الأرض الفلسطينية هي محور الصراع، والاحتلال الإسرائيلي لا يعرف الحوار، لغتهُ الوحيدة هي فوهة البندقيَّة، وحين تُحتل أرضهم بالقوَّة العسكريَّة ؛ يُصبح تحريرها واجباً وجوديَّاً، يقول نيلسون مانديلا: «لا يمكن لعدالة تُفرض بالبارود أنْ تدوم، فالعدالة التي تأتي على ظهور الدبابات؛ تُهزم أمام عزيمة طفل يحمل حجرًا». المستوطن الإسرائيلي لم يجد له أرضاً، فهو يعيش تائهاً في أرض الغُربة بالنسبة له، مهما امتدَّ الاستيطان وتوسَّع الاستعمار؛ فلا يمكن للاحتلال أن يستمر طويلاً أمام شعب يعرف أن أرضه ليست للبيع، يقول مالكوم إكس: «إذا دخلوا أرضك بالسلاح، فلا تنتظر أن يخرجوا بالكلام». وحيث يُوجد الاستيطان؛ يتواجد العُنف؛ لأنَّ المستوطن لا يتكلَّم، بل يفرض نفسهُ بالبندقيَّة، وهذا الاحتلال لا يسعى إلى التفاوض، بل إلى الإخضاع.. إنه مشروع محو الآخر لا مشروع تفاهم وتسوية، يقول غسان كنفاني: «الاحتلال لا يفاوض... الاحتلال يُقاتَل». دائماً ما يتساءل الشعب الفلسطيني: هل نحنُ مستوطنون أم ساكنون؟! هل نحنُ غُزاة أم أصحاب أرض؟! هذا التساؤل وذاك الاستفهام والتعجُّب؛ هو من باب التهكُّم والاستغراب، والآلة الإعلاميَّة العالمية الداعمة لإسرائيل تُحاول اللعب على المتناقضات، وتدليس الحقائق على الرأي العام، لكنَّ الحقَّ أبلج مهما حاول المعتدي طمس الحقائق وتلفيق التُّهم. إ التوسُّع الاستعماري في الأراضي الفلسطينية هو توسُّع في عدم إمكانية حل المشكلة وتفاقُم القضيَّة والرغبة في ذلك، مع تسارع في الاستيطان وتماهٍ في الاستعمار، وقد يحتل الجيش المزيد من الأرض، ولكنه لا يستطيع أن يحتل الذاكرة الفلسطينية!! مهما تزايدت صرخات الرؤى المزعومة بإسرائيل الكُبرى؛ فإنها دليل على قُرب زوالهم وسقوط عرشهم في أرض غيرهم، وتلك العدالة الربَّانية، يقول جان بول سارتر: «حين يدخل الجيش أرضًا ليست له، لا يُحرر أحدًا، بل يسجن الحقيقة». ولابد للحقِّ أنْ ينجلي!!