الدفاع المدني» محذراً: ابتعدوا عن أماكن تجمُّع السيول والمستنقعات المائية والأودية    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 27 جائزة في «آيسف 2024»    مستقبلا.. البشر قد يدخلون في علاقات "عميقة" مع الروبوتات    ولي العهد يستقبل الأمراء وجمعاً من المواطنين في المنطقة الشرقية    طريقة عمل مافن كب البسبوسة    طريقة عمل زبدة القريدس بالأعشاب    طريقة عمل وربات البقلاوة بحشو الكريمة    تأكيد مصري وأممي على ضرورة توفير الظروف الآمنة لدخول المساعدات الإنسانية من معبر رفح إلى غزة    القبض على مقيم ووافد لترويجهما حملات حج وهمية بغرض النصب في مكة المكرمة    الأمن العام يطلق خدمة الإبلاغ عن عمليات الاحتيال المالي على البطاقات المصرفية (مدى) عبر منصة "أبشر"    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    تدشين أول مهرجان "للماعز الدهم" في المملكة بمنطقة عسير    «هيئة النقل» تعلن رفع مستوى الجاهزية لخدمات نقل الحجاج بالحافلات    السالم يلتقي رواد صناعة إعادة التدوير في العالم    «تعليم جدة» يتوج الطلبة الفائزين والفائزات في مسابقة المهارات الثقافية    استكمال جرعات التطعيمات لرفع مناعة الحجاج ضد الأمراض المعدية.    المملكة تتسلم رئاسة المؤتمر العام لمنظمة الألكسو حتى 2026    خادم الحرمين الشريفين يصدر أمرًا ملكيًا بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    الإعلام الخارجي يشيد بمبادرة طريق مكة    ‫ وزير الشؤون الإسلامية يفتتح جامعين في عرعر    النفط يرتفع والذهب يلمع بنهاية الأسبوع    قرضان سعوديان ب150 مليون دولار للمالديف.. لتطوير مطار فيلانا.. والقطاع الصحي    بوتين: هدفنا إقامة «منطقة عازلة» في خاركيف    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    رئيس الوزراء الإيطالي السابق: ولي العهد السعودي يعزز السلام العالمي    محافظ الزلفي يلتقي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    الكليجا والتمر تجذب زوار "آيسف 2024"    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    فتياتنا من ذهب    مدير عام مكتب سمو أمير منطقة عسير ينال الدكتوراة    حراك شامل    الشريك الأدبي وتعزيز الهوية    صالح بن غصون.. العِلم والتواضع        ابنة الأحساء.. حولت الرفض إلى فرص عالمية    الاستشارة النفسية عن بعد لا تناسب جميع الحالات    العام والخاص.. ذَنْبَك على جنبك    حق الدول في استخدام الفضاء الخارجي    كلنا مستهدفون    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل 58 عاما قادة الفكر يحذرون من الاعتماد على النفط وإدمانه
نشر في الوطن يوم 19 - 05 - 2016

حديث ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أدلى به أخيرا ل"العربية" بأن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن أسس الدولة وأدارها برجاله بدون نفط، وأنه آن الأوان لأن ننتقل من إدمان النفط إلى العمل به كاستثمار، أعاد إلى الأذهان التحذير الذي أطلقه قادة الفكر وحملة الأقلام في المملكة عام 1380 من الاعتماد على الزيت وإدمانه، وعدم استثماره في تحويل المجتمع علميا وصناعيا وتنمويا، وليس فقط التطور المادي، كما حذروا حينها من تحولنا إلى مجتمع استهلاكي، وتأثير انخفاض أسعاره أو نضوبه على بلادنا. جاء ذلك، في معرض إجاباتهم عن رأيين يتعلقان بتأثير النفط على بلادنا، وبعد مضي نحو ربع قرن من تدفق الزيت عبر أول بئر أطلق عليها "الدمام 7".
قبل 57 عاما طرح رئيس تحرير مجلة الجزيرة آنذاك الأديب عبدالله بن خميس رأيين يتعلقان بتأثير النفط على بلادنا، وكان قد مضى على تدفق الزيت من أول بئر هي (الدمام7) نحو ربع قرن، وأجاب عنهما قادة الفكر وحملة الأقلام حينئذ، ونشرت في المجلة عام 1380، ثم أعاد نشرها في كتاب الشهر بنادي الرياض الأدبي قبل 38 عاما في 1399.
و"الوطن" تعيد إلى الذاكرة أهم ما قالوه من تحذيرهم من إدمان النفط وعدم استثماره لتحويل المجتمع علميا وصناعيا وتنمويا، وليس فقط التطور المادي، كما حذروا من تحولنا إلى مجتمع استهلاكي في ذلك الوقت، وتأثير انخفاض أسعاره أو نضوبه على بلادنا.

