أمجاد الهاجري هلّ هلال رمضاننا الأول بعد رحيل مليكنا عبدالله بن عبدالعزيز، وأذهاننا لا زالت محتفظة بكلمات خالدة لرجل لن تنساه قلوبنا ولن يدفن حبه وأن دُفنت أجسادنا، أتى رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران وكأنه شخص، ينتظر ضيوفه بنظرة ترقب لشخص أحببه الجميع حتى لقّب بحبيب الشعب، عامل أبناء وطنه معاملة أب لأبنائه، لم يعش حياته لنفسه، بل عاشها لخدمة المملكة وأبنائها ودينها وخدمة أبناء الوطن العربي أجمع. أتى رمضان وهو لا زال ينتظر ضيفه عبدالله بن عبدالعزيز وكأنه شخص لا يعلم ما حدث بداخل وطنه خلال الشهور الماضية، وما زال ينتظر مجيئه حتى سُمع مساجد الله داخل وطنه تدعو له وفاءً لوصيته التي أوصى بها شعبه "لا تنسوني من دعائكم"، ومن سماعه لأدعية المساجد عُلم بأن ابن عبدالعزيز رحل مودعا الجميع بقضاء من الله وقدره. رمضاننا هذا العام، جاءنا بنكهتين: نكهة الحزن وهي رحيل عبدالله بن عبدالعزيز، ونكهة الفرح لوجود ملك جديد لمملكتنا سلمان بن عبدالعزيز، القائد العظيم الذي أفرح شعبه بقرارات وهو في قمة الحزن على رحيل أخيه. رمضاننا الأول أتانا ووطننا لا زال حزينا على فراق وطن وُلد ودُفن وعاش بداخله، فرحيل عبدالله بن عبدالعزيز خسارة عظيمة للأمة الإسلامية والعربية، فهو الرجل العظيم التي ابتدأت مهامه في توسعة الحرمين الشريفين وانتهت بحقوق المرأة التي في عهده خرجت من قمقم "الحرملك" إلى حديقة الحياة. ابن عبدالعزيز، كيف لنا أن ننساك وإنجازاتك داخل وخارج أرجاء وطنك لا تُعد ولا تحصى، كيف للأمة الإسلامية أن تنساك وهي تقطع المسافات لتصل إلى بيت الله الحرام وتنظر إلى توسعتك بالحرمين الشريفين وترفع كفيها للسماء رجاءً لله بأن يوسّع عليك في قبرك كما وسّعت على ضيوف الرحمن في بيته الحرام، ودعاؤهم لك هو رد وإخلاص لمعروفك. ابن عبدالعزيز كلماتك "لا تنسوني من دعائكم" أصبحت مخلّدة في قلوبنا ولن ننساها فقبل أن تكون كلماتك هي وصية من وصاياك عاهدنا أنفسنا على أن نُوفي بها بعد رحيلك. رحلت تاركا خلفك بصمة إنسانية سنظل نذكرها جيلا بعد جيل، وها هو التاريخ يسجّل إنجازاتك، وستبقى سيرتك وإنجازاتك محفوظة وفاءً منّا لك، وسيبقى حبك في قلوبنا ولن يُدفن وإن دُفنت أجسادُنا وسيبقى الشعب السعودي يرافقك بالدعاء فأنت الذي بادلت شعبك بعمق المحبة والإخلاص والمعروف، وستبقى كلماتك خالدة في الأذهان مخلّدة في القلوب، وسنبقى بعدك شعبا متفقا على حب وطنه، محافظا على مبادئ وقيم دينه في ظل قيادة أخيك الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعانه الله وسدد خُطاه. وأختم كلماتي بكلمات أتمنى تحقيقها من الله بأن يجعلك في الفردوس الأعلى من الجنان وأن يبلغنا النظر سويا إلى وجهه الكريم يوم الحساب، فلن ننساك من دعائنا ملكنا الحبيب فأنت الراحل من الحياة والساكن بقلوبنا.