يرصد كتاب "الرحلاتُ الحجيَّة" (قراءة في المتن والمضامين) لمؤلفه الدكتور يوسف حسن العارف، أدب الحج وكتابات الأدباء والمفكرين الذين زاروا الأماكن المقدسة، وما شاهدوه وما سمعوه من قيم وأحداث وتواريخ اجتماعية واقتصادية وسياسية ودينية وغيرها، وتجلى ذلك بتوثيقه في منجزهم الأدبي الذي يحمل خصوصياتهم، ليتشكل منه تراث أدبي يرجع الدارس إليه لمعرفة مزيد من الأماكن المقدسة وتاريخها وجغرافيتها وأحوال ناسها. وقسّم العارف كتابه إلى ثلاثة محاور رئيسه: تناول الأول منه التعريف بالمشرق العربي من ناحية جغرافيته وتاريخيته، للتشكل في ذهن القارئ الخلفية الزمانية والمكانية، وبيان الأهمية والقيمة التي تجسدها كتب أدب الرحلات، ورصد أهم الرحلات وأبرزها وتواريخها. فيما تناول المحور الثاني من الكتاب الصعوبات والمشاكل التي واجهت الحجاج أصحاب الرحلات، من ناحية طرق المواصلات والأوبئة التي يعانون منها أثناء الحج. واستعرض العارف في المحور الثالث الأوضاع المعيشية في منطقة الحجاز من خلال المقولات والطروحات التي تحملها كتب الرحلات، ودعّم ذلك بصور توثّق الحياة الاجتماعية والسكان ومساكنهم وعاداتهم وتقاليدهم ولهجاتهم، وكيف تتحوّل مكةالمكرمة والمدينة المنورة إلى أسواق تجارية عالمية خلاِل موسم الحج، وأثر ذلك على المجتمع الحجازي. وتضمن الكتاب الذي يقع في 393 صفحة من القطع الكبير، رحلات الغربيين إلى الحجاز تحت عناوين: المستشرق الفرنسي 1894، والنمساوي المسلم1927، والطبيبة الألمانية 1996، والعجيب والغريب من أدب الرحلات الحجازية، وطرق الحج.