تقول طائفة
إن اكتشاف الزيت في بلادنا كان فتحا جديدا لتقدمها في كافة الميادين، وسببا في رخاء معيشة السكان، وتطوير حياتهم، ووفرة المال في أيديهم
وتقول طائفة أخرى
إن المراد برقي الشعوب اعتمادها على نفسها وكدحها في كافة مجالات الحياة، وإيجاد شعور حي عند كافة أفرادها، يوحد أهدافها، ويوجه مصالحها، ويبني مستقبلها، على أساس من العلم والعمل، أما مجيء المال عن طريق "الزيت" وحده، فإلى حد الآن ومضرته على شعبنا أكبر من منفعته، بدليل أننا كنا نعيش بكسب أيدينا، ومما تخرج أرضنا (على شظف في ذلك، ولكنه لذيذ)، أما اليوم فالزراعة تدهورت، والصناعة الشعبية اختفت، والعزائم خارت، والسواعد ارتخت، وكفى الشعوب مرضا أن توجد فيها هذه الصفات أو بعضها، ولو كانت تملك خزائن الأرض، ولو وقف معين الزيت لأمر لا يبعد على أحداث هذا الزمن لظهرت لنا الحقيقة المرة المؤلمة
برنامج اقتصادي تخطيطي لعشر سنوات
ما ينبغي علينا أن نعمله الآن هو أن نحاول ألا تتسرب قطرة من زيتنا دون أن ننتفع بثمنها،
وأن نعمل على وضع برنامج اقتصادي تخطيطي لعشر سنوات مقبلات، نستطيع إذا سرنا عليه أن نقيم في بلادنا حياة زراعية وحركة صناعية، وأن نقضي على الجهل والمرض والفقر، وإذا فعلنا ذلك استطعنا أن ننهض من كبوتنا، وأن نسير في الطريق الواضح الذي سبقتنا إلى السير فيه أمم كانت متخلفة، فأصبحت الآن ذات كيان بارز، وأصبح لها في ميزان القوى العالمية مكان ملحوظ!
أما إذا تخاذلنا في منتصف الطريق، فإننا حتما سنفاجأ يوما بأن معين الزيت قد نضب، فالزيت يمسي (المادة الشائعة)، إذ هو كميات محجوزة في باطن الأرض إذا استخرج منها شيء لا يعوض بغيره مطلقا.. وتكون النكسة حينئذ كارثة كبرى
حسن عبدالله القرشي 1352-1435
أديب وشاعر وكاتب، عمل في السلك الحكومي بوزارة
المالية وتدرج في عدة وظائف من بينها مساعد الإدارة للشؤون الاقتصادية، مدير عام المالية وسفيرا بالسودان وموريتانيا.


الاحتياط لزوال نعمة البترول مطلب مهم
اكتشاف البترول في بلادنا نعمة، وثروة، وخير
كثير، وكل نعمة لا بد من تنظيم الوسائل
الحسنة لاستخدامها، والانتفاع بها، والاحتياط لاحتمال نفادها مع تقلبات الأيام والأحداث والزمن.
نحن من البترول في نعمة وثروة وخير كثير، ولكن من غير تنظيم في الحاضر، ومن غير استعداد ولا احتياط للمستقبل، تماما كالرجل الذي يفاجئ بتركة ضخمة، فيفرح ويذهب يستمتع بها، وينفق منها يمينا وشمالا، ليعيش سعيدا يومه أو شهره أو عامه، غير ناظر إلى أحداث الزمن، وتقلبات الأيام، إن السنوات الطوال التي مضت على اكتشاف البترول في بلادنا، واستغلاله، والاستفادة ماديا منه كانت كفيلة، لو نظمنا الانتفاع بهذه النعمة البترولية الكبرى، ونظرنا إلى المستقبل: بأن نجعل من بلادنا أعظم بلد زراعي وصناعي، في المحيط العربي على الأقل.
أحمد محمد جمال 1342-1413
أديب ومفكر اشتغل بالعمل الصحفي سكرتيرا لتحرير جريدة "البلاد" السعودية، ومساعدا لمدير الثقافة والتعليم بوزارة الداخلية، ثم مديرا لشؤون الجنسية والجوازات بالوزارة، وعضوا بمجلس الشورى.


الثروات لا تمنع الاعتماد على النفس
وجود ثروة كثروة الزيت لا يمنع اعتماد
الشعوب أو الأفراد على أنفسهم، وعلى الكفاح
في الدنيا لمواصلة التطور على نحو سليم، إنها -أي الثروة- ينبغي أن تعين على الكفاح، والبحث عن ثروات أخرى، وعلى رفع المستوى، إلى آخر ما تحمله كلمة التطور الصالح، وإلا فستظل ثروة محدودة في طريقها إلى الذوبان، وحينئذ قد يبدو المصير مظلما حقا إذا تصورنا أي مفاجأة تلاشت بها الثروة التي كانت، في مثل لمح البصر.
محمد عمر توفيق 1332-1414
شاعر وصحفي سعودي، عمل وزيرا للمواصلات، وكلف بأعمال وزارة الحج والأوقاف، ثم اتجه للعمل الخاص ومزاولة العمل الصحفي.


