لم يعد الأمر مجرد صوت "فرقعة" هنا، أو فقط رذاذ "شنشنة" هناك، بل أصبح من الوضوح بمكان، ومن الجلاء ببيان، أن الأمر حقيقة، وأن الخطب جلل، وما لم نعِ ذلك بكل معانيه الجلية ونواياه الخفية، فلا يستغرب أن نكون أكثر شعوب الأرض استهدافاً للقناصة. إذا تم خرق السفينة من بعض الأغرار وبارك هذا الخرق بعض المغترين فسوف يكون "الغرق للجميع" وأولهم ذاك الغر، وهذا المغتر! مثلما كشر الخبث عن أنيابه على الحد الجنوبي وما زال، فقد أشاح الغدر برايته على الحد الشمالي وسيستمر، ولم يعد هناك أي مجال لوضع هذه الأحداث في موضع "الاستخفاف أو الاستهانة"، ولكن يجب نقلها عاجلا، وبكل قوة وجدية، إلى نقطة "الخط الأحمر والخطر الأكبر"، وليس ذلك من قبل حماة حدود الوطن وأرضه وسمائه فقط، بل من كل فرد من أبناء هذا البلد رجلا كان أو امرأة صغيرا كان أو كبيرا، وقبل ذلك وبعده الاستعانة بالقوي المتين - عز وجل -. ومن باب "رب ضارة نافعة" فقد تم من خلال هذه الأحداث امتحان العالم من حولنا، البعيد قبل القريب، وأصبحت "أوراق الإجابة" على طاولة كل إنسان سعودي، ولم يتبق سوى التمعن جيداً في النتائج النهائية لكل من أرسل إلينا أوراقه، والنظر قبل ذلك في الوسيلة التي وصلت إلينا إجابته من خلالها.