تجاوزت الجرأة الإسرائيلية حتى وصلت إلى استهداف وفد حماس المفاوض وسط العاصمة القطرية الدوحة، في خطوة تُعد تجاوزًا صريحًا لسيادة دولة خليجية، وتحديًا مباشرًا للمبادرات العربية الهادفة لإنهاء الحرب. هذا التصعيد جاء بالتزامن مع نجاح المفاوضات في تحقيق اختراق عبر وساطة مصرية - قطرية، وهو ما يفسّر مساعي نتنياهو الحثيثة لإفشال أي تهدئة عبر إرباك المشهد وتوتر الأجواء الإقليمية. الأخطر أن إسرائيل توظف ردود أفعال الحوثيين كغطاء لتوسيع رقعة الاشتباك، وذلك ضمن سياسة تقوم على «الفعل وردة الفعل» لنأي واشنطن عن أي ضغوط أو تحرك أمريكي عربي مشترك للتهدئة، وذلك لإبقاء المنطقة في حالة استنزاف دائم، وتبرير العمليات العسكرية المتواصلة. ما يحدث ليس معزولًا عن محاولات نتنياهو لفصل المسار العربي عن غزة، وضرب أي موقف خليجي موحّد قد يسهم في كبح العدوان أو فرض مسار سياسي للحل. هذا التطور مؤشر خطير ومحاولة لابتلاع المنطقة سياسيًا وعسكريًا، وقطع الطريق على أي تسوية للسلام، في مشهد تُستهدف فيه الوساطة، وتُبقي الساحة العربية مشتعلة لإطالة أمد الصراع وتوسيع نطاقه، والحيولة دون التوصل إلى سلام في المنطقة.