الحزم في اغتنام الفرص المواتية
إن ما أعتقده هو أن كلا من الفريقين على
حق فيما ذهب إليه.. الأول: في أن اكتشاف
البترول قد زاد من رخاء الناس، ودر عليهم كثيرا من الفيض المذخور.. والثاني: في أن ذلك قد أدى إلى الكل والاعتماد على هذا المورد، دون نظر إلى ما يمكن أو يحتمل حدوثه في المستقبل القريب أو البعيد.. وإنه قد تسبب في انصراف القوم عن الصناعة، حتى القديمة، وعن الزراعة حتى السقيمة، وحملهم على التواكل... وإني لا أميل إلى أن الفرص لا تزال سانحة للأخذ بالنظريتين معا.. فندخر من الحاضر، ونبني ونثمر ونشجع الإنتاج الصناعي والزراعي... وكلاهما ضروريان للحياة.. وليس من الحكمة ولا من بعد النظر في شيء أن نعيش ليومنا، ونغفل عن غدنا، ولكنني لا أرى الحزم إلا في اهتبال الفرص المواتية، حتى ولو بلغ ذلك أدنى المنازل، وهو الاكتفاء الذاتي لا التصدير.
أحمد إبراهيم الغزاوي 1318-1401
شغل عدة وظائف في العهد الهاشمي، وكذلك في العهد السعودي منها: رئاسة ديوان القضاء، وتولى تحرير جريدة "أم القرى" و"صوت الحجاز" و"مجلة الإصلاح"، ونائبا لرئيس مجلس الشورى،
له 7 دواوين شعرية


الأمل في لجنة التنمية الاقتصادية
غاية ما يجب علينا حيال هذه الثروة العظيمة أن نشكر الله عليها أولا، ثم نحاول الاستفادة منها في حكمة، وبصيرة، وعزيمة.
علينا التوسع بنشر التعليم، ومحاربة الأمية بما فيها أمية الفكر، وأن نعمل جاهدين للإكثار من نشر المدارس الصناعية العملية، وهي التي تعتبر إلى جانب زميلاتها العالية أو النظرية: (أساس التصنيع) – والأمل عظيم في أن تحقق لنا هذه الخطوات الإيجابية شيئا فشيئا وزارة العلم، ونذكر بكل تقدير معها (لجنة التنمية الاقتصادية)، شيء آخر لا بد منه أيضا إلى جانب التصنيع، أو على الأصح إلى جانب التنمية الاقتصادية، وأعني به: (التنمية الاجتماعية).
محمد سعيد العمودي 1323-1411
أديب وصحفي عضو المجلس الأعلى للعلوم والآداب، عضو مجلس الشورى، ترأس تحرير صحيفة (صوت الحجاز) البلاد، وعمل رئيسا للتحرير بمجلة الحج ورابطة العالم الإسلامي.


إلى أين اتجه أصحاب رؤوس الأموال
تغير الوعي، وارتفعت نسبة الثقافة، وتطورت أفكار الناس تجاه الحياة، وأملت الظروف الجديدة للعصر الحديث بعض أحكامها، ومن الطبيعي الشعور بالقلق من أجل المستقبل، وأن يطرأ سؤال: لو وقف مَعين الزيت ماذا نعمل!؟
والطبيعي التوجه بهذا السؤال إلى الممولين عندنا، الذين يملكون رؤوس الأموال، ويسعهم أن يصنعوا شيئا لهذه البلاد، فإلى أين اتجهوا!؟ والجواب معروف، لكننا لم نفقد الثقة، وقد بدت في دنيانا بعض الاستثمارات النافعة المبشرة بالخير، كمصانع الأسمنت، كما اتجه بعض الأثرياء إلى الزراعة، ولكننا في أول الطريق الطويلة، وما أحوجنا إلى السرعة، وإلى التكاتف والتعاضد، وإلى الوثوق بإمكاناتنا وكفاياتنا.
عبدالعزيز الرفاعي 1342-1414
مدير الإدارة السياسية بديوان رئاسة مجلس الوزراء، مستشار بالديوان الملكي، عضو بمجلس الشورى، أسس دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع، وتمكن خلالها من إصدار سلسلة المكتبة الصغيرة وسلاسل ثقافية وأدبية وإسلامية أخرى.


يجب أن نخطط اقتصادا جديدا
نحن الذين جعلنا حصيلة الزيت استهلاكية في أشياء لا تعود على مستقبلنا بأي فائدة، وأهملنا الجانب الإنتاجي منها، ولو حسبنا حساب أن هذا المورد قد يتأثر يوما ما بحادث عالمي خطير، لو تصورنا هذا تماما، أدركنا أن الزيت قد أحلناه إلى نقمة، حيث نعود إلى حياة بدائية جديدة، وقد نسينا الكد والكدح والعمل باليد القوية والساعد المفتول، بعد أن كان بإمكاننا أن نستغل الآلة عن طريق استغلال الزيت، فاللوم يقع علينا نحن، لا على الزيت، ولا على ظهوره ناشرا الحضارة في ربوعنا.
إننا يجب أن نخطط اقتصادا جديدا، على أساس جزء من حصيلة الزيت، اقتصادا على غرار مشروعات السنوات ال5 والسنوات ال10، ليكون الزيت نعمة علينا لا أن يستعبدنا.. والاستعباد ليس ضروريا أن يكون بالحديد والنار، بل المسألة نسبية، يستعبدنا بأن يحيل حياتنا على ترف وكسل وتواكل، ونصبح مستعبدين لما يمده لنا من ثروة نستهلكها يوميا وننتظر أخرى، وهكذا تسير حياتنا إلى مصير مجهول العواقب، لو بقيت حصيلة الزيت تصرف للاستهلاك فقط.
علي حسن فدعق مواليد1335
عمل مدير عام لشؤون الميزانية العامة للدولة ثم رئيسا لبلدية جدة، ومارس الكتابة في الصحف والمجلات.


