اختصرت مسؤولة بحرينية رفيعة المستوى، اعتماد قوى الجمهورية الإيرانية لزعزعة منطقة الخليج، على ما وصفتها ب"خلايا عقائدية نائمة"، تستخدمها طهران في الوقت الذي تراه مناسباً، وبالشكل والطريقة التي تخدم أهداف الجارة التي خرقت كل الأعراف الدبلوماسية والسياسية، والإنسانية. وقالت وزيرة إعلام مملكة البحرين سميرة رجب، في تصريحاتٍ إلى "الوطن": إن إيران لا تمتلك أي قوة لزعزعة أمن منطقة الخليج، عدا بعض وسائل الإعلام التي تخدم أهدافها ال"عقائدية"، بالإضافة إلى خلايا "نائمة" في المنطقة، تُحركها طهران كيفما شاءت، ووقت ما شاءت، معتبرة تلك الخلايا بمثابة "أذرعة" تخدم الأجندة الإيرانية لتحقيق أهدافها في المنطقة. وطالبت الوزيرة، برصد ما تقدمه وسائل إعلام طهران، والأخرى التابعة لها، لتتبين في نهاية الأمر المنهجية التي تسلكها لما اعتبرته "تشويهاً صورة البحرين". ومضت رجب تقول "لو نشاهد الإعلام الإيراني اليومي الممنهج، الذي يستهدف تشويه صورة مملكة البحرين لاتضح أسلوب تلك الوسائل بشكلٍ قوي، الذي بات واضحاً ولا يحتاج لأي أدلة". وكانت طهران، قد خرجت عن الأعراف الدبلوماسية الأسبوع المنصرم، حين طالبت حكومة المنامة بالاعتذار عن اعتقال رجل دين شيعي له علاقة بأطرافٍ خارجية كما تقول بعض المصادر البحرينية، وهو ما اعتبرته المنامة ودول مجلس التعاون الخليجي، تدخلاً سافراً في الشؤون المحلية لدول المجلس، ولقي التهديد الذي جاء على لسان نائب وزير الخارجية الإيراني استهجاناً خليجياً عنيفاً، بعد أن هدد الرجل بما وصفه ب"الرد غير المتوقع" فيما لو لم تعتذر المنامة عن اعتقال رجل الدين الشيعي. لكن وزيرة إعلام المنامة، نفت أمس ل"الوطن" ما تردد عن اعتقال رجل الدين الشيعي الذي أثار حفيظة طهران، وأسهبت في الشرح "لم يعتقل رجل الدين المقصود، كل ما في الأمر أن الجهات الأمنية كانت تبحث عن مجموعاتٍ إرهابية في منطقةٍ معينة في البحرين، ولرجل الدين الشيعي ثلاثة منازل في بعض المناطق التي تمشطها الجهات الأمنية، لكن طهران استخدمت ذلك ذريعةً لتدخلها السافر المعتاد في الشؤون الداخلية". ومضت رجب تقول "إيران على الدوام لا تضع أدلةً مادية على تدخلها في شؤوننا الداخلية، ليس في البحرين فقط بل في دول مجلس التعاون الخليجي". وطبقاً لمصادر متابعة، فإن طهران أخذت بزيادة وتيرة التخبطات بحق دول مجلس التعاون الخليجي، واعتبر بعض تلك المصادر أن ذلك جاء بناءً على رد فعلٍ لما تشهده سورية، التي تقف طهران إلى جانبها بشكلٍ معلن، بالإضافة إلى انتهاج هذا السلوك لصرف النظر عما يحدث داخلياً، لا سيما أن إيران على أبواب انتخاباتٍ رئاسية، وتخشى الدوائر المقربة من المرشد الإيراني بذات الوقت أن يُعاد مسلسل الانتخابات الرئاسية التي شهدتها إيران عام 2009، وما تبعها من رفض للنتيجة النهائية، التي أوصلت الرئيس الإيراني المنتهية ولايته أحمدي نجاد إلى سدة الحكم، في عملية يقول عنها إيرانيون إنها مزورة وغير حقيقية.