، يقولون إن «الحجارة لا تُرمى إلا على الشجرة المثمرة»، لكن الواقع أن الحجارة تُرمى حتى على الأشجار اليابسة، لا طمعًا في الثمر، بل لمجرد التسلية، أو لأن بعض الأيدي لا تجيد سوى الرمي. فلا يهم من تكون، ولا ما تقول.. ستُرمى، على أي حال يُساء فهمك، يُقتطع كلامك، يُقابَل صمتك بتأويل، وردك باتهام.. فما العمل.. هل تدافع وتبرّر.. هل تُثبت أنك «لا تقصد»؟، لا.. لا شيء من ذلك؛ لأن من قرر أن يرميك لن ينتظر توضيحك، ومن اختار أن يُسيء فهمك، لن تعنيه نواياك.. فلماذا لا تكتفي بأن تستمع.. وتبتسم.. وتتجاهل؟!. استمع لأنك تٌحسن الأدب.. ابتسم لأنك تٌجيد الترفّع.. تجاهل لأن التجاهل توقيع أنيق على آخر صفحة في جدل لا يستحق.. جربها في أقرب خلاف لفظي.. جربها حين يُختبر صبرك في جلسة تعج بالثرثرة والانفعالات.. حين يأتي أحدهم ليقول لك: «بس هذا مجرد رأيي!»، ثم يرشقك بحجرةٍ مدهونة ب«النقد البناء».. تجاهل، ليس لأنك أضعف، بل لأنك أذكى من أن تدخل حلبة بلا جائزة، فلا شيء يستحق أن تخلع معطف كرامتك لأجل نزال على كلام فارغ، وستدرك مع الوقت أن الكلمة المسمومة حين لا ترد عليها تفقد سُمّها في الهواء، وأنك كلما اخترت الصمت عن التفاهة ازددت حضورًا.. وهيبة. وبالمناسبة هذا المقال نفسه، ليس استثناءً.. عامله كما تعامِل أي جدل عابر، فلا حاجة أن تُعلق عليه، ولا أن تُثني أو تعترض، يكفي أن تستمع إلى فكرته، تقرأه إن أردت.. تبتسم، ثم كما علمتك الحياة.. تتجاهل.