الواقعية في النظر إلى الزيت واستغلاله
كثيرون ينظرون إلى الزيت وآثاره التي يلمسونها من كثرة العمارات وانتشار السيارات، ووفرة وسائل الراحة والترف، وحصول كثيرين على نصيب من رفاهية الحياة، وهنيء العيش، وكثرة الدخل، لكنهم لا يدركون أن هذه الآثار الضحلة هي كالطلاء الذي لا يلبث أن يتلاشى بعد قليل من الوقت، وبيسير من اللمس، ولو تمعنوا ودققوا لغيروا من رأيهم، ولنجعل جميعا في اعتبارنا لو نضب الزيت، أو قل معينه، أو تضاءل إنتاجه، أو كسدت أسواقه، واضمحلت فعاليته نتيجة اكتشاف طاقات أخرى تغني عنه وتحل محله كيف يكون وضعنا؟ وأي نكبة تحل بنا، وأي مصير مظلم ينتظرنا؟ فلنعد نظرنا إلى الثروة التي حبانا بها الله، ولنضعها في محلها الصحيح، ولنكن واقعيين وعمليين في نظرتنا إليها واستغلالها، ولنجعل منها وسيلة لتصنيع بلادنا، وتأسيس دعائم متينة ثابتة لمستقبلنا تقينا شر الفاقة، وتحمينا من العوز، وتبقي على كياننا، وتجعل حياتنا أكثر هناء وأعظم استقرارا وأشد طمأنينة.
علي عبدالله الحصين 1350-1382
تنقل في عدة وظائف بالتربية والتعليم، وآخر منصب تولاه مدير شركة كهرباء ببريدة، واختير عضوا بأسرة تحرير جريدة القصيم.

وجود الزيت لا يعني التبذير
العلاج في توجيه ثروة البلاد -وفي مقدمتها دخل الزيت- إلى مشاريع إنشائية صناعية وزراعية، وأن تستخدم لمصلحة الشعب، وأن ترسم سياسة للمشاريع طويلة الأجل مبنية على الدراسة والخبرة، وأن تقدم المساعدات الطائلة للصناعات المحلية، وأن تقدم القروض والمعونات اللازمة للفلاحين.
ثم لا ينبغي أن يغفل جانب مهم، وهو جانب حماية الصناعة والزراعة من المزاحمة الأجنبية، فما دام باب الاستيراد مفتوحا على مصراعيه، فإن الصناعة والزراعة ستصاب بنكسة نتيجة المزاحمة الأجنبية، ولذا لا بد من الضغط على المستوردات بالتدريج، ومساندة الإنتاج المحلي بكافة المساعدات، حتى نصل إلى درجة الاكتفاء الذاتي، فليس معنى وجود الزيت أن يكون التبذير
زيد عبدالعزيز بن فياض 1350-1416
عمل أستاذا بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، رأس تحرير مجلة "اليمامة" عامين


خلق جيل مستنير يعشق العمل
مجالات التوجيه لهذا المورد القوي واسعة ومتعددة، وعلى الأخص بالنسبة للأمم التي لا تزال -مثل بلادنا- في بداية الطريق، فهي بحاجة إلى كثير من المشاريع الصناعية الثابتة، وإلى الموارد الدائمة، وإلى التوسع في الإنتاج الزراعي أيضا، وإلى مشاريع فتح شبكات الطرق المؤدية إلى ربط المملكة المترامية الأطراف بشبكة منتظمة من الطرق الحديثة، كما تبدو حاجتها ملحة إلى نشر التعليم بكافة مراحله في جميع أنحاء المملكة، وإلى العناية بالتعليم المهني والصناعي لإعداد جيل عامل من أبناء الوطن يعشق العمل، ويقبل عليه دونما أنفة أو كسل. فإذا عملنا على توجيه إنتاج الزيت إلى تلك النواحي استطعنا إيجاد وعي صناعي، وجيل مستنير من الشباب العامل، وأمكننا الارتقاء بوطننا، والسير به في مدارج الحضارة والتقدم بخطى ثابتة.
عبدالله السعد القبلان 1328-1414
أديب مارس الكتابة الصحفية، ونشر بعض المؤلفات، عمل وكيلا لوزارة المالية للشؤون الخاصة الملكية ثم وكيلا لوزارة المواصلات فوزيرا.



