يمتد شارع السمحانية بالدرعية وسط مشهد عمراني يجمع بين الطراز النجدي الأصيل والمعاصرة الحديثة، ما يجعله من أبرز الوجهات التي يقصدها الزوار والسياح المحليون والأجانب. والطابع العام لشارع السمحانية تميزه بجمال عمرانه وتناسق مبانيه المصممة بروح العمارة النجدية، حيث تصطف على جانبيه مجموعة من «الكافيهات» والمطاعم الراقية والمتاحف الصغيرة والمعارض الفنية التي تعكس روح الدرعية وتاريخها العريق. ويمتد شارع السمحانية من الشرق وينتهي بمسجد السمحانية، ويُعد أحد الشوارع البارزة في المنطقة القريبة من الدرعية نظرًا لارتباطه المباشر بمشاريع التطوير العمراني والسياحي في المنطقة. وتنتشر على امتداد الشارع الأرصفة والممرات الحجرية التي تُشجّع على المشي والتجول بحرية، وتُعطي الشارع طابعاً سياحياً وثقافياً بامتياز. ويشهد الشارع إقبالاً كثيفاً من الزوار والسياح، خاصةً في فترات المساء وعطلات نهاية الأسبوع، حيث يُعتبر مقصداً مثالياً للعائلات والمجموعات من الجنسين، ومحبي التصوير والمشي بين المباني التاريخية. ويتحول الشارع في كثير من الأوقات إلى وجهة نابضة بالحياة تكتظ بالمرتادين والمشاة، ما يعزز دوره في تنشيط الحركة التجارية والسياحية في الدرعية. وعلى الرغم من الطابع الجمالي والسياحي الذي يتمتع به شارع السمحانية، إلاّ أن السماح بدخول السيارات إليه يُعد من أبرز الملاحظات التي تؤثر سلباً على تجربة الزوار، فوجود المركبات في شارع مصمم أساساً للتنزه والمشي يسبب إعاقة حركة المشاة والسياح، وتشويه المشهد البصري العام، إضافةً إلى تقليل الشعور بالأمان لدى الأسر والأطفال، والتسبب في انبعاثات وضوضاء غير مناسبة للبيئة التراثية. والحل في تحويله إلى منطقة مشاة بالكامل، مع توفير وسائل نقل صغيرة صديقة للبيئة كعربات الجولف أو الدراجات الكهربائية لنقل الزوار بين أطرافه والمعالم المجاورة، وتطوير إرشادات مرئية توضح للزوار تاريخ ومعالم السمحانية بأسلوب تفاعلي، وكذلك تشجيع الفعاليات الثقافية والموسمية في الشارع لإبراز جماله وزيادة مدة بقاء الزوار فيه، وإضافة عناصر تظليل وإضاءة جمالية تتماشى مع الهوية العمرانية النجدية، ليبقى شارع السمحانية نموذجاً فريداً لجمال المكان وروح التاريخ حين تلتقي بالحداثة. ويبقى اكتمال التجربة السياحية مرتبطاً بإعادة النظر في تنظيم الحركة المرورية وتخصيص الشارع للمشاة، بما يضمن أن يكون وجهة تراثية نابضة وآمنة وساحرة لكل زائر.