استأنف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، جهوده الرامية لدفع محادثات السلام بين المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث عقد محادثات مكثفة أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في القدسالغربية قبل أن يتوجه إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم عاد في نفس اليوم إلى القدسالغربية والتقى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس. وسيواصل كيري جهوده اليوم حيث يجتمع مع وزيرة العدل المكلفة بملف التفاوض مع الفلسطينيين تسيبي ليفني، قبل أن يغادر ظهرا إلى الأردن للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي. وتجيء هذه التحركات مع قرب انتهاء المهلة التي طلبها الوزير الأميركي لتقديم مقترحات لاستئناف المفاوضات بين الطرفين في السابع من يونيو المقبل، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أنه ما زال يواجه صعوبات تتعلق بالاستيطان ورفض إسرائيل قبول حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود1967. وبالتزامن مع هذه الجهود عقد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، مباحثات مع عباس ونتنياهو للهدف ذاته. وكان من المقرر أن يقدم كيري خطته لاستئناف المفاوضات أمس، إلا أن المصادر أشارت إلى أنه طلب تمديد المهلة أسبوعين إضافيين ليقدمها في السابع من الشهر المقبل. وأقرت ليفني بوجود انقسامات وسط الوزراء الإسرائيليين حول القضية الفلسطينية. وقالت: "هناك خلافات إيديولوجية داخل الحكومة، وتعثر المفاوضات منذ أكثر من 3 سنوات لا يخدم سوى أولئك الذين يعتقدون كل يوم أن بإمكانهم الاستيطان على أرض في الضفة الغربية، وبناء منزل جديد في مستوطنة، وأن هذه الطريقة تمنع التوصل إلى اتفاق". في غضون ذلك، أكدت المصادر أن الخارطة التي عرضها الرئيس عباس، للدولة الفلسطينية في إطار الحل النهائي تتطابق مع التي قدمها له رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، في ال16 من سبتمبر 2008، مع أن الأخير عرض الخارطة على الجانب الإسرائيلي ورفض تسليمه نسخة منها. وتحتوي على ضم الكتل الاستيطانية "ارئيل وغوش عتصيون" القريبة من القدس، وبالمقابل يحصل الفلسطينيون على أراض بديلة على حدود شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية، إضافة إلى أرض في شمال قطاع غزة.