مظاهر الترف والإسراف بلغت منتهاها
مظاهر الترف والبذخ والإسراف عندنا بلغت منتهاها من تشييد العمارات الشاهقة، واستيراد السيارات الفاخرة، والكماليات، وغيرها، وليس هذا تقدما، بل نكبة أصابت اقتصادنا، ونتيجة لذلك تسربت الأموال للخارج.. علينا أن نقيم وزنا لهذه الثروة ونتداركها، ونقيم بها المصانع والمزارع، يجب أن تمنع الكماليات بأنواعها من دخول المملكة بتاتا، ونكتفي باستيراد الضروريات، ونشجع الزراعة والصناعة الوطنية، وأن نصون رؤوس الأموال، وأن تصرف في إقامة المصانع والمزارع ليتحقق لنا الاكتفاء الذاتي، ثم التصدير، إن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة أولا، لأن الأفراد والشركات لا يحرصون على تصنيع بلادهم، ولا يفكرون في إقامة المصانع والمزارع، ويجب على الحكومة أن توجههم الوجهة الصالحة، وتؤمن لهم الحماية ليبدؤوا في تصنيع بلادهم وزراعتها، فإلى الآن لم تقم عندنا مصانع، وقد تدهورت الزراعة، واختفت الصناعة الشعبية، وخارت العزائم، وليس السبب الرئيس لكل هذا تدفق الزيت، ومنها كذلك عدم الحماية من المنافسة الخارجية، فمنتوجاتنا الوطنية الزراعية والصناعية ضئيلة، ولما فتح باب الاستيراد أقبل الناس عليه.
محمد عبدالله بن حمدان مواليد1357
عين بوزارة العمل بالرياض ثم مفتشا بالإمارة ومستشارا متقاعدا في مكتب أمير منطقة الرياض، صاحب مكتبة قيس لنشر وبيع الكتب والمجلات والدوريات القديمة.


التخطيط يرسي دعائم المستقبل
ما المآل لو نضب معين الزيت؟ أنستطيع حينذاك دفع ابن البادية مرة أخرى إلى الصحراء؟ وكبح جماح الشبيبة المندفعة بكل ما تضج به جوانحها من تطلع وأمل نحو مجالات العلم والثقافة؟ ثم هل يتأتى لنا تسريح آلاف العمال من مصادر رزقهم وقبض يد الأرباح عن رجال الأعمال؟ ونزع الأمل المورق في جميع القلوب والمكتظ بين جوانح الأعمال والارتداد إلى الوراء بحركة السوق التجارية؟.. طبعا مستحيل، إذن ما الحل؟
إنه التخطيط العلمي المدروس من قبل عقول ذات اختصاص وعريكة، لأن التخطيط سيرسي دعائم المستقبل.. التخطيط بالنسبة للمعركة هو خطة القائد عندما يفكر بمنازلة خصمه القوي، وخصمنا هو المستقبل والمجهول، وإن لم نستطع أن نضع الخطط المدروسة لمواجهته منذ الآن، فقد يلتهمنا الخطب دون أن نستطيع له ردّاً أو دفعا.
إبراهيم الناصر 1352-1434
يكتب القصة القصيرة والرواية والمقالة الأدبية والاجتماعية والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية.

حالة الإدمان النفطية عطلت تنمية قطاعات كثيرة
الملك عبدالعزيز والرجال الذين عملوا معه في كل أنحاء المملكة أسسوا هذه الدولة دون النفط، وأداروا الدولة دون نفط، وعاشوا دون نفط، وتحدوا الاستعمار البريطاني دون نفط، بل برجال موجودين. أصبح اليوم عندنا حالة إدمان نفطية في المملكة من قبل الجميع، هذه خطيرة، وهذه التي عطلت تنمية قطاعات كثيرة جدا في السنوات الماضية.
رؤية السعودية 2030 مثل خارطة الطريق لأهدافنا في التنمية وفي الاقتصاد وفي غيرها من الجوانب في ال15 سنة القادمة، وأرامكو جزء من المفاتيح الرئيسية من الرؤية، ولنهضة الاقتصاد ولنهضة المملكة، والنفط يأتي من العمل كاستثمار لا أقل ولا أكثر، استثمار شركة لها قيمة استثمار، ويجب أن تملكها كاستثمار ولا تملكها كسلعة رئيسية أو مصدر دخل رئيسي.
محمد بن سلمان


