كشف تقرير حديث صادر عن وزارة الصحة السعودية حول معدلات الإصابة بالأمراض المستهدفة بالتحصين، لكل 100 ألف من السكان خلال الفترة 2020–2024، عن مشهد صحي مزدوج يعكس نجاحات لافتة وتحديات قائمة. فبينما حافظت المملكة على صفر إصابات بشلل الأطفال للعام الخامس على التوالي، وفق التقرير السنوي لوزارة الصحة، ما يعزز مكانتها ضمن الدول الخالية من المرض بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية. معدلات الإصابة شهد بعض الأمراض الأخرى تذبذباً واضحاً في معدلات الإصابة، أبرزها السعال الديكي الذي قفز من 0.77 في عام 2022 إلى 6.69 في 2023 قبل أن يتراجع إلى 3.09 في 2024، إلى جانب تسجيل حالاتٍ متفرقةٍ من الحصبة في بعض الأعوام، في مؤشر على الحاجة إلى تعزيز التوعية والتحصين في الفئات والمناطق ذات التغطية المنخفضة. قصة نجاح وطنية تمكّنت المملكة منذ عام 2020 من المحافظة على سجل صحي خال من شلل الأطفال، في إنجاز وطني يعكس فعالية برامج التحصين، والتزام المجتمع بسياسات التطعيم الوقائي. هذا النجاح يُعدُّ أحد أبرز المؤشرات على قوة المنظومة الصحية السعودية، التي أسهمت في القضاء على مرض كان يشكّل تهديداً طويل الأمد للأطفال حول العالم. تحديات متجددة على الجانب الآخر، برزت مؤشرات تدعو للانتباه؛ إذ سجّل السعال الديكي ارتفاعاً حاداً في عام 2023 إلى 6.69 لكل 100 ألف نسمة، بعد أن كان 0.77 فقط في 2022، ما يطرح تساؤلاتٍ حول أسباب هذه القفزة، قبل أن تنخفض النسبة مجدداً إلى 3.09 في 2024. أما الحصبة، فرغم تراجعها العام، فقد عادت لتسجّل حالاتٍ متفرقة في 2021 و2023، مما يكشف عن ثغراتٍ في التغطية التحصينية أو الوعي المجتمعي تستوجب معالجاتٍ عاجلة لضمان عدم عودة الانتشار. استقرار نسبي وتحسن وقائي سجّل التيتانوس الوليدي انخفاضاً تدريجياً من 6.3 في 2022 إلى 5.5 في 2024، ما يعكس تحسناً في برامج رعاية الحوامل ورفع مستويات التحصين الوقائي قبل الولادة. كما حافظ السل الرئوي وغير الرئوي على معدلاتٍ مستقرة، ما يشير إلى فعالية جهود الكشف المبكر والعلاج، رغم الحاجة إلى استمرار المتابعة والرصد في المناطق عالية الكثافة السكانية. المشهد الوبائي تُظهر الخريطة الوبائية خلال الأعوام الخمسة الماضية تحولاً واضحاً في أولويات التحصين الوطني. فبينما أُنجز القضاء على شلل الأطفال، تبرز الحاجة إلى إعادة توجيه الجهود نحو الأمراض العائدة أو المتذبذبة مثل السعال الديكي والحصبة، مع توظيف التحول الرقمي في الرصد والتتبع الوبائي، وتكثيف حملات التطعيم الوقائي في المدارس والمناطق الطرفية. - صفر إصابات بشلل الأطفال منذ 2020 حتى 2024 - دعوة لإعادة ترتيب أولويات التحصين الوطني - تعزيز الرصد الرقمي السعودية ضمن الدول الخالية من شلل الأطفال وفق منظمة الصحة العالمية - قفزة إلى 6.69 في 2023 ثم تراجع في 2024 - السعال الديكي حالات متفرقة رغم التغطية التحصينية - الحصبة انخفاض تدريجي في الإصابات