يعود عملاقا القارة السمراء منتخبا الأفيال العاجية، والنجوم السوداء الغانية، بعد 23 عاما للوقوف الليلة وجها لوجه في نهائي كأس الأمم الأفريقية. واحتاج المنتخبان في المرة الأخيرة التي التقيا فيها في نهائي نسخة 1992 بالسنغال، إلى خوض 120 دقيقة وتسديد 24 ركلة ترجيحية للفصل بينهما قبل أن تبتسم الكأس لساحل العاج بالفوز 11 /10، وحينئذ كان ملك الكرة الغانية وأسطورتها عبيدي بيليه قائدا للمنتخب الغاني، واليوم ستكون الفرصة سانحة أمام نجليه لإعادة الاعتبار إلى عائلة بيليه. وللمفارقة، فإن آندريه وجوردان أيوو اللذين سجلا في نصف النهائي ضد غينيا الاستوائية (3-0)، سيواجهان شقيقين آخرين في صفوف ساحل العاج هما كولو ويايا توريه. قلل الأخوان أيوو من شأن المقارنة بين نهائي عام 1992 الذي خاضه والدهما والنهائي الحالي، وقال جوردان الذي سجل هدف الافتتاح من ركلة جزاء قبل وقت قليل من انتهاء الشوط الأول "نحن سعداء أن نخوض المباراة النهائية، وأنا واثق من أننا جعلنا البلاد بأكملها سعيدة، نريد الفوز بالمباراة النهائية ليس بسبب عام 1992، بل لأننا لم نفز بأي لقب قاري منذ عام 1982". وفي حال تحليق النجوم السوداء الليلة في سماء التتويج، سيكون اللقب الخامس في تاريخ غانا، ووقتها ستكون ثاني أكثر منتخبات القارة تتويجا بعد مصر التي تتصدر القائمة بسبع ألقاب، فيما تمني الأفيال نفسها باللقب الثاني في تاريخها وعلى حساب غانا أيضا. في المقابل، لم يغب يايا توريه "31 عاما" المتوج بجائزة الكرة الذهبية الأفريقية 4 مرات، عن أي من بطولات كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2006 أي أن النسخة الحالية تشهد المشاركة السادسة له في النهائيات، كما شارك مع الأفيال في النسخ الثلاث الماضية من بطولات كأس العالم، ورغم هذا، كان توريه دائما هدفا للانتقادات والاتهامات بأنه لم يقدم مع الأفيال المستوى نفسه الذي يقدمه مع فريقه مانشستر سيتي الإنجليزي، فيما أعلن شقيقه الأكبر كولو توريه اعتزال اللعب دوليا بعد خوض النهائي الحلم اليوم، وقال "سيكون الأمر رائعا لو نجحت في نهاية مسيرتي بإحراز اللقب، لقد انتظرنا طويلا ونريد أن نجلب الكأس إلى أبيدجان هذه المرة". بغض النظر عن هوية الفائز في النهائي المقرر على ملعب استاديو دي باتا، فإن الأخوين أيوو أو توريه لن يكونا أول شقيقين يحرزان اللقب القاري، حيث يعود هذا الشرف إلى الأخوين إيتالو ولوتشيانو فاسالو اللذين يعدان أفضل لاعبين أنجبتهما الملاعب الإثيوبية. وكان لوتشيانو قائدا للمنتخب في حين سجل إيتالو أحد الأهداف عندما توّج منتخب بلادهما باللقب عام 1962. ومنذ ذلك النهائي، نجح الأخوان فرانسوا أومام بييك وأندريه كانا بييك في إحراز اللقب مع الكاميرون عام 1988، والشقيقين فيليكس وكريستوفر كاتونجو في صفوف زامبيا عام 2012. واليوم، سيضاف إلى هذه اللائحة اسم شقيقين آخرين، فهل تكون الفرحة للثنائي توريه أم للثنائي أيوو؟