لم نستفد من الزيت الفائدة المنتظرة
لم يقل أحد إننا لم نستفد من الزيت، لكن أكثرهم ذهب إلى أنها ليست الفائدة المنتظرة فبلاد تدفع أرضها بمئات الملايين من أطنان الزيت، وتعتبر ثاني بلاد في الشرق الأوسط حباها الله بهذا المورد، ثم يمضي عليها ما يزيد على ربع قرن، وهي تدفع بهذه الثروة إلى خارج حدودها، ومع ذلك لم تكن من السمو الاقتصادي، والاجتماعي، والعلمي، وغير ذلك في المستوى المقبول، فالأكثرون متفقون على أن اكتشاف الزيت في بلادنا نعمة، وأن ما طرأ من نقص على زراعة البلاد وصناعتها وغير ذلك ليست جراء وجود هذه النعمة، وإنما من طريقة استغلالها.
ولم تهمل هذه الإجابات نواحي على جانب من الأهمية والأثر، فلقد أوصت بتوظيف رؤوس الأموال الوطنية، وتحريكها في الأعمال الجماعية، واستغلال خيرات البلاد عن طريقها، والعمل على تنمية الاقتصاد، وبناء مجد اقتصادي، بدلا من تمجيد الأموال أو إخراجها لغير البلاد التي هي أحق بها وأحوج إليها، أو استغلالها في غير ما تعود فائدته على أهلها، كتجميدها في هياكل البناء، أو الاندفاع بها كلها أو جلها للاستيراد، وضرب بعضها بعضا في الأسواق، مما يوجب الكساد والتدهور.
عبدالله بن خميس 1337-1432
شاعر وكاتب وأديب وجغرافي ومن رواد الأدب والثقافة والصحافة - عين مديرا لكليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض ثم مديرا عاما لرئاسة القضاء، فوكيلا لوزارة المواصلات، ثم رئيسا لمصلحة مياه الرياض.


بلد زيتي يفهم منافعه
كنا أمام (الزيت) وجها لوجه، لا مورد لنا سواه، وأنى لنا الموارد الأخرى وقد أغمي عليها بعد لأي لاهث وجهد متداع لإقامتها، وكأن ظهور الزيت في بلادنا أتى بنتيجة عكسية لظهوره في بلاد الله الواسعة، فبينما الزيت ينعش مرافق الحياة عندهم لا نراه عندنا إلا يمزق أوصالها ويثبط استمرارها، ولا بد أن نبحث السبب الجلي لهذا الانعكاس المزدوج، ولا شك أنه نتيجة للاعتماد على الغير في استنباط هذه الثروة الكامنة في بقاعنا مما لا نرث عنه إخلاصا تكون أولى بوادره تفاعل أعضاء الحياة بقوة الزيت ودخله، فيسري فيضه في كل مرفق فيرتفع به، وهذا شأن معظم الدول الشرقية التي لا تعتمد في استخراج الزيوت على أكتاف أبنائها، هذا هو التعليل المعقول للواقع المؤلم الذي نصير عليه اليوم.
وفي رأيي أنه لو توفرت هذه العوامل لأصبحنا (بلدا زيتيا)، فهم قيمة الزيت ومنافعه فهما دقيقا، فسخر طاقاته وخيراته في إشادة صرح الحضارة المأمولة، ولما خطر خاطر الشؤم على عقولنا، فنفكر في المصير المؤلم الذي يخبئه لنا القدر، بسبب اعتمادنا الكلي على (الزيت) وحده، ثم عدم استغلاله أمثل استغلل وأجدره.
هاشم عبده هاشم مواليد1359
عمل رئيسا لتحرير عكاظ ومديرا عاما لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر وعضوا في مجلس الشورى.


إيجاد موارد أخرى لو جف الزيت
الأوضاع التي يسمونها اليوم تقدما هي تحول
عنيف وسريع، من حياة كانت تشبه حياة
القرون الوسطى، إلى حضارة القرن ال20 دفعة واحدة، على حساب الثروة التي تدفقت من وراء الزيت في أجزاء معينة في البلاد.
لكن هذه الحضارة أوجدت اليوم مظاهر متناقضة، واضطرابا ظاهرا، فالمظاهر المتناقضة قائمة في وجود قصر فخم تقف في فنائه سيارات (الهزموبيل والكاديلاك)، وإلى جانبه كوخ من الجريد أو من الشعر، أمامه بعير وخمس شويهات، وعلى مسافة منه محطة بنزين على آخر طراز، وإلى جانبها بائع علف للحيوانات.
أما الاضطراب، فهو ناتج من أننا أصبحنا نخاف أن ينضب معين الثروة من الزيت فجأة، وليس لنا معين سواه، فتنهار هذه الحضارة، ونرجع القهقرى إلى ما كنا عليه من حياة بسيطة تشبه حياة القرون الوسطى أو هي نفسها، ولذلك يدفعنا التفكير إلى إيجاد موارد أخرى، يجوز عليها الاعتماد فيما لو جف الزيت وانقطع
سعيد عبدالله الكردي توفي 1384
ولد في دمشق واستقر في السعودية وتسلم بها رئاسة الاستخبارات العامة، وكان قائد القوات السعودية التي شاركت في حرب فلسطين، صدرت مذكراته "كيف ضاعت فلسطين" ضمن كتاب الجيش السعودي في حرب فلسطين 1948.

