أكدت مصادر مقربة من تنظيم القاعدة الذي يفرض سيطرته على مدن ساحل حضرموت شرقي اليمن منذ مطلع أبريل الماضي، ل"الوطن" مقتل أمير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والرجل الثاني المطلوب للولايات المتحدة ناصر عبدالكريم عبدالله الوحيشي الملقب ب" أبو بصير الوحيشي" في ضربة جوية نفذتها طائرة بدون طيار الأسبوع الماضي بمدينة المكلا. وقالت تلك المصادر إن الوحيشي الذي صدرت بحقه أحكام بالسجن لمدة 15 سنة من القضاء اليمني على خلفية انتمائه للقاعدة، كان أحد الضحايا الثلاثة للضربة الجوية التي وقعت بكورنيش المكلا في واحدة من أقسى الضربات التي تلقاها التنظيم أخيرا. غير أنه وحتى اللحظة لم يصدر التنظيم، بيانا ينعى فيه الوحيشي، كما يحدث دائما من نعي قيادات بارزة في التنظيم قضت في غارات أميركية. لكن متعاطفين مع القاعدة نشروا تغريدات نعي له في مواقع التواصل الاجتماعي. وتُشير المعلومات المتوافرة عن الوحيشي، إلى أنه ولد في قرية "مرتعة" بمدينة البيضاء الحدودية بين جنوب اليمن وشماله قبل أن يغادرها في التسعينات للذهاب إلى أفغانستان. وهنالك أصبح السكرتير الشخصي السابق لأسامة بن لادن. واعتقلته المخابرات الإيرانية أثناء محاولته مغادرة أفغانستان في 2001، وسلمته إلى اليمن عملا باتفاق أمني بين البلدين. وأثناء بقائه في السجن عام 2004 آلت إليه إمارة التنظيم عقب مقتل القيادي أبو علي الحارثي، على أيدي المخابرات الأميركية في غارة جوية في نوفمبر 2002. ليفر بعدها في عملية الهروب الجماعي الشهيرة لعناصر التنظيم من السجن المركزي بصنعاء في 2006. ونجا الوحيشي بعد ذلك من ضربات عدة جوية كانت أبرزها التي استهدفته في فجر ال24 من ديسمبر 2009 في شبوة. وأعلنت حينها السلطات اليمنية مصرعه إلى جانب رجل الدين اليمني الأميركي أنور العولقي، والسعودي سعيد الشهري، ولكن المعلومات اللاحقة أكّدت نجاتهم. وأشارت مصادر يمنية إلى أن السبب وراء الغارة حينها هو المحاولة الفاشلة لاختطاف طائرة ركاب أميركية متوجهة من أمستردام إلى ديترويت، التي قام بها شاب نيجيري ينتمي إلى تنظيم اليمن. ويعد الوحيشي بمثابة الجيل الثاني من قيادات التنظيم في اليمن والذي جعل منه وبمساعدة صديقه قاسم الريمي والملقب ب"أبوهريرة الصنعاني"، واحدا من أخطر المكونات الإرهابية في العالم وفقا للإدارة الأميركية بعد أن عمد إلى استهداف السفارة الأميركية في 17 سبتمبر 2008. كما يعد الوحيشي بمثابة عراب عملية توحيد عناصر التنظيم في 2009 تحت مُسمى "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، وعين كل من السعودي سعيد الشهري واليمني قاسم الريمي نائبين له. ويقول الباحث الأميركي المتخصص في شؤون "القاعدة" في اليمن جريجوري دجونسين، إن خلايا "القاعدة" أصبحت ذاتية الحركة وأكثر تناسلا. وأشارت مصادر محلية إلى أن التنظيم قد ينصب القيادي فيه قاسم الريمي أميرا له خلفا للوحيشي. الريمي والوحيشي يعد القيادي بتنظيم القاعدة، قاسم محمد مهدي الريمي، اليمني الجنسية والملقب بأبو هريرة – وأبو عمار، المولود في صنعاء في 5- 6 - 1978، مسؤولا عسكريا بالتنظيم وأحد الهاربين من سجن الأمن السياسي باليمن. شارك الريمي في التخطيط لاغتيال السفير الأميركي في صنعاء باستئجاره المنزل الذي تم فيه التخطيط للعملية وقيامه برصد السفارة الأميركية في اليمن تمهيدا لضربها. وتواجد الريمي مع، ناصر الوحيشي، أثناء إعلان الأخير، أن لديه مقاتلين على أهبة الاستعداد للقيام بعمليات إرهابية في المنطقة وإيواء عدد من عناصر التنظيم باليمن. - أما زعيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر عبدالكريم عبدالله الوحيشي الملقب بأبو بصير، ولد في لودر بمحافظة أبين في 2- 10- 1976 وكان هاربا من سجن الأمن السياسي باليمن.