أكدت الحكومة السودانية، تطابق وجهات نظرها مع نظيرتها المصرية بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، مشيرة إلى أن البلدين تجاوزا مرحلة الاختلاف إلى الاتفاق وتطابق الرؤى. كما أكدت أن مصر ستشارك بقوة في الكثير من المشاريع الكبرى بالسودان في الكثير من المجالات التنموية والاستثمارية. وقال السفير السوداني بالقاهرة عبدالمحمود عبدالحليم، في تصريحات صحفية، إن ما أثير عن وجود خلافات بين السودان ومصر حيال الوضع في ليبيا، وما تشهده الأخيرة من تطورات وأحداث غير صحيح مطلقا، بدليل انعقاد آلية دول الجوار في الخرطوم وإسهام السودان بفاعلية فيها. وتابع "كما أن زيارة رئيس وزراء ليبيا إلى الخرطوم، التي قام بها مؤخرا دحضت هذه الادعاءات تماما". وأكد عبدالحليم وجود تطابق بين مصر والسودان حول أهمية الاستقرار في ليبيا، لأنه يؤثر بصورة مباشرة في الأمن والاستقرار للدولتين، وفي الوضع بالمنطقة برمتها، ومن ثم يؤثر في حركة الاستثمارات والمشروعات التي تعتزم الدولتان تنفيذها. وقال إن مصر ستشارك بقوة في الكثير من المشاريع الكبرى بالسودان، وفي مقدمتها المرافق التي تشمل الإنشاءات والبنى التحتية والخدمات والتعدين، خاصة إنتاج الذهب. ومضى عبدالحليم بالقول "هناك حالة اتفاق تام في كل الملفات التي تهم الجانبين، وزيارة الرئيس عمر البشير الأخيرة لمصر وضعت حدا للتباين في الرؤى، ويمكن القول بصورة قاطعة إن العلاقات بين البلدين تمر في الوقت الحالي بأفضل حالاتها، وإن القيادة في البلدين الشقيقين تدرك تماما مدى المصالح المشتركة التي تربطهما ببعضهما، وهي حريصة كل الحرص على استمرار تلك العلاقة". من جهة أخرى، أعلنت الحكومة السودانية رسميا، رفضها السماح للبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي "يوناميد"، بزيارة قرية "تابت" بولاية شمال دارفور مرة ثانية للتحقيق في مزاعم حدوث اغتصاب 200 سيدة من قبل أفراد من الجيش السوداني. وعزا بيان صادر عن الخارجية السودانية القرار لجملة من الحيثيات، من بينها أن رئيس البعثة أبلغ الخارجية أنه سيتقدم اليوم بطلب الزيارة، إلا أنه وقبل نهاية الاتصالات بين الحكومة والبعثة والتداول في الأمر خرق اتفاقه، وذهب للسطات الولائية وطلب زيارة القرية. ونوه البيان إلى أن اتهامات الاغتصاب الجماعي قد قوبلت بامتعاض شديد من مواطني قرية تابت والقرى المجاورة وأثارت غضبهم، مما رفع من حالة التوتر في المنطقة، وأصبحت نظرة الأهالي ل"يوناميد" يشوبها الكثير من العداء للبعثة، نظرا لما لحق بسيدات المنطقة من وصمةٍ لطَّخت سمعتهن وهن عفيفات بريئات. وتابع البيان: "هكذا صارت الأوضاع الأمنية منذرة بصدام وتداعيات لا تحمد عقباها، وأصبح التكهن بمآلات الأوضاع صعبا ومنذرا بخطر، وتأسيسا عليه قررت حكومة السودان عدم السماح للبعثة بزيارة القرية مرة أخرى". وأكد البيان استمرار السودان في التعاون مع "يوناميد" وفق المرجعيات القانونية المتفق عليها بين الطرفين.