الحكومة الرأس المفكر ونحن الجسد
ليس هناك شيء إلا وله آخر، فلنتصور حالنا بعد كذا سنة، أو لنتصور حال أبنائنا بعد جيل من الزمن حينما تنضب ينابيع ذهبنا الأسود، ولا نكون قد عملنا على مجابهة المفاجآت، واتخذنا لها الاحتياطات اللازمة.
قد يقول أحد المتفائلين: إن البترول مضمون البقاء لمدة 50 أو 70 عاما قادمة، وأن لدينا آبارا لم تستغل بعد، وأجيبه: من يضمن أن (العلم الحديث) لا يأتي بمعجزة تضرب هذا المارد على عينه، وتفقده فاعلياته الحاضرة؟! أو من يقطع أنه لن يكتشف في كثير من الأقطار المجاورة والبعيدة، بنسب كبيرة تضعف من قيمة بترولنا الشرائية.
بالله هل يتفق وضعنا الطبيعي وخيراتنا الثرة، وبلادنا الزاخرة بالثروة مع اعتمادنا المطلق حاليا على منتجات كل الدول الخارجية من ضروريات وكماليات!؟ ثم هل من المنطق أن نظل مكتوفي الأيدي عن الإسهام في كل عمل نرفع به من صرح نهضتنا، بينما (الغير) جاد يشيد ويعمر ويبني، ونحن في غمرة ساهون؟ إن الحكومة هي الرأس المفكر المدبر، وعلينا نحن الشعب، نحن الجسد أن ننفذ وأن نعمل.
محمد عبدالله بن حميد مواليد1354
عمل في العمل الحكومي 40 عاما في وزارتي المعارف والصحة وإمارة منطقة عسير، وعين عضوا في مجلس الشورى، أسس نادي أبها الأدبي.


تجمد المال في الخارج دون استغلاله
لو أردنا أن التساهل ومجاراة أحلام المفرطين في الواقعية، لأخذنا بمبدأ الشغف والترف والمجد الذي خططه دخل الزيت لنفر ضئيل من الناس لم يستثمروه، ولم يكترثوا للحياة اكتراثا يسفر عن رغبة أكيدة في رفع مستوى الحياة صناعيا وزراعيا، كما هو المطلوب من بلد تدفق فيه الزيت عمدا، وتضخم المال إلى حد أصبح فيه مجمدا خارج البلاد دون استغلاله فيما ينفع البلاد، وينمي ثروتها وإنتاجها واقتصاداتها.
عبدالسلام طاهر الساسي 1336-1401
تنقل في عدة وظائف بوزارة المالية والشرطة، واشتغل بالأدب والصحافة والتأليف وكتب المقالة والحديث الإذاعي.


لم نصرف على مشاريع الإنماء الاقتصادي
لو نظرنا الآن، وبعد مضي بضع عشرة سنة على تدفق الأموال إلى جيوب المواطنين من عائدات
الزيت، فإننا لن نجد كبير أثر لتلك الأموال في
مشاريع التنمية الاقتصادية، وكل ما عملناه من المشاريع النافعة، وصرفنا عليه، منها كالطرق، والمدارس، والمستشفيات، إنما تحتاج في بقائها إلى استمرار تدفق العائدات الزيتية لتغذيتها وتكفل لها النمو والحياة، ولم نصرف ما زاد من ذلك الخير على مشاريع الإنماء الاقتصادي لتقينا بعض شرور الاستيراد الأعمى من الخارج، وترجع نقودنا التي تخرج من جيوبنا إلى جيوبنا مرة أخرى.
ما زالت هناك فرصة لنرصد جزءا من دخلنا لمشاريع التنمية الاقتصادية، ونحد من استيراد الكماليات، ونشجع أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة والصغيرة للخوض في الميدان الصناعي، وذلك مثلا بمنح القروض الحكومية التشجيعية، وفرض الحماية الجمركية للصناعات الوطنية.
محمد ناصر العبودي مواليد1345
عمل مديرا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقام بعدة رحلات إلى إفريقيا وشرق آسيا وأميركا، في سبيل الدعوة الإسلامية، وتقلد منصب أمين عام رابطة العالم الإسلامي بالنيابة.


البترول ركز على الجانب التجاري
الثروة البترولية تركزت في جانب واحد من حياتنا الاقتصادية، وهو الجانب التجاري البحت
بمفهوم أوضاعنا التجارية البدائية السطحية والضحلة، فنحن أمة مستوردة ومستهلكة فقط، نستورد كل شيء حتى الغذاء والكساء الضروريين من الخارج! ونتسابق إلى الأرباح السريعة، جاعلين نصب أعيننا الحصول على أكبر كمية من المال في أقصر وقت من الزمن، في حين أنه لو اتجهت رؤوس أموالنا -وهي ناشئة في الأصل من نتاج الثروة البترولية- اتجاها اقتصاديا سليما لحفظ للأمة ثروتها وللبلاد قوتها، وذلك عن طريق استثمارها في المشاريع الحيوية النافعة زراعيا وصناعيا، ولكنا بذلك أوجدنا كيانا اقتصاديا متينا، ومركزا إنتاجيا ضخما، نفاخر به الأمم التي استطاعت -وليست لديها الثروة التي لدينا- أن تقف على قدميها في مجالات التنافس الاقتصادي، وتحيا حياة مزدهرة.
محمد علي السنوسي 1342-1407
شاعر من جيل الرواد، عمل مديرا لجمرك جازان ثم مديرا لشركة كهرباء جازان، تفرغ للأدب وعمل رئيسا لنادي جازان الأدبي، وعضوا في المجلس البلدي بإمارة جازان


