أسهمت بطولة كأس الملك للقدرة والتحمل التي أطلقها أمير منطقة المدينةالمنورة أول أمس في محافظة العلا والفعاليات المصاحبة لها في ارتفاع الحركة السياحية في المحافظة التي تحوي عشرات المواقع الأثرية والتاريخية. وتعتبر البلدة القديمة في محافظة العلا من أهم تلك المواقع التي يرتادها الزوار، وتمثل معلما حضاريا يرمز لحقبة زمنية من تاريخ العلا العريق والمرتبط بحاضرها؛ حيث يبدو في القرية ماضي المنطقة ماثلا للعيان في صور حية وأنماط ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعا لبيئة المنطقة. والقرية التي يحيط بها سور حصين وقلعة تاريخية تمثل البناء الإسلامي القديم حيث يرجع تاريخ بنائها إلى القرن السابع الهجري وتمثل تجسيدا متكاملا لتاريخ محافظة العلا بتراثها القديم، فللوهلة الأولى يدلف الزائر عبر بوابة القرية ليقف بشموخ أمام البيت الطيني بطوابقه وعمرانه الصلب وقوة التصميم التى دفعته لمقاومة الظروف البيئية ليبقى شاهدا حتى يومنا هذا. وتبرز من داخل القرية التي تحوي الحارات الشعبية والعشش الطينية، لحمة الحياة الاجتماعية القديمة وبساطتها من خلال المنازل القريبة المتقاربة وآبار ومشارب المياه المشتركة التي تتوسط القرية العتيقة. أما في أطراف القرية فيجد الزائر المحال التجارية القديمة (الدكاكين) العتيقة عبر السوق الشعبية بمعروضاتها الأثرية والتراثية والأواني التقليدية التي تعيد الزوار لعبق الماضي الذي يصور لهم مدى التكامل في المنافع والتبادل التجاري في القرية. يذكر أن هيئة السياحة والآثار قامت بإعادة ترميم البلدة التراثية في ظل سعيها للاستفادة من القيمة التاريخية والحضارية لآثار محافظة العلا لتنشيط الحركة السياحية المحلية والدولية للمنطقة، ضمن قيامها بجملة من المشروعات التطويرية لعدد من المواقع التاريخية، ويأتي ذلك ضمن مشروع تنمية القرى التراثية الذي أطلقته الهيئة في أبريل 2006، ضمن خمس قرى معتمدة على مستوى المملكة. من جهته أكد محافظ العلا سعد مرزوق السحيمي أن بلدة العلا التراثية ستكون بعد الانتهاء من تأهيلها بالكامل مصدر جذب سياحي في المحافظة، وجزءا مهما في المسار التراثي الثقافي السياحي في منطقة المدينةالمنورة، مشيدا بما تحظى به المشاريع السياحية ومشاريع التراث العمراني من دعم رئيس هيئة السياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، وأمير منطقة المدينةالمنورة فيصل بن سلمان، التي تتضح نتائجه من خلال هذا المشروع والمشاريع المرتقبة في عدد من محافظات المنطقة، مشيراً إلى أن العلا أصبحت تملك مكا بارزا في الخارطة السياحية المحلية والدولية.