لا أحد يشك أن الرياضة السعودية قد حققت قفزة هائلة على مستوى كرة القدم، وحتى بعض الألعاب المختلفة، لعل أبرزها كرة اليد، وتحديدًا على مستوى الأندية. يؤكد ذلك ما قدمه الهلال في كأس العالم للأندية، وكذلك علو كعب الأندية في دوري النخبة الآسيوي، وفوز الأهلي بالنسخة الأخيرة دون أي هزيمة، وجاء التقدم على مستوى التصنيف بين دوريات العالم كأكبر دليل على ذلك التقدم والامتياز. كل ذلك كان نتاجًا ومحصلة للمشروع الوطني الذي تبنته الدولة، ممثلة في صندوق الاستثمارات السعودي، يقال ليس صعبًا الوصول للقمة، ولكن الأصعب هو الحفاظ عليها، لذلك فإن النجاح الذي تحقق، والتميز الذي جنينا ثماره يحتاج إلى أن يواكبه عمل أكثر جدية وتميز،يحتاج أن تظهر نتائجه على المنتخب الوطني الذي تأهل لكأس العالم بعد مخاض صعب هذه المرة، وبشكل غير مقنع لنا كسعودين، حتى والمنتخب يقدم في مباراتي التأهل أداء يبشر بالخير، ويرفع مؤشرات التفاؤل، فقد أظهر اللاعبون تمكنًا وتميزًا ملفتا جعلنا نشاهد منتخبًا تعقد عليه الآمال، وبالإمكان أن يكون فريقًا يحقق الأحلام، وليخرجنا قليلا من مسار الأندية والألوان التي طغت وبغت من خلال محسوبين عليها وعلى الوسط الرياضي، شاهدناه مرارًا وتكرارًا، وحتى ننسى ذلك السقوط والتخبط الذي عاشته بعض الأندية في الموسمين الماضيين تحديدًا. لقد بلغ التعصب الرياضي والانفلات الإعلامي منتهاه، وقدم صورة بفلتر أو بدونه تسيء للوطن قبل كل شيء، أعتقد إلى هنا وكفى فمن المفترض أن نستفيد مما مضى على مستوى المنتخب، وكذلك الأندية من الأخطاء والتجارب السابقة. لا نريد تعثرًا أو سقطات جديدة تقدح فيما تحقق، وتسلبنا فرحة ذلك المنجز، إن كل ذلك التميز يفترض أن يواكبه عمل احترافي تحضر معه عدالة المنافسة، قانون واضح ومعلن للجميع، فلا نريد أن تتكرر أخطاء الموسم الماضي، لا مهزلة السوبر السعودي الأخير، ولا تلك المسرحية في نقاط النصر والعروبة أبدًا أبدًا، لا نريد المزايدات التي حصلت حتى وصلت إلى أرقام فلكية؟!. إننا نريد أن يكون للاتحاد السعودي هيبته وحضوره، الأمر ذاته ينسحب على وزارة الرياضة التي ليست عنه ببعيد. إن جل ما نرجوه فقط أن تمارس وزارة الرياضة واتحاد القدم دورهما بقوة واقتدار، لا نريد أن تتكرر تلك الصور، ولا أن تهتز الثقة أو نفقدها ، إننا نريد عملا ممنهجًا ومدروسًا وفق معايير وأسس نفخر به ونباهي، ويقدم كانموذج. قبل أن أختم أقول لطفًا.. حافظوا على ما تحقق لدينا، ولديكم الوقت، وأن نجدد الثقة فيكم بشرط واحد فقط.. ضعوا ما مضى نصب أعينكم.