بناء الدولة مستقبلها على العلم والعمل
اكتشاف الزيت في بلادنا كان عاملا مساعدا في وجود الأموال التي أعانت الحكومة على تحقيق الخدمات العامة للشعب مثل التعليم والنواحي الصحية والمواصلات، ونشر الثقافة، بدليل ما أنشأته الحكومة من مدارس ومستشفيات ومستوصفات، ما كانت ليتحقق وجودها في مدى 50 عاما لو بقينا على ما كنا عليه قبل اكتشاف الزيت.
وفي الوقت الذي نرى فيه أن الدولة تستورد جميع احتياجاتها من الخارج، لم نر شركة واحدة تنشأ مزارع كبيرة لاستغلال المناطق الزراعية الجاهزة فعلا، أو مصانع تسد جزءا من حاجة الاستهلاك المحلي، وكان في الإمكان أن تتولى بعض الشركات إنشاء مصانع لتجميع أجزاء السيارات، وتستورد أجزاء السيارات من الخارج على هيئة أجزاء ليتم تجميعها في داخل البلاد، وهذه تكون خطوة أولى في صنع هذه الأجزاء نفسها محليا بمرور الوقت، وهذا ينطبق أيضا على الصناعات المختلفة، وبذلك نوجد أساسا للصناعة والزراعة، ونوجد جيلا مثقفا ثقافة صناعية وزراعية، وبهذا تبني الدولة مستقبلها على أساس من العلم والعمل، ولا تكون تحت رحمة الزيت وحده.
عبدالعزيز عبدالله الربيعي مواليد1348
عمل مديرا لتحرير مجلة الجزيرة الشهرية الثقافية، وله مشاركات أدبية في الصحف المحلية.


فرامل اجتماعية تقي الخطر
ما يتعلق بمجيء المال عن طريق الزيت وحده، وأن مضرته على شعبنا أكبر من منفعته مبني على الشكوك التالية:
1- تدهور الزراعة والصناعة عندنا بعد اكتشاف آبار النفط، مع أن الواقع أن الزراعة والصناعة عندنا فيما سبق لم تكن إلا مصدرا محليا تعتز به منطقة دون أخرى.
2- تدهور الثروة الحيوانية عندنا لانشغال أهلها بهذا المورد الجديد.. وهذا يدعو إلى التفكير فعلا، إلا أني لا أضع اللوم عليه كقوة تجر إلى الوراء.
3- انشغال الأفراد الذين يضمهم نطاق هذا المنبع بالقشور دون اللباب.. وهذا شيء يستحق البحث، لأن الفرد البسيط ذا المواهب المحدودة، لا بد أن يصبح عدو نفسه ما لم تكن هناك (فرامل اجتماعية) قوية تقيه مزالق الخطر.
4- نظرتنا إلى من قاموا بالتنقيب عن منابع النفط على أنهم قوى خارجية غير مرغوب فيها.. هذا شيء لا يستحق التفكير، فالفضل أولا وآخرا ليس منهم، وإنما للهبة الإلهية التي منحنا الله إياها من أرضنا دون مقابل.
الدكتور يوسف الحميدان مواليد1343
نال بكالوريوس الطب والجراحة، كاتب يشارك
في كتابة المقالة الصحفية ويقدم المحاضرات والندوات.


لم نفهم الطريق السليم لتنمية اقتصادنا
أسباب التخلف ليست نتيجة اكتشاف الزيت، وإنما لأننا لم نفهم الطريق السليم نحو تنمية اقتصادنا (صناعة وزراعة)، ومع وعينا لهذا الخطأ الذي وقعنا فيه، إلا أننا لم نحرك ساكنا لتدارك ما فات، أما ما يقال في أن الزيت سبب الكسل والارتخاء والاتكال عليه وحده، فذلك قول يجانب الواقع، فلو أن المواطن وجد المجال الزراعي والصناعي يتساوى في الضمان العملي والاجتماع والحماية المكفولة لإنتاجه وخدماته، فإنني أعتقد أن كثيرين يفضلون أي مجال وينهجون أي طريق.
إبراهيم المحرج



انخفاض أسعار الزيت
أضاعت شركات الزيت على بلادنا مئات ملايين الريالات، نتيجة تخفيض أسعار الزيت في الأسواق الخارجية، لا في أسواق بلادك، ولا لمصالح بلادك.
لقد أضاعت شركات الزيت مئات ملايين الريالات من قوت الشعب الذي ما زال قسمه الأكبر جاهلا، جائعا، مريضا، عاريا، مفككا، وإذا لم تصدق فانقل خطواتك إلى قرى وبعض مدن المملكة ومضارب البدو، هناك تجد إخوانا لم يشبعوا من فتات الموائد لأنهم لا يعرفون أبواب الموائد، ولو وصلوا إليها لدفعتهم مناكب الأقوياء الذين عاشت أجسامهم وترهلت على تلك الموائد، وويل للضعيف من القوي في هذه الحياة، وويل للقوي من الضعيف في الدنيا والآخرة، واقرأوا تاريخ الشعوب.
ناصر السلمان العمري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.