إغلاق دور الأطفال وبكاء يثير انتباه زوار معرض الرياض

فاجأ زوار معرض الرياض الدولي للكتاب في يومه الأول أمس، طفل كان يبحث عن والده وهو في حال بكاء، ما أثار استغراب الحضور، وزال الاستغراب عندما ظهرت صورة الطفل على شاشة في المعرض وهو يشير بيده إلى أحد الممثلين الذي يرتدي زيا عسكريا إشارة إلى أن والده استشهد في الحرب، وهذا الجندي يمثل والده، وكانت هذه الفقرة التمثيلية التي تسمى "فلاش بوب" لمدة خمس دقائق رسالة وطنية تعبر عن "عاصفة الحزم"، وسيقدم هذا المشهد يوميا بصور مختلفة حاملا رسائل وأهداف متعددة.
وشهد المعرض في يومه الأول إقبالا فوق المتوسط، فيما أغلقت الخيمة التي تضم عددا من دور كتب الأطفال وبعض الدور المشهورة صباحا من قبل الدفاع المدني. وقال مدير المعرض سعد المحارب ل"الوطن" إن الإخلاء حدث لمدة ساعة أو أقل استجابة لطلب الدفاع المدني بإزالة القماش الذي يغطي سقف الصالة وتوفير طفايات الحريق بعدد أكبر ونفذ ذلك في أسرع وقت.
كاميرات حرارية لرصد الزوار
استهل البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب أولى فعالياته بمحاضرة "تعرف على اليونان" من إعداد وزارة الثقافة اليونانية، حيث تحل اليونان ضيف شرف على المعرض لهذا العام. وقال رئيس اللجنة المنظمة للبرنامج الثقافي الدكتور خالد الرفاعي إن البرنامج تتنوع عناوينه بين الأدب والشعر ومحاربة الإرهاب والموضوعات الاجتماعية إضافة إلى المسرح والفنون، إضافة إلى ورش العمل والندوات والأفلام السينمائية والأمسيات الشعرية التي يحييها عدد من الشعراء ومنهم الدكتور عبدالله السفياني، موسى عقيل، هيفاء الجبري، حسن الربيح، طلال الطويرقي، محمد العطوي.
ومع فتح المعرض أمس أبوابه أمام الزوار، أوضح سعد المحارب أن إدارة الحشود وسلامة الزوار تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لإدارة المعرض، لذا وظفت هذا العام كاميرات حرارية، وجرى ربطها بلوحات التحكم في المعرض لإدارة الحشود التي ستتوافد على المعرض والتي ستوفر الأمن والسلامة للزوار في المقام الأول.
ولفت الانتباه إلى أن الكاميرات الحرارية تعد إحدى الوسائل الإحصائية لزوار المعرض بفضل تقنياتها لتحديد أعداد الزوار فضلا عن قياس حرارة الجسم للاستفادة منها في تنظيم دخول الزوار.
وعن تنقلات الزوار للمعرض وما شهده المعرض في الأعوام الماضية من صعوبة الحصول على مواقف للسيارات، أفاد المحارب بأنهم استحدثوا خدمة تنقل الزوار - ولأول مرة - عبر 45 باصا مكيفا ومهيأ من 3 مناطق للمواقف مخصصة بالقرب من المعرض إلى مقره مجانا من خلال ثلاثة مسارات يحمل كل منها لونا محددا، فضلا عن توفير مواقف آمنة تزيد عن 3500 موقف للزوار ومقاعد للانتظار.
6 منصات لحفلات التوقيع
خصصت إدارة المعرض في الصالة رقم 5-6 منصات للتوقيع، 3 رجالية و3 نسائية، وقال رئيس لجنة منصات التوقيع بالمعرض محمد العجمي: إن حفلات التوقيع تبدأ من الساعة الرابعة عصرا حتى التاسعة مساء على مدى عشرة أيام، مبينا أن اللجنة اهتمت بتصميم المنصة حتى يتلاءم مع شعار المعرض "الكتاب.. ذاكرة لا تشيخ"، لافتا إلى أن الطاقة الاستيعابية لمنصة التوقيع خلال فترة المعرض هي 300 مؤلف، وأن من أبرز الكتاب الذين سيوقعون مؤلفاتهم "وزير التعليم السابق الدكتور عزام الدخيل، إضافة إلى أسماء جديدة على الساحة، و20 مؤلفا من دول الخليج.
وأشار العجمي إلى أن اللجنة نظمت منصات التوقيع من خلال الدخول والخروج، وحددت اللجنة الأوقات المناسبة لتواقيع المؤلفين بصورة تتناسب مع توقيت الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض.

