بسطات المأكولات الرمضانية، وتحديدا الشعبية منها، قد تكون الخيار الوحيد، للعزاب في منطقة عسير، خلال شهر رمضان المبارك، إذ يشهد سوق البسطات "شمال أبها" وسوق خميس مشيط، كثافة في أعداد المتسوقين، تزداد حدتها من بعد صلاة العصر وحتى قبيل آذان المغرب. وفي رصد ل"الوطن" اتضح أن أغلب المنتجات المعروضة هي الأكلات الشعبية، المتمثلة في الخبز البلدي بأنواعه المختلفة، حيث يقوم على بيعه بعض النساء وكذلك الحلبة وأنواع أخرى مثل الكبدة، والسوبيا، والسمبوسة ومعجنات متنوعة، واتضح من خلال الجولة، أن غالبية المتسوقين من الشباب العزاب، الذين يجدون في السوق ما يلبي حاجاتهم الغذائية خلال الشهر الفضيل في حين أن المعروضات لم تقتصر على المأكولات فحسب بل تعدت ذلك إلى تسويق أشياء أخرى مثل الملبوسات والعطورات، ولكن في نواح أخرى من السوق. ويشير فائز القحطاني "حارس أمن"، إلى أنه يضطر إلى جلب إفطاره من سوق البسطات بأبها، معزيا السبب في ذلك إلى التقارب الكبير في الوجبات المعروضة، ووجبات المنزل -على حد قوله-، لا سيما خبز التنور البلدي، والشوربة. أما صالح الألمعي "أعزب"، فأكد أن التجول في السوق بحد ذاته، متعة نظرا للكثافة الشرائية، وكثرة المرتادين، وانبعاث روائح القلي، والطهو من على بعد، مضيفا أنه مضطر لشراء وجبة الإفطار من السوق، نظرا لبعده عن أهله، وارتباطه بعمل يومي في مدينة أبها. وأضاف الألمعي أن ثقته تزداد في تلك المأكولات التي تقوم على إعدادها كبيرات السن، مثل الخبز البلدي، والسمبوسة، وبعض أنواع الشاي. ويشير أحمد القحطاني "بائع" إلى أن أسرته تقوم بإعداد العشرات من خبز التنور البلدي، منذ وقت مبكر، ومن ثم يتم تسويقه في سوق البسطات وذلك مقابل خمسة ريالات للرغيف الواحد، لافتا إلى أنه استغل إجازة المدارس لقضاء وقته في عمل ينفعه ويدر له دخلا جيدا. من جهتها، كثفت إدارة مرور منطقة عسير من وجودها على مداخل السوق وأعدت خطة مرورية تسمح بالدوران حول السوق في اتجاه واحد مع العمل على تخصيص مدخل للدخول وآخر للخروج، بما يضمن عدم تواجه السيارات فيما توجد بالسوق فرقة من الدوريات الأمنية وكوادر من هيئة الأمر المعروف والنهي عن المنكر.