جناح تدوير الكتاب
تشارك جامعة الملك سعود، ممثلة في نادي القراءة بجناح "تدوير الكتاب"، واستبدال كتاب مستعمل بآخر حسب رغبة القارئ. وانطلقت فكرة جناح تدوير الكتاب التابع لجامعة الملك سعود من عام 2008 تحت إشراف "نادي القراءة" بالجامعة، والذي أسسه عبدالله الجمعة مؤلف كتاب "الحيز الأمني بأوروبا". وأشار المشرف على الجناح إلى تنوع مجالات الكتب، تاريخ وأدب وتطوير للذات، وكتب إنجليزية ومترجمة، وتم جمع الكتب من الأعوام السابقة، كما تم تزويد المكتبة بكتب تم طلبها من المتابعين عن طريق الشراء. ومن شروط استبدال الكتب أن تكون أكثر من 60 صفحة، وبحالة جيدة، حيث تم في العام الماضي تدوير حوالي 8 آلاف كتاب خلال 8 أيام، أدارها 10 متطوعين من داخل الجامعة، إضافة إلى توزيع المواد التعريفية بالخدمة، حيث بلغ عدد الكتب الموجودة 200 كتاب تقريبا، متوقعا ازدياد عدد الكتب، في ظل وجود أكثر من 70 ألف متابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى النادي الطلابي العضو باليونسكو من عام 2010 وهو الوحيد بالمملكة المنضم لهذه الجهة. يذكر أن الجناح يتضمن فعاليات مصاحبة منها مسابقة "القراءة السريعة" التي تهدف إلى رفع معدل سرعة القراءة وأيضا مسابقة "أفضل كتاب" الذي يتم بناء على التصويت المباشر للزوار.

حضور الآثار وترسيخ الوسطية
تشارك الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بجناح خاص في المعرض الدولي للكتاب بالرياض. ويعرض جناح الهيئة الكتب والمطبوعات والأفلام التي تعرف الزوار على تاريخ وطنهم وحضارته ومعالمه السياحية والتراثية، ومنها مجلة ترحال ونشرة سياحة وآثار، وعرض الصور المميزة عن السياحة والتراث الوطني، بجانب استقبال استفسارات الزوار حول الهيئة وقطاع السياحة والتراث بالمملكة، وتسجيل بيانات المستفسر ليتسنى للإدارات المعنية تجهيز رد على الاستفسار. أما وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فستوزع عشرات الآلاف من المطبوعات المتنوعة في شتى العلوم والمعارف الإسلامية من إصدارات الوزارة من الكتب، والمطويات التوعوية والإرشادية، والأقراص المدمجة، بلغات متعددة، خلال مشاركتها في فعاليات معرض الكتاب الدولي بالرياض. وكان وكيل الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي المشرف على الجناح الدكتور مساعد بن إبراهيم الحديثي قد تجول على جناح الوزارة. وأكد الحديثي - في تصريح له - أن الوزارة تسعى للمشاركة الفاعلة والبناءة في فعاليات معرض الكتاب الدولي الذي يُعد عرسا ثقافيا عالميا، ما يتيح فرصة سانحة تغتنمها الوزارة لنشر رسالتها العظيمة في الدعوة والإرشاد. ونوه الحديثي إلى أن الوزارة في إطار حرصها على نفع الخلق وتوجيههم وإرشادهم فإنها تولي موضوعات الساعة والقضايا المصيرية بالغ الاهتمام وجليل العناية، ولذلك فإنها تحرص على توفير المطبوعات التي تتناول التحذير من الأفكار الضالة والمناهج الردية، وترسخ الوسطية والاعتدال والبعد كل البعد عن الغلو والتطرف.

العمري تعرض قلبها في كتاب
وقعت الكاتبة الشابة سجى سعود العمري أمس، كتابها "قلبي بين جريحين" الصادر عن مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع. واحتوى على 56 صفحة مقسمة إلى ثلاثة فصول، الفصل الأول يعبر عن معاناة الكاتبة مع مرض القلب وكيفية تجاوزها المرحلة التي عانتها كثيرا، وكيف كانت معيقة لها في جميع جوانب الحياة، والفصلان الأخيران خصصتهما للمرأة التي تعاني بعض الخلل في جوانب الحياة وكيفية ابتعاد الناس عنها. وتشخص العمري هذه الحالة في نظرة المجتمع القاصرة للمريض وكيفية معاناة المرأة، تحديدا في رفض الرجل لها. تصور الكاتبة المعاناة بصورة شاعرية وكأنها تحفر قلبها الموجوع في أن تقدم رسالة أن الجانب النفسي مهم في التغلب على الجانب المرضي، وكيفية وقوف الأقرباء منها في التعافي.